العمامة الأزهرية عبر تاريخها الطويل الضارب فى أعماق التاريخ لأكثر من ألف عام هى رمز السماحة واليسر، والوسطية والاعتدال، داخل مصر وخارجها، وهى محل تقدير كل عقلاء العالم وحكمائه ومحبى السلام فيه، ومهمتى أن تظل هذه العمامة الكريمة بيضاء ناصعة شكلا ومضمونا، قلبا وقالبا، وأن أعمل مع الأزهر الشريف ومن خلاله بصفتى وزيرًا للأوقاف ومسئولا عن الدعوة بالمكتب الفنى لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على استعادة مجدها وتاريخها المشرّف فى خدمة الإسلام والمسلمين، والوطن وقضاياه، والإسهام بقوة فى نهضته ورقيه ، وبسط لواء السماحة واليسر والوحدة الوطنية الحقيقية الصادقة . وأؤكد على عدة معان: 1- أن عمامة أى إمام هى عمامة وزير الأوقاف من حيث كرامته والحفاظ على هيبة عمامته . 2- أن أى رمز لا يمكن أن يكتسب قيمته من جانبه الشكلى فحسب ، وإنما تأتى قيمته من مضمونه ، وينبغى أن يحرص صاحب هذه العمامة على ما يأتى : ( أ) حسن مظهرها ومظهره العام . (ب) أن يجتهد فى تحصيل العلم الشرعى بما يجعله أهلا لارتدائها بحق وصدق، وموضع تقدير واحترام ممن يطلبون علمه ويسعون إلى فكره الإسلامى الصحيح . (ج) أن يحافظ على تاريخها الوسطى، فلا يغبّر بياضها ونصاعتها بالانتماء إلى تلك الجماعات التى تتبنى مناهج متشددة أو متطرفة أو لا تؤمن بالمنهج الأزهرى الوسطى. (د) أن يكون قدوة صالحة فى حركته بين الناس. 3 - أن يتكاتف المجتمع كله فى الحفاظ على وسطية هذه العمامة، وذلك بما يأتى: ■ إسناد الحق إلى أهله فى قصر الدعوة والإفتاء على العلماء المتخصصين المؤهلين من أبناء الأزهر والأوقاف. ■ العمل على استصدار تشريع يُجرّم ارتداء هذا الزى لغير أهله وغير المصرح لهم بارتدائه فى مجال الدعوة أو الإفتاء أو التعليم الأزهرى كل مؤسسة فيما يخصها، وهو ما نسعى إليه بالتنسيق الكامل مع الأزهر الشريف.