بنك مصر.. بداية ثورة تمصير الاقتصاد

تعد فكرة انشاء بنك مصر فى أوائل القرن الماضى كأول بنك برأس مال مصرى وإدارة مصرية وكوادر مصرية ولغة تعامل عربية وتحويل دفة الاقتصاد المصرى من الاستثمار الزراعى إلى الاستثمار الصناعى وإثبات القدرات العقلية للإنسان المصرى هو بمثابة بداية الاستقلال الاقتصادى المصرى الذى كان محتلا عن طريق شركات ووكالات ومصارف اجنبية .
وتعود فكرة انشاء البنك كما ذكر د. يونان لبيب رزق فى كتابه «فؤاد الأول المعلوم و المجهول» عن قصة إنشاء بنك مصر أن فكرة انشاء بنك طُرحها طالب حقوق مصرى اسمه محمد بدوى البيلى فى ابريل من عام 1919م عندما قام بنشرها فى مقال كتبه فى جريدة الاهرام .. وكان هذا المقال هو شرارة بدء حملة قومية صحفية شارك فيها الطلبة و الكتاب و الصحفيين ، حتى أصبح قيام هذا البنك مطلب شعبى مهم. . ورأى طلعت حرب باشا أن السبيل الوحيد لتحرير الاقتصاد المصرى من قبضة الاجانب هو إنشاء البنك . فأقنع حرب باشا مائة وستة وعشرين من المصريين الغيورين بالاكتتاب لإنشاء البنك، وبلغ ما اكتتبوا به ثمانين ألف جنيه، تمثل عشرين ألف سهم، ، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصرى بك من أعيان مغاغة، فقد اشترى ألف سهم· وفى الثلاثاء 13 ابريل سنة 1920 نشرت الوقائع المصرية فى الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى «بنك مصر»· كان قد تم قبل ذلك عقد تأسيس الشركة بين ثمانية من المائة والستة والعشرون مساهماً جميعهم مصريون، وحرر بصفة عرفية فى 8 مارس سنة 1920 أى بعد سنة على نشوب الثورة المصرية ثم سجل فى 3 إبريل أى بعد أقل من شهر