تعود فكرة انشاء دار الكتب المصرية لرجل له فضله على التعليم فى مصرهو «على باشا مبارك» الذى قام بعرض الفكرة على الخديوى إسماعيل فوافق على الفور وبمقتضى فرمانه الصادر فى 23 من مارس 1870 ولدت «الكتبخانة المصرية» لحفظ ثروات مصر الثقافية. ومضى على باشا مبارك يدور فى انحاء مصر لتجميع المخطوطات النفيسة والكتب مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم، كان مقر «الكتبخانه» بقصر الأمير مصطفى فاضل «شقيق الخديو إسماعيل» بدرب الجماميز، فلما ضاق المكان بالمحتوى وضع الخديو عباس حلمى الثانى عام 1899 حجر الأساس لمبنى مهيب فى عمارته المملوكية يليق بمبنى المتحف الإسلامى والكتبخانة المصرية ببابالخلق ومجددًا يضيق البناء بالمقتنيات فتنتقل «الكتبخانة» الى مقرها الحالى بكورنيش النيل منذ عام 1977. ومع اختلاف الأماكن ظلت «الكتبخانة» أو «دار الكتب المصرية» ذاكرة مصر الحية وأرشيفها القومى الذى يحفظ تراثها الثقافى.. دار الكتب المصرية ولدت ثرية بمحتواها من الكتب والمراجع والمخطوطات والفضل فى ذلك يرجع إلى تلاقى الطموح والحلم أما الحلم فتمثل فى حلم الخديو إسماعيل أن يجعل مصر قطعة من أوروبا وإما الطموح فتجسد فى إعجاب على باشا مبارك بالمكتبة الوطنية الفرنسية ورغبته فى أن يجعل المكتبة المصرية ندا لها، وبالتالى نقلت إلى الكتبخانة الوليدة مقتنيات المكتبة الخديوية القديمة التى أنشأها محمد على بالقلعة عام 1828، وكانت تحتوى على ألف كتاب ومخطوط وتنوعت المقتنيات التى وردت إليها من وزارة الأشغال العمومية ومحتويات مكتبة قولة التى سبق وأقامها محمد على إلى دار الكتب واشترى الخديو إسماعيل مكتبة شقيقه مصطفى فاضل بمبلغ الف ليرة عثمانية ليهديها إلى الدار وكانت تضم أندر المخطوطات ونفائس الكتب.