خالفت المؤشرات الأولية لنتائج الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، الذي تم أمس الأول، رغبات الآلاف الذين تظاهروا في ميدان التحرير فيما سموه ب«جمعة الرفض» التي أعلنوا خلالها رفض التعديلات الدستورية. وأكدت مصادر قضائية باللجنة العليا المشرفة علي الاستفتاء اقتراب نسبة المصوتين ب«نعم» إلي نحو 75% من إجمالي التصويت، الذي قدرته المصادر بأكثر من 16 مليون شخص، حتي الآن، من لهم حق الاستفتاء، من إجمالي 45 مليون شخص. وبلغت نسبة المؤيدين لتعديلات المواد التسع بين 70% إلي90% في مختلف المحافظات، وهي نسب رأي المراقبين أنها دليل علي حدة الاستقطاب والحشد السياسي والجماهيري التي قامت بها قوي وتيارات إسلامية بالأساس. في حين واصلت اللجنة القضائية المشرفة علي الاستفتاء أمس، تسلم كشوف نتائج الفرز من لجان المحافظات، مستعينة بطائرات عسكرية لنقل محاضر الفرز، قالت مصادر قضائية إن نسبة التجاوزات لم تتجاوز 60 لجنة من أصل 54 ألف لجنة مقسمة علي 13 ألف مقر انتخابي، موضحة أن التجاوزات لم تعد كونها وقائع فردية لا ينتج عنها أي عوار في نتائج الاستفتاء، المنتظر أن تعلن بشكل كامل خلال ساعات. وإذا كان يوم الاستفتاء قد شهد مشاركة السيدات البدويات لأول مرة في التصويت بمحافظة شمال سيناء إلا أن الأجواء الإجمالية لم تسلم من بعض التجاوزات الطائفية حيث رصد عدد من المنظمات الحقوقية تصاعد اللهجة الطائفية بين المسلمين والأقباط في محافظة سوهاج وصلت إلي حد تبادل إطلاق النار وإثارة الشغب للتأثير علي المصوتين، ورصد تحالف «مراقبون بلا حدود» قيام بعض نشطاء حزب الوفد وحركة 6 أبريل بتوزيع أوراق علي المواطنين تطلب منهم التصويت ب«لا» في الوقت الذي يتعاونون فيه مع الجمعية الشرعية واتباع الدعوة السلفية بتوزيع بيانات تطالب بالتصويت ب«نعم»، وشملت التجاوزات أيضًا توزيع مواد من أكياس سكر وزجاجات زيت وتوزيع أموال مقابل التصويت بنعم في بعض اللجان. وحذرت قيادات حزبية من خطورة استغلال الدين في الانتخابات المقبلة، مشيرين إلي دعوة الكنائس للتصويت ب«لا» مقابل دعوة المساجد للتصويت ب«نعم» في الاستفتاء. من جهتها وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس المشاركة غير المسبوقة للمصريين في الاستفتاء بأنها انتقال لثورة مصر من ميدان التحرير إلي لجان التصويت، وقالت إن التصويت دفع بمصر إلي مقدمة الصف حتي حركة الإصلاح التي اجتاحت العالم العربي في الأشهر الثلاثة الماضية. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن توافد الملايين إلي لجان الاقتراع أنهي عهدًا من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المزورة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك التي كانت نتائجها معروفة مسبقًا. تفاصيل شئون سياسية ص4-5