لليوم العالمى للمرأة هذه المرة مذاق خاص فى مصر.. فقد جاء بعد أن أذهلت المرأه المصرية العالم فى كل ثورتين عظيمتين وفى كل الاستحقاقات الدستورية التى مرت بها مصر.. والأمر لا يقتصر على هذه الخانة فحسب بل فتش عن دور المرأة فى مجالات السياسة والتنمية والاقتصاد والحياة الاجتماعية ستجد بصمتها كبيرة وناصعة.. منذ أن أطلق قاسم أمين صرخته الأولى لتحرير المرأة واندمجت المرأة فى المجتمع ضاربة أفضل مثال للمشاركة الفعالة فى المجتمع ما جعلها تستحق وبجدارة تخصيص يوم عالمى لها، تحتفل فيه بإنجازاتها وتطرح أفكارها ومطالباتها وتعبر عن رأيها فيما يشهده العالم من أحداث.
ويحتفل العالم فى الثامن من شهر مارس من كل عام باليوم العالمى للمرأة، وفيه يحتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، وفى بعض الدول تحصل النساء على أجازة فى هذا اليوم باعتباره عيدا لهن.. وفى مصر حققت المرأة إنجازا ليس له مثيل كما تقول الناشطة نهاد أبوالقمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، خاصة بعد مشاركتها فى الحياة السياسية بنسبة كبيرة جعلتها الأهم بين صفوف نساء العالم ومشاركتها أيضا فى الأحزاب والانتخابات والفعاليات السياسية المختلفة كالاستفتاء على الدستور الذى كانت فيه بطلة المشهد بلا منازع، وغيرها من المشاركات السياسية خاصة بعد ثورة 30 يونيو التى غيرت من فكر المرأة المصرية كثيرا وجعلها مختلفة عن المرأة العربية، لافتة إلى أن المرأة المصرية فى عهد الرئيس عدلى منصور استعادت مكانتها التى فقدت منها الكثير فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى الذى استند برنامجه الانتخابى وقتها إلى التوجه الخيرى فى التعامل معها كفئات ضعيفة تحتاج الحماية، لا مواطن شريك له حقوق كاملة وهو ما يوضح أسباب تراجع دور المرأة فى عهده.
فيما دعت حركة «فؤادة وواتش» برئاسة الناشطة عزة كامل إلى إطلاق احتفالية بعنوان «المرأة المصرية تجول العالم» من خلال مشاركة بعض الجمعيات النسائية التى تدعم هذه الاحتفالية حيث تهدف الى نشر التوعية السياسية بين نساء الدول العربية المختلفة حيث لا تزال المرأة فى العالم العربى تكافح من أجل الحصول على حقوقها الأساسية لذا فإن هذا الاحتفال يعد بمثابة تكريما للمرأة وتضحياتها والتى يجب أن تتساوى مع الرجل فى حقوقها وواجباتها وأن تصدر قوانين جديدة لتحميها وتدافع عنها فى مثل هذا اليوم ورفع الوعى السياسى والاجتماعى بقضاياها فى جميع أنحاء العالم وتسليط الضوء على أوضاعها والصعوبات التى تواجهها.
وأضافت إنه بالرغم من تجاوز العالم الغربى لهذه النقطة منذ عقود، إلا أن النساء العربيات مازلن عرضة للاضطهاد والتمييز سواء بسبب التقاليد أو الدين أو القانون لذلك نقوم أيضا بإقامة عدد من الندوات خلال الأيام المقبلة لدعم حقوق المرأة ووضعها مقارنة بما قبل الإسلام حيث أن من أكبر السلبيات التى تعوق بلوغ المرأة لمكانة مساوية فى المجتمع العربى هو اعتبارها من قبل البعض «رأس الفتن التى تحدق بهذه الأمة».
ويؤكد فتحى فريد رئيس مبادرة «شفت تحرش» أن المبادرة سوف تقوم على دعم هذا اليوم جيدا ليكون بمعنى الكلمة «اليوم العالمى للمرأة» وذلك من خلال إقامة عدد من المخيمات النسائية التى تضم العديد من أعضاء المبادرة عن طريق تجمع بعضهن فى هذه المخيمات وتركيزهن على فكرة واحدة وهى «المرأة» والتى من خلالها يدعمن هذا اليوم بجانب بعض الندوات التى تدعم المرأة المصرية، إضافة إلى حضور بعض سيدات الجمعيات النسائية لمناقشة وضع المرأة العربية عامة والمصرية خاصة ودعم المرأة المصرية من خلال هذه الندوات والاحتفاليات النسائية.