كتب- محمد عثمان تأتى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير بشكل وطعم مختلف، إذ تأتى فى ظل الغياب الإخوانى عن السلطة الحاكمة للبلاد، عقب قيام الشعب بإزاحتهم عبر ثورة شعبية مجيدة انتفضت فيها الإرادة المصرية فى ال30 من يونيو الماضى، تغلفها حالة من توحد الصف. ففى ظل الدعوات التى ينادى بها ثلاثى المشهد السياسى المصرى الآن «الإخوان الفلول الثوار» للنزول للشارع فى ذلك اليوم، فمن المتوقع أن تكون الذكرى الثالثة ذات طبيعة مختلفة، وذلك طبقاً لحالة الترقب التى تنتاب أوساط المشهد السياسى المصرى. من جانبه، أكد الدكتور عمرو الشوبكى الباحث فى مركز «الأهرام للدراسات الاستراتيجية» أنه لا يتوقع أن يشهد هذا اليوم الحشد المتوقع من جانب الشعب مثلما فعل فى 2011، لأن الأوضاع الآن أصبحت تسير بنظام الأجندات السياسية، موضحًا أن ثورة 25 نجحت لأن الشعب أراد ذلك، ولم يكن خاضعًا لأجندة بعينها. وأشار إلى أن الفريق الذى سوف يتواجد فى الشارع فى هذا اليوم، سيكون تابعا لتيار أو حزب معين. ولم يستبعد الشوبكى أن تحدث اشتباكات، خاصةً أن الإخوان سيتواجدون بشكل قوى فى الشارع، وسيعيد هذا اليوم الفرصة شبه الأخيرة لهم، لذلك ليس من المستبعد أن تحدث اشتباكات مع الأمن، لكن الفلول فى حال وجودهم، سيظهرون فى شكل داعمين لترشح الفريق السيسى لرئاسة الجمهورية، لأنهم لم يكونوا أحد الداعمين لتلك الثورة، بل إنهم الآن يخططون للمرحلة المقبلة للعودة للساحة السياسية، وحول تكملة تنفيذ خارطة الطريق، أكد أن خارطة الطريق ستكتمل سواء كان هذا اليوم دمويا أم غير ذلك. من جانبه أكد أحمد بهاء الدين شعبان أمين عام الحزب «الاشتراكى المصرى»، أن الشعب المصرى سوف يتواجد فى الشارع يوم 25 يناير، لأنه ملّ من ممارسات الإخوان الإرهابية من حرق مقرات وقتل مواطنين أبرياء، وسيتواجد خارج نطاق الإخوان والفلول والثوار، لأنه أصبح على يقين تام أنه لا يمكن أن ينساق وراء تلك القوى التى أصبحت مسيطرة على المشهد الآن. وأوضح شعبان أن الفلول جماعة ثار عليها الشعب، لذلك فمن الصعب أن يستجيب الشعب لهم، وينطبق ذلك على بعض التيارات الثورية التى تم اختراقها من جانب الفلول والإخوان. واستبعد شعبان أن تحدث مصادمات، لأن الإخوان «جبناء» على حد وصفه، وذلك ما حدث فى محاكمة مرسى، إذ ظلوا يهددون بحرق مصر وتدميرها، ولكن لم يحدث ذلك ومرت المحاكمة بسلام. وتحدث أمين عام الحزب «الاشتراكى المصرى» عن الفلول قائلاً: «هم بيستعدوا دلوقتى لمجلس الشعب عشان يرجعوا للساحة السياسية مرة أخرى»، وتوقع شعبان أن تكتمل خارطة الطريق، وستقام انتخابات الرئاسة أولاً ثم تليها الانتخابات البرلمانية، لتكون المسمار الأخير فى نعش الإخوان. فى حين استبعد د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن يستجيب الشعب المصرى لدعوات هذا الثالوث السياسى، لأن الذكرى الثالثة تأتى فى ظروف مختلفة عن سابقتيها، فالذكرى الأولى جاءت فى ظل تحالف الإخوان مع الحكم العسكرى المتمثل فى المجلس العسكرى فى ذاك الوقت، بينما فى الذكرى الثانية كانت الجماعة قد وصلت لسدة الحكم، وبالتالى وجد من كان يحافظ لها على استقرار الأوضاع. لكن.. كان قد ظهر الإعلان الدستورى الذى لم يتوافق عليه غالبية الشعب المصرى، وبدأت المعارضة تكشر عن أنيابها بالنزول فى مظاهرات حاشدة أمام قصر الاتحادية، ومن ثم ظهور حركة «تمرد» التى هيأت لثورة 30 يونيو، التى شارك فيها جموع الشعب المصرى. وأوضح نافعة أن الذكرى الثالثة تأتى عقب إزاحة المعزول عن المشهد السياسىهذا بجانب إقرار الدستور بنسبة تاريخية ما يمثل ضربة قاسمة للإخوان التى مازالت متواجدة بقدر بسيط فى الشارع المصرى وتحاول أن تلعب على أخطاء الحكومة الحالية والإحباط الذى أصاب الشباب وتسعى جاهدة أن تثبيت فكرة أن 30 يونيو «انقلاب» على حد وصفهم واستعادة ثورة 25 لصفهم مرة أخرى، مستبعداً نجاحهم فى ذلك، وأكد أستاذ العلوم السياسية أن القوى الثورية لا ترغب فى مواجهة الإخوان فى الذكرى الثالثة. ولم يستبعد نافعة ان تحدث صدامات بين الإخوان والفلول فى حال نزولهم للشارع، رغم أن الحكومة مستعدة بكل قوتها والمتمثلة فى الجيش والشرطة لهذا اليوم، وتحاول بقدر ما أن تحشد كل القوى السياسية حتى لا تظهر الجماعة وحيدة فى المشهد الحالى، أو فى المقابل تنجح الجماعة فى جذب شركاء الماضى مثل حركة 6 أبريل التى تعاونت معهم من قبل عقب ثورة 25 يناير. وتوقع نافعة أن تتغير الأمور على جميع الأصعدة حال حدوث اشتباكات، ما سيترتب عليها إراقة المزيد من الدماء، بما يؤثر على تكملة تنفيذ خارطة الطريق، لكن إذا مرت الأمور بسلام، ستصبح الأمور أكثر استقرارا، وستصبح المراحل التالية سهلة فى تنفيذها.