في الوقت الذي حذر الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الذي يعد من أقرب حلفاء الزعيم الليبي معمر القذافي من أن الولاياتالمتحدة تريد غزو ليبيا للاستيلاء علي نفطها أعلنت وزارة الدفاع الامريكية عن ارسال سفينتين حربيتين بالقرب من ليبيا. قال مصدر عسكري أمريكي إن السفينتين من طراز حاملة الطائرات يو اس اس انتربرايز وسفينة الهجوم البرمائية يو اس اس كيرسارج. من جانبها أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تجميد 30 مليار دولار من أصول تابعة للحكومة الليبية وقال ديفيد كوهين وكيل الوزارة لشئون الارهاب والاستخبارات المالية إن هذا المبلغ هو الاضخم الذي يتم تجميده ضمن أي برنامج عقابي حتي اللحظة. بدوره قال فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية إن بلاده تتصل بأفراد في ليبيا يعارضون حكومة القذافي بقوة رافضا الإدلاء بأسماء أو القول ما إذا كان هؤلاء المعارضون في بنغازي أبرز المدن التي تسيطر عليها المعارضة الليبية، أو خارجها. وأشار كراولي إلي أن جين كريتز، السفير الامريكي في ليبيا العائد إلي واشنطن يتصل منذ يومين للتحدث إلي مجموعة من المسئولين في المعارضة، موضحا أن الهدف هو التقدم في فهم ما يجري علي الارض وتحديد احتياجات ومخاوف المعارضين في وقت واحد. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الامريكية مستعدة لتسليح المتمردين الذين يقاتلون القوات الموالية للقذافي، قال كراولي: لدينا خيارات واسعة لا أعتقد أننا استثنينا أي خيار وأضاف: نتابع الوضع يوما بيوم ونتخذ التدابير المناسبة. وأضاف: نركز في الوقت الراهن علي الوضع الانساني وعلي الوسائل الكفيلة بوضع حد لاعمال العنف وحمام الدم.. وسوف نقوم بكل ما سنراه مناسبا لتحقيق هذه الاهداف. واتهمت الولاياتالمتحدة الحكومة الليبية بالتشويش علي بث برامج المحطات التليفزيونية الاخبارية الاجنبية، مشيرة إلي أن هذا العمل يدحض اقوال القذافي الذي قال إن كل شيء هادئ في البلاد، وقال كراولي إن ليبيا تشوش علي تغطية المحطات الاخبارية ومن بينها «الجزيرة والحرة» الاشياء ليست علي ما يبدو هادئة كما يقول القذافي وأعوانه. من جهته وبينما اعتبرت روسيا الرئيس الليبي معمر القذافي ميت سياسياً، نصح رئيس الوزراء الروسي السابق يفجيني بريماكوف بعدم التدخل الاجنبي في الشئون العربية بوجه عام وفي الوضع الليبي بشكل خاص، مؤكدا أنه من غير المقبول أيضا أي تدخل عسكري أجنبي في شئون بلدان المنطقة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن بريماكوف قوله: إنه لايجوز لأي كائن كان التدخل في أحداث ليبيا موضحا أنه من الضروري معرفة تقاليد وعقلية شعوب المنطقة العربية وتاريخ بلدانها، وأضاف إن التدخل العسكري الخارجي يأتي في الكثير من الاحيان بنتائج خطيرة، معتبرا أن قرار مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات علي معمر القذافي واتباعه هو رد فعل كاف من قبل المجتمع الدولي علي الاحداث الليبية. في حين ترددت أنباء عن تكليف الرئيس الليبي معمر القذافي لرئيس استخباراته بفتح قنوات اتصال مع قيادة المعارضة بالمنطقة الشرقية أعربت مصادر ليبية في بنغازي عن قلق عميق يسود المناطق المحررة بشأن تمديد أمد الأزمة، وقالت المصادر إن مخاوف حقيقية وملموسة لدي المواطنين الليبيين نتيجة الهدوء الذي يسود البلاد، وهناك قلق بشأن تفتيت وحدة المعارضة كلما طال الوقت. في المقابل دعا القذافي الأممالمتحدة إلي ارسال لجنة تقصي حقائق إلي بلاده، ونفي ارتكاب انتهاكات مثل قصف المدنيين. وفي لقاء مع وسائل إعلام دولية بينها شبكة «آي بي سي» الامريكية و«بي بي سي» البريطانية قال القذافي إن طائراته لم تقصف المدنيين وانما استهدفت فقط مواقع عسكرية ومخازن أسلحة داعيا إلي ارسال لجنة أممية ل«ابراز الحقيقة». ونفي القذافي وجود مظاهرات ضده، واعتبر أن من يخرجون إلي الشوارع هم من مؤيديه، وقال: «كل شعبي معي» وجدد اتهاماته لمعارضيه بأنهم من متناولي حبوب الهلوسة التي يزودهم بها تنظيم القاعدة. وأضاف إنه تفاجأ لموقف الولاياتالمتحدة، واعتبر موقف هذا البلد خيانة له فنحن حلفاء للغرب في حرب القاعدة لكنهم تركونا عندما دخلنا الحرب ضد الارهابيين وتحدث عن محاولات غربية ربما لاحتلال بلاده. ومن لندن أعلنت الحكومة البريطانية أنها أحبطت محاولة من نظام القذافي لسحب ما قيمته 900 مليون جنيه استرليني ما يعادل 1.4 مليار دولار من الاوراق النقدية الليبية التي تطبع في بريطانيا.