تحول ساندويتش المدرسة إلى صداع دائم أصاب معظم الأسر وميزانيتها وزاد الطين بلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية ورغيف الفينو وقيام المخابز بتقليص حجمه ليتحول إلى صابع بقسماط لا يثمن ولا يغنى من جوع. وفى الماضى، كان الطالب يعتمد على الوجبة المدرسية كوجبة رئيسية فى نظامه الغذائى، وأشارت الدراسات إلى أهمية تلك الوجبة فى رفع معدل تحصيله الدراسى، ورغم أن مجلس الوزراء وافق على رفع ميزانية التغذية المدرسية لتصل إلى 8 مليارات جنيه وذلك بعد أن خفضت الحكومة الميزانية المخصصة للتغذية المدرسية هذا العام من 750 مليونا إلى 400 مليون جنيه، على أن يبدأ تطبيق المرحلة الأولى من المشروع فى الفصل الدراسى الثانى إلا أن هناك مشكلات تواجه تلك الوجبة فى الوقت الحالى من بينها قلة التمويل وتقاعس رجال الأعمال والمنظمات الأهلية عن المشاركة، كما أن الوجبة المدرسية الحالية غير جذابة ونمطية غير متنوعة، وغير مناسبة للأعمار المختلفة فى تلبية الاحتياجات الغذائية، كما أن ارتفاع حالات التسمم، نتيجة لغياب الرقابة أدى إلى خوف أولياء الأمور من الوجبة المدرسية. ويشدد خبراء التغذية على أهمية ساندويتش المدرسة بالنسبة للطفل والأسرة تصرخ من الغلاء الذى قد يعجزها عن توفير الحد الأدنى لسد رمق أطفالها وبين أولئك وهؤلاء يقع الأبناء فى المنطقة الأكثر خطورة حيث يتهددهم الحرمان من ساندويتش المدرسة. تشعر ولاء عبد العاطى "موظفة" أن ساندويتش المدرسة أصبح مشكلة تطاردها وتهدد ميزانية أسرتها بالخلل بعد ارتفاع الأسعار بشكل جنونى حتى أن رغيف الفينو وإن كان بنفس سعره إلا أنه تم تقليص حجمه وأصبح يشبه صابع البقسماط وهو ما يعنى مضاعفة عدد الساندويتشات لأبنائها الثلاثة، ولا ترى ولاء مشكلة فى حشو الساندويتش فهو غالبا عبارة عن جبنة بأنواعها المختلفة أو المربى والحلاوة أو البيض واللنشون ورغم ارتفاع أسعار هذه السلع تتفنن فى توزيعها باعتبارها مكسبات طعم ويبقى الرغيف هو الأساس. وفى ظل الغلاء الذى يطاردنا كل يوم أصبح من الضرورى وضع ميزانية خاصة لساندويتش المدرسة فنحن الكبار قد نتحمل هذا الغلاء لكن لا يمكن الاستغناء عن ساندويتش المدرسة لأبنائنا الذى تفوق أهميته الكتاب والأدوات المدرسية لأن بدون هذا الساندويتش لن يقوى الطفل أصلا على متابعة دروسه، وإذا كانت "منى أبو الخير – ربة منزل" فكرت فى أن تعطى أطفالها الثلاثة مصروفا إضافيا لشراء فطائر أو معجنات قبل الذهاب للمدرسة لتجنب نفقات الساندويتش البيتى لكنها تراجعت خوفا عليهم وقررت وضع ميزانية خاصة بهذا الساندويتش، فإن منال فؤاد "خياطة" قررت إسقاط ساندويتش المدرسة من حسابات مصروف البيت بعد حالة الارتفاع الجنونى فى أسعار مكوناته واستبدلت ذلك بزيادة المصروف لطفليها فهناك محلات الكشرى التى تبيع الكيس بجنيها أو عربات السجق والكبدة والحوواوشي.. وربنا هو الحافظ! وتتمثل أزمة ساندويتش المدرسة كما يرى طارق مسعد "محاسب قانوني" فى عدم وجود بديل آمن من النواحى الصحية والغذائية بعيدا عن الوجبات الفاسدة أو منتهية الصلاحية أو الفاست فود أو الوجبات السريعة غير الصحية والمكلفة جدا فى الوقت نفسه حتى ساندويتشات الفول والطعمية ارتفع سعرها.. باختصار أصبح الساندويتش مصدرا للإجهاد العصبى والمادى والنفسى للأسرة بكاملها. ويؤكد كثير من أولياء الأمور على ضرورة تدخل الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى لحل أزمة ساندويتش المدرسة إما بدعمه بشكل مباشر أو تعميم الوجبة المدرسية على جميع المدارس بشرط ضمان جودتها الصحية. الدكتور عبد الهادى عباس استشارى التغذية أكد على ضرورة احتواء الساندويتش المدرسى على ثلاث مجموعات رئيسية الأولى هيأطعمة البناء وتتمثل فى عناصر البروتينات الحيوانية أو النباتية مثل اللحوم والجبن والألبان والفول والبقول، والمجموعة الثانية هى أطعمة المناعة وتتمثل فى الخضروات والفواكه، والمجموعة الأخيرة هى مجموعة الطاقة المتمثلة فى النشويات والدهون مثل السكر والنشا والأرز والمكرونة والزيوت والسمن وتبقى المعادلة الصعبة أمام الأسرة المصرية فى الموازنة بين هذه المجموعات الثلاث فى ظل الإمكانيات المادية للأسرة. وأضاف أن الوجبة المدرسية لم تصل بعد للمرحلة التى يمكن أن تحل فيها محل الساندويتش الذى تقوم بإعداده ربة المنزل لأبنائها حيث توجد ازمة ثقة بين الناس والوجبة المدرسية سيئة السمعة خاصة مع وجود ثقافة خاطئة لدى معظم الناس تتضمن أنه مادامت الوجبة ببلاش فهى إما ان تكون فاسدة أو منتهية الصلاحية أو غير جيدة على أقل تقدير، وتحولت هذه الوجبة التى تدعمها الدولة بملايين الجنيهات إلى مصدر قلق وخوف لأولياء الأمور بعد أن كانت عنصر جذب لإلحاق الطفل بالمدرسة.