أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس الأول مرسومًا ملكيا بتعيين السفير أحمد قطان سفيرًا للمملكة العربية السعودية لدي مصر بدلا من السفير هشام محيي الدين ناظر الذي تم إعفاؤه من منصبه تجاوبا مع حملات نظمها شباب سعوديون علي الإنترنت بعد التعالي في التعامل مع امرأة سعودية في مطار القاهرة أثناء مظاهرات الثورة المصرية. ويعتبر السفير قطان من الوجوه البارزة في المشهد السياسي السعودي كما أنه ليس غريبًا علي مصر فقد كان المندوب الدائم للسعودية في جامعة الدول العربية وتربطه علاقات متينة بالمسئولين المصريين بحكم إقامته فيها لمدة طويلة وترأس وفد السعودية في القمة العربية التي أقيمت في دمشق وله الكثير من الآراء السياسية الجريئة. وكان السفير السابق للسعودية لدي القاهرة هشام ناظر تلقي الكثير من الانتقادات واتهمه مواطنون بعدم الاهتمام بمصالحهم وكان آخر تلك الانتقادات التي ظهرت علي خلفية تعامله مع المواطنين السعوديين المتواجدين في مصر إبان الثورة المصرية علي حكومة الرئيس السابق حسني مبارك وانتشر له مقطع مصور بالفيديو سجل له خلال الأيام الماضية داخل صالة المغادرة في مطار القاهرة الدولي وهو يتعامل بسخرية ولامبالاة مع مطالبة مواطنة سعودية مرتعبة من الحالة الأمنية في القاهرة بزيادة عدد الطائرات لإجلاء السعوديين ونقلهم إلي وطنهم. ويوضح المشهد المواطنة وهي تطلب من السفير حل مشكلتها مع الآلاف من الأسر العالقة مرتكزة علي ثقتها بإمكانيات وقدرات دولتها قائلة: نحن دولة جبارة لديها إمكانيات كبيرة جدًا ونستطيع تسيير رحلات أكثر لترحيل الأسر السعودية، فأجابها السفير باستهزاء قائلاً: يا سلام.. إنتِ عندك حلول؟، وتركها تتحدث وذهب عنها بعيدًا دون أن يلتفت إليها، وتم إرسال الفيديو إلي وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي كان موجودًا في المغرب عبر البريد الإلكتروني للخارجية السعودية. ويومها اعتبر رئيس جمعية حقوق الإنسان السعودية الدكتور مفلح القحطاني أن ما قام به السفير «السابق» يعد مخالفة لكل الأعراف والأنظمة وحتي الأخلاق، وقال: التعليمات والأنظمة وقبل ذلك الأخلاق تمنع مثل هذا العمل. وكان السفير السابق هشام ناظر قد شغل في عام 1975 منصب وزير للتخطيط، وفي عام 1986 تم تعيينه وزيرًا للبترول والثروة المعدنية خلفًا للوزير الأشهر أحمد زكي يماني، وفي أواخر عام 2005 عينه الملك عبدالله بن عبدالعزيز سفيرًا للمملكة العربية السعودية بالقاهرة حتي إقالته.