خاض السيناريست والمنتج محمد حفظى تجربة إدارة مهرجان دولى لأول مرة خلال الدورة ال16 من مهرجان الاسماعيلية الدولي، والتى إعتبرها حفظى تحديا جديدا له يحاول ان يثبت نفسه من خلاله. ورغم ظروف هذه الدورة الاستثنائية من المهرجان قبلت ادارتها بعد 4 اشهر فى التحضير للأفلام المشاركة في المهرجان من مصر والوطن العربي.. وعن أهم التحديات التى خاض بها حفظى إدارة المهرجان معنا فى الحوار التالي.. ■ ما أكثر العوائق التى قابلتك خلال هذه الدورة؟
- عدم توافر ترجمة على الافلام العربية والاجنبية مما ادى لقلة اقبال الجمهور على هذه الافلام، وهذا بالنسبة لى سبب انتقادات عديدة لا تتناسب مع حجم المهرجان، ولكن فى كل الاحوال تمتدارك بعض المشاكل الصغيرة التى كانت خارج سيطرتنا مثل انقطاع التيار الكهربائى علىسبيل المثال.. وبشكل عام أرى من وجهة نظرى أن ايجابيات المهرجان قد غطت على سلبياته.
■ هل طالب معتصمو الثقافة بتأجيل فعاليات المهرجان كما تردد؟
لا لم يتم ذلك فهم لم يعترضوا على المهرجان لأنهم يدعمون الثقافة والفن وهذه المهرجانات اكبر تحد للوجود واستمرار الثقافة المصرية، ولكنهم قاموا بابلاغنا كادارة مهرجان بإقامتهم اعتصاما امام باب قصر ثقافة الاسماعيلية اعتراضا منهم على سياسة الوزير علاء عبد العزيز.. ونحن احترمنا وجودهم بالفعل طالما لم يحاول أحد التأثير بالسلب على المهرجان.
■ ما الذى استفدته من هذه التجربة؟
- هذه المرة الأولى التى اكلف فيها بادارة مهرجان، واعتبرتها تجربة جيدة ومثمرة وتحديًا شخصى لي، وحمدا لله كانت الدورة ناجحة واستفدت منها خبرة كبيرة.. ولا انكر انى تخوفت من الظروفغير منتظمة للبلاد خاصة الظروف المالية والتى جعلت من هذه الدورة استثنائية لانها تختلف عن الدورات السابقة من حيث الضخامة والحجم.. فالامر بالنسبة لى لا يتوقف على الماديات فقط ولكنها اجتهاد لانجاح المهرجان وخلق جو من التواصل مع الجمهور وتحقيق اكتساح فنى للاعمال التسجيلية وبرمجة الافلام وغيرها. وأتمنى أن اعيدها مرة أخرى سواء مع مهرجان الاسماعيلية او غيره بشرط توافر الظروف الفنية اللازمة لانجاح المهرجان.
■ وما أهم التحديات التى واجهتها لانجاح هذه الدورة؟
- هناك الكثير من التحديات على رأسها انجاح هذه الدورة بادخال افكار جديدة وموسعة ومنها افتتاح منتدى توزيع مشترك للأفلام التسجيلية والذى يعتبر الاول من نوعه فى مهرجانات الوطن العربى حيث انه لا يوجد سوق يخصص للافلام التسجيلية فقط.وقد انتهى هذا المشروع بنجاح 3 افلام التى حصلت على دعم مادى وتقنى من الشركات الراعية للمهرجان. بالإضافة إلى الاهتمام بعرض الافلام التى تدور حول انواع الموسيقى العالمية المختلفة وابرز الموسيقيين والتى ادخلت البهجة على الجمهور وساعدت فى جذبه للسينما التسجيلية خاصة وانها تتناول موضوعات ترفيهية وممتعة وأعقبها حفلتان غنائيتان. كما اننا نجحنا فى خلق حضور قوى للاخوة العرب بالمهرجان حيث سعينا لاستضافتهم لتقديم أفضل ما قدموه فى عروضنا.
■ هل هناك أفكار لم يتم الاستعانة بها فى المهرجان؟
- نعم كان لدى العديد من الافكار الاخرى ولكن الوقت لم يكن كافيًا فنحن بدأنا فى التحضير للمهرجان قبل بداية الدورة ب3 اشهر فقط مما اضطرنا للاستغناء عن الكثير من الافكار، فكنت اتمنى ان ادخل عدد أفلام أكبر وأهم وأرغب فى الاستعانة بأسماء نجوم كبار فى المجال التسجيلى فى لجان التحكيم بالمسابقات.. كما أننا كنا نرغب فى اضافة احداث ترفيهية تجذب الجمهرو للمهرجان .
■ هل شكلت ميزانية المهرجان عائقاً أمام تحقيق بعض الافكار؟
- هذه دورة استثنائية أى أن ميزانيتها منخفضة نسبيا عن الضخامة التى كانت تقام بها خلال السنوات القليلة الماضية، ورغم ذلك لم تكن هناك اى افكار لم يتم تنفيذها بسبب الميزانية. فالميزانية قد تكون مخفضة ولكنها لم تخل بجودة الاعمال المشاركة. ولا استطيع ان اقدر تحديدا ميزانية المهرجان خاصة واننى اهتم بالنواحى الفنية فقط والميزانية من اختصاص المركز القومى للسينما الذى يشرف على المهرجان، ولو انها وصلت لمليون و200 ألف جنيه فى اعتقادي.
■ لماذا لا يوجد اهتمام عربى بمهرجانات السينما التسجيلية فى رأيك؟
- التواجد الابداعى العربى كبير بالسينما التسجيلية ولكن بلادنا تهتم أكثر بما يهتم به الجمهور فمهرجان القاهرة السينمائى مثلا يعرض أفلام روائية لذلك يكون الاهتمام به أشد خاصة وانها تجذب الجماهير، فلن نجد جمهورًا كبيرًا يتهافت على رؤية الفيلمالتسجيلي.لذلك بجب علينا تدعيم ثقافة الفيلم التسجيلى اولا من خلال دعم المبدعين بالانتاج الحكومى وتخصيص جزء من وقت البث التليفزيونى لعرض هذه الافلام والابداعات. بالاضافة إلىدعم توزيع الافلام التسجيلية والمستقلة بسينمات مخصصة لها.