فقدت محافظة الفيوم ومدنها هدوءها المعتاد بعد أن تحولت الى كتل خرسانية فى شبر وارتفعت فيها المبانى وكأنها ناطحات سحاب تشبه الابراج العملاقة بمدينتى نيويورك وفلوريدا الأمريكيتين بالرغم من أن الارتفاع المسموح بهذه المحافظة وفقا لاشتراطات البناء بها لا يتعدى ال 7 طوابق حيث أستغل تجار الأراضى والآثار والمخدرات فترة الانفلات الأمنى التى أعقبت ثورة 25يناير وقاموا بتحويل أموالهم الى أبراج عالية تناطح السحاب "لتمنع وصول الهواء النقى والمياه والكهرباء للمواطنين الغلابة".التقارير الهندسية بتلك المخالفات التى وصلت مكتب محافظ الفيوم بلغت 50 الف مخالفة مبان مقامة بدون تراخيص منها نحو 21 الف مخالفة بمدينة الفيوم وحدها وليس من بينها مخالفات المبان المقامة على الأراضى الزراعية. عبدالكريم أنور مدرس فوجئ بخروج برجيين تم أقامتهما بجوار كلية الطب وأديا الى سد منافذ الهواء على سكن المنطقة قال عبدالكرم: شكونا لطوب الأرض ولم يتحرك أحد فالجهاز التنفيذى يعيش فى حالة لا مبالاة كبيرة ومحاولات التصدى لتلك المخالفات تكاد تكون معدومة. ويكشف مصطفى مختار "جزار" عن انشاء مجموعة أبراج بمنطقة العبودة منها برجان أصيبا بميول بسبب العجلة فى انشائهما وعدم وجود استشاريين وتقاعس مهندسى الأحياء عن وقف هذه الكوارث وتركها حتى قاربت السحاب. ويضيف هانى رشاد عقيد متقاعد إن منطقة باغوص الهادئة تحولت الى أبراج جميعها مخالف و للأسف الشديد تم توصيل المرافق من مياه وكهرباء وصرف صحى لها مما أثر على السكان الأصليين حيث قلت المياه وضعفت الكهرباء وانفجرت شبكات الصرف الصحى التى لم تعد تحمل هذا الكم الكبير من المبانى المخالفة. ويشير عيد رمضان سمسار عقارات الى توقف سوق العقارات بسبب عدم ثقة " الزبون" فى أصحاب العمارات المخالفة حيث يرى المشترى أنه لا يمكن شراء سمك فى "ميه" على حد تعبيره مطالبا بضرورة السماح بترخيص الأرتفاعات بشرط أن تكون داخل الكتلة السكنية. ويطالب جمال سيد أحمد تاجر "عقارات" أجهزة الدولة بسن قوانين جديدة تفرض على أصحاب العقارات المخالفة بدفع غرامات محددة على الأدوار المخالفة وبشرط عدم تعديها على خطوط التنظيم.. مشيراً الى أنه فى حالة حصول المبانى على أحكام قضائية بالبراءة يقوم المستشار القانونى للمحافظة برفضها لتعود القضية الى نقطة السفر. ويؤكد محمود عمر "محاسب" أن شارع الجمهورية بمدينة أبشواى الذي لا يتعد عرضه 9 أمتار أقيمت به مبان بارتفاع 12 طابقا وشوارع آخرى لا يتعدى عرضها 5 أمتار أقيمت بها مبان بارتفاع 7 طوابق وهو ما يخالف شروط الترخيص كما أن عدد المبانى المخالفة تخطى الفى حالة. ويقول أشرف محمد عوض "تاجر" مدينة سنورس وحدها زادت مخالفاتها عن ال 5 الآف حالة ما بين ارتفاعات وفيللات قصور وتركزت هذه المخالفات حول الطريق السريع الذى يربط المدينة بالقاهرة كما أن منطقة المقابر التى تم تخصيصها على مساحة 50 فدانا شمال بحيرة قارون تمت إزالتها وقام البلطجية وأصحاب النفوذ ببناء منازل عليها والبعض آخر قام بطرد الموتى وتجريف المقابر وتحويلها لأراض زراعية. شريف عزمى أدهم رئيس حسابات بكهرباء الفيوم يلفت الى أن حجم التعديات والمخالفات قد أدى الى زيادة الاهمال على المحولات الكهربائية مما أدى الى حدوث أعطال بالاضافة الى قيام العديد من أصحاب الأبراج المخالفة بارتكاب جرائم سرقة التيار الكهربائى. أما المحاسب عبدالدايم عبد الحليم رئيس مركز مدينة الفيوم فيؤكد أن مدينة الفيوم وحدها بها نحو 21 الف مخالفة إقامة مبان وارتفاعات بدون ترخيص وهى النسبة الأعلى بين عواصم المحافظات وأنه لم تتحرك "طوبة واحدة" مخالفة بدون تحرير محضر لها مشيرا إلى أنه للأسف الشديد هناك مستشفيات خاصة قامت بإقامة مبان بالمخالفة لاشتراطات الترخيص. من جهته يحذر المهندس أحمد على أحمد محافظ الفيوم المواطنين من شراء أو استئجار شقق و مبان مخالفة خاصة أنه لم يتم توصيل المرافق وكثير منها صادر لها قرارات إزالة سواء للمبنى كاملا أو أدوار منه وأن هناك من يتعلل بصدور أحكام بالبراءة غير صحيح خاصة أن المستشار القانونى للمحافظة قام بالطعن على جميع الأحكام. وطالب المحافظ بإصدار تشريع جديد يقضى بتغريم أصحاب المخالفات نصف التكاليف لإنعاش خزينة الدولة والانفاق منها على توصيل الخدمات.
