دخل البنك الإماراتى «الإمارات دبى الوطنى» بقوة مضمار المنافسة على صفقة شراء بنك «بى ان بى باريبا مصر»، ليثبت بذلك أن اهتمام المصارف الخليجية بالسوق المصرية أصبح كبيراً للغاية خاصة مع توصل «قطر الوطنى» منذ أيام لاتفاق نهائى لشراء «سوسيتيه جنرال مصر» وإعلان «برقان» الكويتى دخول حلبة المنافسة لشراء أحد البنوك المصرية المعروضة للبيع. وطبقاً لمصادر مصرفية فإن مجموعة بنك «الإمارات دبى الوطنى» أصبحت الأقرب إلى الفوز بصفقة شراء عمليات بنك «بى إن بى باريبا» الفرنسى فى مصر، حيث تقدمت المجموعة بأغلى سعر فى جولة العروض الثانية التى تمت منذ أيام.
ويعزز بذلك مصرف «الامارات دبى الوطنى» فى حالة فوزه بصفقة «باريبا -مصر» تواجد المصارف الاماراتية فى مصر، حيث تعد الامارات العربية أكثر الدول العربية والخليجية اهتماماً بالقطاع المصرفى، حيث تتواجد ببنوك «الاتحاد الوطنى الاماراتى» و«أبوظبى الوطنى» و«أبوظبى الاسلامى» الذى يمتلك البنك «الوطنى للتنمية» وبنك «المشرق» الذى ينفذ خطة استراتيجية للتوسع فى السوق المصرية عبر افتتاح عدد أكبر من الفروع وتقديم منتجات للصيرفة الإسلامية.
وكان بنك «بى ان بى باريبا» الفرنسى قد طرح عملياته فى مصر للبيع فى يونيو الماضى التى تتراوح قيمتها بين 400 و500 مليون دولار، فى ظل الأزمة المالية التى تعصف بالقطاع المصرفى الأوروبى، وأعربت مجموعة من المصارف عن نيتها شراء الحصة من بينها البنك التجارى «وفا المغربى» الذى يصر على الاستحواذ على أحد البنوك المصرية.
وأكدت مجموعة «بى إن بى باريبا» الفرنسية، أن المفاوضات مستمرة حاليا بشأن العروض المطروحة لبيع البنك التابع لها فى مصر، مشيرة إلى أنه يجرى دراسة هذه العروض، وفقا للأطر القانونية المتعارف عليها داخل السوق المصرفى المصرى ،ولفتت المجموعة الفرنسية إلى أن لديها حصة سوقية جيدة فى مصر، كما أن لديها إمكانيات تؤهلها للتوسع داخل السوق المصرية، مما يجعلها محط اهتمام العديد من المهتمين بالسوق المصرفى المصرى .
وقالت إن دراسة جميع العروض المطروحة على البنك من جميع الجوانب، يعد جزءا من الإدارة الناجحة للمجموعة، مؤكدة أن الإدارة لم تتخذ أى قرار بخصوص العروض التى تلقاها البنك خلال هذه المرحلة .
وأكد الخبير المصرفى ورئيس البنك الوطنى السابق أحمد قورة أن الاهتمام الخليجى بالسوق المصرية أمر يبشر بزيادة الاستثمارات وانتعاشة جديدة فى القطاع المصرفى لافتاً إلى أن مصارف الخليج تمتلك السيولة المناسبة ومن ثم فإنه يمكنها أن تحدث طفرة فى أعمال المصارف الأوروبية التى ستستحوذ عليها.وأشار قورة إلى أن الكثير من المصارف الأوروبية العاملة بالسوق المصرية كانت تهتم بشكل أساسى بعمليات التجزئة المصرفية المقدمة للأفراد عن تقدىم تمويلات والدخول فى قروض مشتركة كبيرة للمشروعات الاستراتيجية ، ومع دخول بنوك خليجية كبرى للسوق فإن ذلك سيؤثر تأثيراً ايجابياً على ضخ التمويلات للمشروعات سواء كانت مشروعات لمستثمرين محليين أو لمستثمرين عرب.
وأردف أن دخول البنوك الخليجية للسوق المصرية بهذه الكثافة سيحدث طفرة فى رواتب الموظفين بالبنوك وذلك لأن هذه المصارف ستعيد هيكلة نظم الأجور لتحفيز الموظفين واجتذاب خبرات مصرفية جديدة الأمر الذى سينعكس على جميع المصارف العاملة بالسوق المصرية، مشيراً إلى أن السوق المصرفية أصبحت جاذبة لأنها أثبتت أنها قادرة على مواجهة التحديات خاصة بعد الثورة ، وقد ارتفعت الإيداعات فى البنوك المصرية إلى نحو تريليون و50 مليار جنيه وهى قيمة كبيرة للغاية وتسمح للبنوك بالتوسع فى منح التمويلات.
ويعد بنك «الامارات دبى الوطنى» أحد أهم البنوك العاملة بالسوق الاماراتية وقد بلغ صافى أرباحه خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الجارى 1.9 مليار درهم، بارتفاع نسبته 272٪ عن الفترة ذاتها من العام الماضى، التى بلغ فيها صافى أرباح البنك نصف مليار درهم.
وبلغ إجمالى إيرادات البنك خلال الفترة المذكورة 7.7 مليار درهم، بزيادة نسبتها 4٪ عن نفس الفترة من عام 2011، والأرباح التشغيلية قبل مخصصات انخفاض القيمة 5 مليارات درهم، بزيادة 1٪ عن الأشهر التسعة الأولى من عام 2011، وصافى مخصصات انخفاض قيمة الأصول المالية 1.3 مليار درهم، بتحسن نسبته 22٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى.
