رسالة أبو ظبى - سامية صادق منذ أن بدأت مسابقة أمير الشعراء بدولة الامارات العربية عام 2007 ولقد لفتت الانتباه وكنت اتابعها من حين إلي آخر. وأكثر ما لفت انتباهي إليها هو اسمها (أمير الشعراء) كنت أشعر أن هذا اللقب ملك مصر ولأمير الشعراء الأصلي أحمد شوقي وتمنيت لو اختارت المسابقة الكبري لها اسماً آخر وحين تلقيت دعوة من هيئة الثقافة والتراث بدولة الإمارات لحضور بعض فاعليات المسابقة كان هذا أول سؤال يراودني لماذا (أمير الشعراء) أليس في ذلك جور علي حق شوقي وسلبه لقب كرمه به جمهوره؟ وكنت أذكر نفسي بضرورة طرح هذا السؤال أثناء زيارتي للإمارات . بل كانت المفاجأة حين تقدم بين المتسابقين هذا العام شعراء من جنسيات غير عربية يكتبون الشعر بالعربية الفصحي من استراليا والدنمارك وجزر سيشل وبلجيكا وتشاد فالمسابقة تقدم جائزة مغرية للفائز الأول وهي مليون درهم إماراتي وللفائز الثاني نصف مليون و300 ألف للثالث ولا شك أن هذه المبالغ الكبيرة بالإضافة لشهرة وانتشار الشعراء الذين يشاركون بها دفع الآلاف من الشعراء إلي المشاركة. والأمر ليس بالسهل حيث يجب أن يجتاز المتسابقون اختبارات صعبة في النحو والعروض واللغة وتختار لجنة التحكيم 350 شاعراً وتتم تصفيات أخري ليصلوا إلي 40 متسابقاً ثم إلي 20 وبعد ذلك تتم التصفيات بينهم في كل مرة بين 4 متسابقين من حق لجنة التحكيم أن تؤهل أحدهم للصعود للدور التالي بدون تصويت والثلاثة الآخرون يتم التصويت لهم عن طريق الجمهور ورسائل إس إم إس رأي لجنة التحكيم ويتم خروج أحد المتسابقين في كل مرة إلي أن يبقي 5 متسابقين يتنافسون علي المركز الأول ولجنة التحكيم تتكون من ثلاثة نقاد من مختلف الدول العربية وهم: الدكتور صلاح فضل من مصر والدكتور علي بن تميم من الإمارات والدكتور عبد الملك مرتاض من الجزائر. الأمر يبدو أنه ليس بالسهل حيث شاهدت القلق والتوتر علي وجه الشاعر هشام الجخ ممثل مصر بالمسابقة والذي التقيت به علي الطائرة أثناء توجهه إلي الإمارات بعد اجتيازه واختياره من بين 7 آلاف شاعر ليكون ضمن ال20 شاعراً الذين يسابقون علي اللقب.. صارحني أنه (مرعوب)، لكنه يذهب إلي المسابقة من أجل الفوز بالمركز الأول وليس أي مركز غيره ويعترف أن المنافسة صعبة والمسابقة تضم شعراء كباراً أكد الشاعر محمد غبريس من لبنان أن هذه ليست المرة الأولي التي يشارك في المسابقة ولكنه تم اختياره هذه المرة وأكثر ما أدهشني في «شاطئ الراحة» حيث تقام مسابقة الجمهور المصري الذي ازدحم به المسرح من الشباب والفتيات يحملون أعلام مصر وجاءوا من أنحاء الخليج وليس من الإمارات فقط لتشجيع الشاعر هشام الجخ الذي فوجئ بهذا الجمع الكبير من الجمهور يرددون اسمه ويهتفون باسم مصر.. وألقي الشاعر المصري قصيدة سياسية قومية بعنوان (تأشيرة) حازت إعجاب الحضور حيث طلبوا إعادتها ولكن القصيدة لم تحصل علي استحسان بعض أعضاء لجنة التحكيم حيث انتقد الدكتور علي بن تميم الشاعر هشام الجخ أنه (يفصح العامية) ونصحه الدكتور صلاح فضل بالاهتمام أكثر باللغة وأثني علي قصيدته وقال إنه يكتب الحلم العربي مرة أخري بينما حصل هشام علي تصويت للجمهور في المسرح وصل إلي 85% فقد اختارت لجنة التحكيم الشاعر الجزائري الزبير دردوخ للتأهل للدور التالي، وتأهل الجخ بالفعل بفضل تصويت الجمهور علي رسائل إس. إم. إس والشاعر المصري هشام الجخ يتمتع بشعبية بين الشباب. وليست هذه المرة الأولي التي يشارك فيها شاعر مصري بهذه المسابقة فقد شارك من قبل عام 2008 الشاعر المصري أحمد بخيت الذي فاز بالمركز الثالث، وقد حرص السفير المصري بالإمارات تامر منصور علي حضور المسابقة وتشجيع المتسابق المصري وقال إنه فخور بمسابقة أمير الشعراء التي تعلي من شأن الشعر كأحد الفنون الراقية وتعرف المشاهد العربي بالشعراء وإبداعاتهم الرائعة.. وأضاف أنه لأول مرة يشاهد الجخ وإن كان قد سمع بعض قصائده من قبل. وكان لابد أن نلتقي بسلطان العميمي، رئيس أكاديمية الشعر، لأواجهه بالاتهامات الموجهة للمسابقة والتي تشكك في نزاهتها وأن أهدافها تجارية وتعتمد علي التصويت والرسائل الهاتفية التي تدر عليها ملايين الأرباح كما تنحاز أحياناً لشعراء علي حساب شعراء آخرين لكنه نفي، كل ذلك ويؤكد لو كان هناك انحياز لأحد فكان من الأولي الانحياز لشعراء الإمارات ولكن لم يصل شاعر إماراتي واحد إلي التصفيات رغم مشاركة العديد منهم.