تباينت ردود الأفعال السياسية حول خطاب الرئيس محمد مرسى فى احتفالات 6 أكتوبر، ففى الوقت الذى اعتبر فيه البعض خطاب الرئيس بمثابة شرح مبسط لجهوده منذ توليه فى يوليو الماضى بلغة تناسب المواطن البسيط.. اعتبر آخرون الخطاب مفتقداً للرؤية السياسية المبنية على منهج محدد. ورصدت شبكة مراقبون بلا حدود عدم وضوح مدى جدية التزامه بالوفاء بالتعهدات التى قطعها على نفسه أمام الشعب فى برنامجه، مرجعة ذلك لضعف الفريق الرئاسى.
وترى الشبكة فى تقريرها الذى أصدرته أمس فى هذا الشأن أنه لم تتوافر الإرادة السياسية الجادة من الحكومة والوزارات فى إطلاع الشعب على عقبات التى تواجه تطبيق البرنامج الرئاسى.. لافتة إلى أن مجلس الوزراء قام بإصدر قرار بقانونين قبل انتهاء المهلة بخمسة أيام لكنهما لم يدخلا حيز التنفيذ ولم يصدر بهما تشريع بقرار جمهورى عن تنظيم الباعة الجائلين وتخصيص أماكن لهم مع قانون للنظافة بهدف القضاء على القمامة من الشوارع على أن تلتزم الحكومة بتوفير الأدوات والأماكن الخاصة بالقمامة للمساعدة فى التخلص من هذه المشكلة.
وأوصت الشبكة بضرورة منح فرصة جديدة للرئيس والحكومة فى تنفيذ باقى بنود المائة يوم مع تقسيم البرنامج لمراحل وليس دفعة واحدة واقتراح مائة يوم إضافية أخرى وإسناد الإشراف على التنفيذ لفريق عمل حكومى ورئاسى متكامل.
وعلق نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور على خطاب الرئيس محمد مرسى قائلا: إن الخطاب كان لابد أن يبعث روح الطمأنينة والتفاؤل فى نفوس المصريين واصفا الخطاب بالجيد، ولكنه لم يصل إلى طموحات أكثر المصريين.
وقال بكار: إن إلقاء الخطاب فى الاستاد يعطى انطباعاً أمنياً ورسالة واضحة أن الأمن يسيطر وأنها رسالة لاستئناف الدورى.
وانتقد بكار بعض نقاط فى الخطاب حيث قال إننا لم نسمع رؤية اقتصادية فى الخطاب، فضلا عن طول الخطاب مما يعطى انطباعا سيئا عند الكثيرين ومن جانبه.. أعتبر النائب السابق حاتم عزام خطاب مرسى كان إيجابيا حيث خاطب العاطفة والعقل، وهو ما جعله موجها للشعب مباشرة وليس للنخبة وهذا ذكاء سياسي، فضلاً عن الصراحة التى لم نعهدها من رئيس سابق فى إعلان أرقام حقيقية للناس.
وأضاف عزام أن الحديث عن إعادة محاكمة حقيقية لقتلة الثوار وإقالة الأجهزة الرقابية فى الشأن الذى وأبدى عزام تحفظه على حديث الرئيس عن قرض صندوق النقد الدولى حيث أعطاه مرسى منحى شرعياً بأن القرض ليس ربا فى حين أن الحكومة ومنظومة البنوك المصرية تقوم على فوائد ربوية.
فيما تعقد القوى السياسية المشاركة الداعية لمليونية المائة يوم الأولى المزمع عقدها 12 أكتوبر الجارى اجتماعاً موسعاً اليوم بمقر الجمعية الوطنية للتغيير وذلك للاتفاق على الترتيبات النهائية لليوم والبيان المشترك للقوى المشاركة والذى يأتى ردا على خطاب مرسى الأخير فى استاد القاهرة.
ويشارك فى هذا الاجتماع جميع القوى المدنية وأبرزها التيار الشعبى وأحزاب الدستور والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والتحالف الشعبى والكرامة والجمعية الوطنية للتغيير واتحاد شباب الثورة، بالإضافة لعدد من الائتلافات والقوى الشبابية و6 أبريل والجبهة الديمقراطية.
فيما رصدت صفحة «أنا اسف يا ريس» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» 19 خطأ فى خطاب مرسى أبرزها طول الخطاب بجانب حضور عبود الزمر باعتباره أحد قتلة الرئيس الراحل أنور السادات، فضلاً عن عدم ذكر اسم الرئيس السادات فى الخطاب، كما أنه لم يكرم اسم الشهداء من حرب أكتوبر.
وقال أحمد خيرى المتحدث الإعلامى لحزب المصريين الأحرار: إن طريقة الدخول للاحتفالية مثيرة لاستفزاز بإدخال حشود يحملون كارنيه الحرية والعدالة، كما أن الأرقام التى تحدث عنها مرسى محل تشكيك بدليل أننا لا نلمس هذا على أرض الواقع، بجانب غياب الرؤية والاستراتيجية السياسية والاقتصادية عن الخطاب.
وأشار على عبدالعزيز رئيس حكومة ظل الثورة إلى أن النسب التى ذكرها الرئيس حول إنجازات خطة ال100 يوم غير واقعية، حيث إنه لم يحقق 10٪ من التحسين فى ملفات المرور والقمامة والوقود.
