أكد الدكتور كمال الهلباوى القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة قد تسرب إليها بعض الأفكار البعيدة عن المنهج الوسطى الذى دعا إليه حسن البنا مؤسس الجماعة ضاربا المثل بموقف الإخوان المتشدد من الشيعة ورفضهم لتولى المرأة والقبطى رئاسة الجمهورية. وتمنى الهلباوى ألا تنزلق الجماعة إلى حلقة العنف تجاه الخصوم كما حدث من البعض فى أربعينيات القرن الماضى ورفض القيادى السابق بالجماعة تشبيه الإخوان بالحزب الوطنى المنحل معتبرا هذا توصيفا ظالما وفيما يلى نص الحوار: ■ كيف ترى دعوة مرشد الجماعة د.محمد بديع لمن خرجوا من الجماعة بالعودة مع الاعتذار إن اخطأوا واعتذاره لمن أخطأت الجماعة فى حقه؟
- هذه دعوة عاقلة وواجبة وتتضمن أول اعتراف من الدكتور بديع والجماعة بأنها قد تكون أخطأت فى حق بعض الذين فصلتهم الجماعة أو استقالوا منها. صحيح من أخطأ من الطرفين عليه أن يعتذر للآخر، ولكن هناك متطلبات لا تدخل فى ميدان الخطأ والاعتذار، ولكنها تدخل فى ميدان الإصلاح الدعوى. والميدان مفتوح أمام هؤلاء للرجوع إلى الجماعة إذا اقتنعوا بالعودة. ولكننى لا أعتقد أن هذه الدعوة مع أهميتها ستلقى استجابة كاملة أو عاجلة ممن تركوا أو فصلوا، وهم عدد كبير وبعضهم أسس أحزاباً ناشئة، وبعضهم فى الطريق إلى تأسيس جمعية دعوية جديدة لأن الفراغ كبير فى هذا المجال.
■ عرف عنك انك قلت ان الفكر المتشدد سيطر على الإخوان ما هى ابرز ملامح هذا الفكر؟
- أنا لم يعرف عنى أبداً- كما تزعم الأسئلة - القول بأن الجماعة تسلل إليها الفكر المتشدد هكذا على الإطلاق، ولكن هناك بعض الأفكار والمواقف القليلة - وهى خطيرة - لا تتفق مع الوسطية التى تميزت بها دعوة الإخوان المسلمين. ومن هذه المواقف ما يتعلق بعدم جواز تولى المرأة أو المسيحى منصب رئيس الدولة نظراً لأن هذه ولاية عظمى. وكذلك الموقف من الشيعة فيه تشدد يخالف ما كان عليه الإمام البنا.
■ هل يمكن ان تعود للإخوان فى ظل وجود القيادة الحالية؟
- أنا تركت التنظيم فقط. وقد استمع العالم كله إلى د. غزلان المتحدث الرسمى الإعلامى للإخوان المسلمين وهو ينفى عضويتى فى التنظيم، ويعتبر استقالتى فرقعة إعلامية، ومن قبله صرح د.رشاد بيومى نائب المرشد بأن الهلباوى ليس له وضع. وهو ما لم أفهمه لأن كلامه مبتور. لقد خالفت بعض قيادة الإخوان فى عدة مواقف أيضاً تتعلق بالثورة والنظرة إلى الثوار والشفافية المطلوبة بعد الثورة داخل الإخوان بل والتغيير مطلوب. أنا تركت التنظيم، والإخوان فى السلطة أو فى قمة النجاح، ولم أترك التنظيم يوم أن كان محظوراً، بل دافعت متجرداً عن الدعوة عن قناعة كاملة، وعن المظلومين والمسجونين والمعتقلين من الإخوان وغير الإخوان.
■ كيف ترى ملاحقة الإخوان الأخيرة لعدد من الإعلاميين وسائل الإعلام؟
- أما عن ملاحقة الإعلاميين المخالفين للجماعة، فعلينا أن ننتظر حتى يتم التحقيق فيما نسب إلى الجماعة من عدوان على الأستاذ خالد صلاح وتهشيم سيارته ومحاولة العدوان على توفيق عكاشة. هذا العمل لا يمكن أن يكون عملاً إخوانياً، وأتمنى ألا تعود الجماعة إلى اليوم الذى قال فيه الامام البنا عن بعض أعضاء الجماعة الذين اشتركوا فى جرائم بشعة فى الأربعينيات أو حرق المحكمة «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين».
■ يرى كثير من المحللين ان الجماعة تسير على خطى الحزب الوطنى المنحل كيف ترى ذلك؟
- أنا لا أتفق مع هذا الرأى على الإطلاق، بل إن هذا ظلم فادح للجماعة. على الأقل فإن بعض أعضاء الحزب الوطنى الكبار كانوا فاسدين ومنافقين ومستفيدين، ولم يتلقوا نفس التربية والتنشئة والقيم والمبادئ التى تربى عليها الإخوان. التعميم قاتل.
■ ما رؤيتك لموقف الداعين للخروج فى مظاهرة 24 أغسطس ضد الإخوان؟
- أنا مع حق التظاهر السلمى والحريات الكاملة التى تمتعت بها فى الغرب ومنها حق التظاهر السلمى، وعلى الأمن أن يحمى كل المظاهرات السلمية - كما كان يحمينا الأمن البريطانى حتى فى المظاهرة الحاشدة التى اجتذبت حوالى 2 مليون متظاهر مسلم وغير مسلم سنة 2003 فى لندن ضد إسرائيل وضد الإجرام الغربى بقيادة بوش فى حق العراق.