لازالت أزمة تسويق المحاصيل الزراعية، تمثل أحد المعوقات الرئيسية التي تهدد الزراعة المصرية، واستمرار الفلاحين في زراعة مختلف المحاصيل وخاصة تلك المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاجها مصر كالقمح والمحاصيل التي تتميز فيها مصر بميزة نسبية كالقطن. وشدد عدد من خبراء الزراعة علي أن هناك عدة أسباب تقف خلف استمرار أزمة تسويق المحاصيل المختلفة علي رأسها عدم وجود سياسة زراعية واضحة خلال ال30 عاما الماضية وغياب الوعي لدي المزارعين حول المساحات المطلوب زراعتها من كل محصول لتحقيق المعدلات الآمنة منه لمصر بالإضافة إلي غياب دور التعاونيات الزراعية في عملية التسويق. ويقول محمد عبدالقادر نقيب الفلاحين ان أزمة تسويق المحاصيل سببها الاستهانة بالفلاح والتقليل من شأنه،وسعي بعض الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص نحو خدمة أشخاص بعينهم كما حدث مع محصول البطاطس بالإضافة إلي غياب السياسية الزراعية المحددة والتي تركز علي تنمية وعي المزارع وتحديد أولويات المحاصيل التي سيتم زراعتها والتي تحتاجها مصر سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير، فمثلا هذا العام قام المزارعون بالتوسع في زراعة البطيخ والكنتالوب وبعد ذلك عجزوا عن بيع المحصول إلي جانب الغياب التام للإرشاد الزراعي. ويشدد الدكتور نادر نور الدين أستاذ الاقتصاد الزراعي علي أن مصر بحاجة إلي التوسع في عمليات التسويق التعاوني لضمان الابتعاد عن حلقات التجارة المتسلسلة التي تؤدي في النهاية لرفع سعر المحصول علي المستهلك فقد يتكلف إنتاج المحصول في الحقل جنيها واحداً فقط لينتقل إلي أسواق الجملة ومنها إلي أسواق التجزئة ثم إلي تاجر الحي فيحصل عليه المواطن بسعر مضاعف. وأضاف نادر أن هناك بعض المحاصيل ذات السمات التصديرية التي لابد من فتح أسواق لها في الخارج ومعالجة المشاكل الخاصة بها ومن أبرزها محصول القطن تسبب في خسائر فادحة للفلاحين الموسم الماضي نتيجة فشل الحكومة في عملية تسويقه وتكدسه لدي الزراعيين في ضوء إحجام الشركات عن شرائه بغرض الضغط علي الفلاحين لتخفيض سعره مؤكدا علي أهمية دور الملحقين التجاريين في السفارات المصرية في الخارج في البحث عن أسواق للقطن المصري والترويج له. وأكد نور الدين أن المنهج العلمي غائب عن الحكومة في السياسة الزراعية التي ينبغي اتباعها ولا يوجد تخطيط زراعي يسير عليه المزارع عند زراعة المحصول فسرعان ما نجد كل عام محصول تزيد مساحته علي حساب محصولًا اخر وندخل في معاناة التسويق. ومن جانبه يؤكد مجدي الشراكي رئيس الجمعية التعاونية العامة للإصلاح الزراعي تقف خلفها عدة تحديات علي رأسها التحديات العالمية والأحداث الطارئة التي تواجه المحاصيل كالتغيرات المناخية بالإضافة لارتباطنا بالأسواق العالمية.