أرجأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاستشارات النيابية التي كانت مقررة أمس لتسمية رئيس حكومة جديدة بعد إسقاط حكومة الحريري إلي الاثنين المقبل. وبحسب بيان صادر عن الرئاسة فإن التأجيل جري بعد تقييم موقف مختلف الأطراف اللبنانية وتوخيا لتأمين المصلحة الوطنية لتجري المناقشات الاثنين والثلاثاء القادمين. ويأتي التأجيل وسط أجواء سياسية متشنجة بعد سقوط الحكومة علي خلفية انقسام حاد حول المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وفي وقت يتوقع أن يوجه الاتهام في الجريمة إلي حزب الله في القرار المنتظر تسليمه أمس إلي قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة. بدوره، اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطية اللبناني النائب وليد جنبلاط أن قرار استقالة وزراء المعارضة كان خطأ ، مشيرًا إلي أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري هو الأفضل لتولي الحكومة. وأوضح جنبلاط أنه إذا تمت تسمية عمر كرامي فإن سعد الحريري سيصبح الزعيم الأوحد للسنة. في الأثناء، عقدت أمس في دمشق القمة الثلاثية بين كل من الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان لبحث الأوضاع الأخيرة علي الساحة اللبنانية ومحاولة احتواء تداعياتها. في شأن متصل، أعلنت كتلة المستقبل النيابية كتلة الحريري ترشيح سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، وفي حين قالت المعارضة عبر قياداتها إنها مجمعة علي عدم تسمية الحريري، كشف النائب سليمان فرنجية أن اسم عمر كرامي، رئيس وزراء لبنان في السابق، في مقدمة أسماء مرشحي المعارضة. وقال فرنجية في تصريحات لقناة الجديد اللبنانية: «عندنا اسم لنسميه لرئاسة الحكومة هو الرئيس عمر كرامي، وهو أول الأسماء المطروحة، وهذا لا يقلل من شأن الآخرين كالرئيس نجيب ميقاتي أو الوزير محمد الصفدي وآخرين ممن يقولون إن الوقت ليس وقتهم. وتابع فرنجية: كنا مع سعد الحريري لكنه للأسف يراهن علي القرار الظني، وقال: إن هذا البلد لا يحكم إلا بالتوافق. في الوقت ذاته أبلغ سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، مصر اعتذاره عن المشاركة في القمة العربية الاقتصادية الثانية التي ستعقد غدا. وقال السفير حسام زكي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، ردا علي سؤال حول رؤية مصر تجاه الوضع داخل لبنان علي خلفية ما يتردد عن قرب صدور قرار المحكمة الدولية: «إن الوضع في لبنان يحظي من مصر باهتمام كبير، ومصر حريصة علي استقرار لبنان دائما، وحريصة علي العدالة وعلي أن يحل اللبنانيون مشكلتهم بأنفسهم إذا تمكنوا من ذلك، ومعني هذا ضرورة رفع الأيدي الخارجية عنهم». وأضاف: «إن مصر تتابع كل الاقتراحات التي تتحدث عن تشكيل مجموعة دولية لمساعدة لبنان، لكن كل هذه الأفكار لابد أن تكون واضحة، حتي يمكن أن تحقق الغرض، وألا تكون المسألة من قبيل التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وهو أمر لا تحبذه مصر أبدًا». وحول وضع اللبنانيين ما بين اختيار العدالة أو الاستقرار، شدد زكي علي أن هذه معادلة فاسدة، وقال: «سبق وقلنا إن التخيير هذا أمر مرفوض.. لأن العدالة مطلوبة، والاستقرار أيضا مطلوب».