يتعامل البعض مع الافكار علي انها جزء من الخيال صعب التنفيذ وهناك اشخاص آخرون يؤمنون بأفكارهم ويطورونها ساعين وراء تطبيقها علي ارض الواقع بشتي الطرق لتصبح واقعا ملموسا يفيد البشرية هذا ما يمكن قوله عن المهندس عبد الله ابو زيد الفائز بالمركز الثاني في مسابقة نجوم العلوم. تعرف عبد الله خريج كلية الهندسة علي المسابقة منذ اطلاق الموسم الاول منها عام 2009 ولكن موقفه من التجنيد لم يسمح له بالمشاركة، لكنه لم يفقد الامل وظل يحلم ويتابع متمنياً ان يخوض التجربة حتي تم الاعلان عنها العام الماضي ودون تردد تقدم عبر ملء استمارة علي الموقع الخاص بالمسابقة. من بين 7 الاف فكرة اختير عبد الله لخوض مرحلة التصفيات الاولي ليمثل مصر وسط عدد كبير من الشباب والفتيات من بلدان عربية مختلفة ودفعه اجتهاده ليكون واحدا من بين 16 متسابقاً قامت لجنة التحكيم باختيارهم للسفر الي واحة العلوم والتكنولوجيا بقطر حيث اقاموا هناك لمدة ثلاثة شهور من اجل تنفيذ مشروعاتهم التي حملوها في اذهانهم آلاف الاميال ليتنافسوا بها و يثبتوا قدراتهم علي الابتكار. استطاع عبد الله ان يرفع اسم مصر في المسابقة وتمكن من اجتياز الاربع مراحل التي مر بها المشاركون لتصفياتهم لابقاء صاحب الابتكارالأصلح في تنفيذه علي ارض الواقع وذلك بمشاركة صديقه المهندس ايمن السعيد وقد استغرق من الوقت ما يقرب من عام تخطي خلالها العديد من المراحل والصعاب التي يتعرض لها اغلب المبتكرين من اجل تطبيق اختراعاتهم بشكل فعلي واخضاعها لعدة تجارب حتي يصل الي مرحلة التنفيذ النهائية. " أومني جوينت" Omni-Joint هو الاسم الذي اطلقه عبد الله علي اختراعه الذي يعد أول مفصل من نوعه في التاريخ قابل للحركة في أي اتجاه وفي أي وقت وهو ما لم يكن متاحاً من قبل ويعتبر هذا الابتكار عنصرا مكونا في تكنولوجيا العلوم أكثر منه منتجا نهائيا فهو كالترس أو العجلة فيمكن استخدامه لأطراف الروبوت أو في المجالات الطبية للأطراف الصناعية والآلات الصناعية عامة. وقد نال اختراعه المركز الثاني بالمسابقة بعد ان اشاد به اعضاء لجنة التحكيم الذين كانوا من كبار علماء الوطن العربي ومن بينهم د.فاروق الباز بالاضافة الي اعجاب الجمهور بالاختراع ومساهمتهم في التصويت له عبر الرسائل القصيرة. يعتبر عبد الله ان هذه التجربة التي خاضها من خلال مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع منحته فرصة لاكتساب مهارات مختلفة سواء علي المستوي العلمي عن طريق ورش العمل او تلقي الدعم من عدد من الخبراء المتخصصين في مجالات العلوم بالاضافة الي التعرف علي ثقافات أخري من خلال تعايشه مع مجموعة من الشباب العربي.