3 رؤساء لتونس في أقل من 24 ساعة

تونس وكالات الأنباء الرياض صبحى شبانة شرم الشيخ أحمد الطاهرى القاهرة حمادة الكحلى
تسارعت أمس وتيرة الأحداث في تونس، بعد مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي البلاد إثر موجة من التظاهرات والاحتجاجات طالبت برحيله، الذي تم مساء أمس الأول حين حل بالمملكة العربية السعودية، بعد أن رفضت باريس استقباله.
وأعلن فتحي عبدالناظر رئيس المجلس الدستوري التونسي الذي ينظر في مدي مطابقة القوانين لدستور البلاد، أن رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع «77 عامًا» سيتولي مؤقتًا رئاسة البلاد بعد الشغور النهائي في منصب رئيس الجمهورية، وقال إنه تلقي من محمد الغنوشي رئيس الوزراء الذي أعلن رئاسته للبلاد مساء أمس الأول بتفويض من بن علي، رسالة يبلغه فيها أن الرئيس غادر تونس دون أن يقدم استقالته من مهامه علي رأس الدولة وأن مغادرته البلاد تمت في الظروف القائمة وبعد الإعلان عن حالة الطوارئ.
ويأتي هذا التطور المفاجئ في وقت اشتعلت فيه مظاهرات واحتجاجات في عدة مدن تونسية تطالب بتنحي الغنوشي، الذي تولي الرئاسة لعدة ساعات ودعا في آخر تصريحات له قبل تسليمه السلطة للمبزع، المعارضين المنفيين للعودة ووعد بإجراء إصلاحات واسعة في البلاد.
واستمرت حالة الفوضي وعدم الاستقرار الأمني والسياسي في تونس ولم تهدأ تظاهرات المحتجين وسجلت حالات سلب ونهب لممتلكات خاصة وعامة قال مراقبون إنها من فعل عصابات منظمة.. وأكدت مصادر تونسية ان الناهبين مسلحون ويعرفون ماذا يفعلون، ويتجهون إلي أماكن بعينها، بينما اتهم آخرون بقايا الأجهزة الأمنية السابقة بأنها وراء السلب.
وشب حريق هائل في سجن المنستير، ما أدي إلي مقتل عشرات السجناء، قدرتهم مصادر بنحو 50 قتيلاً في زنازينهم.. وقالت مصادر تونسية أن هناك تعمدوا من عصابات بعينها لاطلاق مجرمين عاديين عليهم أحكام.
ووضع الجيش التونسي في تصرف المواطنين أرقام هاتف للإبلاغ عن هجمات في حين بثت مروحيات عبر مكبرات الصوت نداءات تطلب من المواطنين الهدوء والبقاء في منازلهم.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن السلطات التونسية شددت إجراءاتها الأمنية أمام وفي محيط مبني السفارة السعودية بالعاصمة التونسية بعد استقبال بن علي في جدة ونزوله حسب معلومات ل«روزاليوسف» في القصر الذي كان مخصصًا لرئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف وأسرته وقت لجوئه إلي المملكة.
وتصدرت التطورات التونسية المناقشات التحضيرية للقمة العربية الاقتصادية المنعقدة في شرم الشيخ، ولم تبلغ مصر رسميًا حتي الآن بمستوي التمثيل التونسي أو مشاركتها من عدمها بعدما كان مقررًا أن يكون علي مستوي رئيس الوزراء محمد الغنوشي.
من جانبها أكدت مصر علي احترامها لخيارات الشعب في تونس وأعلنت أنها تثق في حكمة الإخوة التونسيين علي ضبط الوضع وتفادي سقوط تونس في الفوضي، ودعت القاهرة أن يتكاتف التونسيون جميعًا في هذه اللحظة من أجل صون مكتسباتهم التي حققوها علي مدار عقود بعد الاستقلال، ووصف عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية الأحداث في تونس ب «الخطيرة» مضيفا في مؤتمر صحفي أمس أن ما حدث تطور له أبعاده التاريخية وفي إطار انتهاء عهد وبداية عهد آخر في تونس .
تفاصيل تحقيقات ص11