في تحرك مكثف من جانب المجتمع العربي والدولي للضغط علي النظام السوري كشف الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي عن اتصالات تجري حاليًا بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا لتحديد موعد جديد لعقد اجتماع مشترك بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظرائه الخليجيين في الرياض، مشيرًا إلي أنه لا حل للأزمة السورية إلا بضغط دولي وأن أحدا من وزراء خارجية الدول العربية لم يتحدث عن حل عسكري فالفصل السابع لا يعني الحل العسكري.. مرحبًا بمشروع الاتحاد الخليجي قائلاً: « إن الجامعة العربية ترحب بأية خطوة في هذا الاتجاه وميثاقها يؤيده». وأفاد دبلوماسيون غربيون بأن دولاً غربية ستتحرك «سريعًا لتبني عقوبات ضد النظام السوري في مجلس الأمن الدولي، بينما قال المبعوث العربي الدولي المشترك إلي سوريا كوفي أنان إن نقاشًا يدور حاليًا حول خيارات أخري تسمح بتنفيذ خطته لحل الأزمة السورية». فقد قال دبلوماسي غربي إن دولاً غربية بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا تسعي للتوصل إلي تبني قرار يعاقب دمشق، مضيفًا أنه خلال الأيام القليلة المقبلة ستطرح «مبادرة للتوصل إلي تصويت يتضمن إجراءات تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، مما يعني عقوبات». وتعمل واشنطن وباريس ولندن علي إعداد مشروع قرار يتضمن التهديد بفرض عقوبات و«نأمل ألا يعارض الروس»، والصينيون يبدون أكثر انفتاحًا. وفي روسيا أعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده تدعم بسرور رحيل الأسد في حال رغبة شعبه في ذلك. وأضاف في ختام اجتماع حول الأزمة السورية بين دبلوماسيين روس ووفد أمريكيه برئاسة موفد وزارة الخارجية الأمريكية فريديريك هوف، «إن بلاده مستعدة لدعم «تعديلات» محتملة علي خطة أنان لضمان أفضل الشروط الممكنة لتطبيقها من جميع الأطراف» ولم يوضح نائب الوزير طبيعة هذه التعديلات. وعلي صعيد آخر دعت الصين «طرفي الصراع» في سوريا إلي وقف العنف وتنفيذ خطة السلام التي وضعها أنان، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وي مين: يتعين علي الحكومة السورية والمعارضة أن تنهضا بحق مسئوليتهما لوقف إطلاق النار ومنع العنف والمسئولية تقع علي عاتقهما لأنهما تعهدتا بهذا الالتزام». ميدانيًا أفادت الهيئة العامة للثورة السورية إن 21 شخصًا قتلوا أمس في مناطق عدة وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل سبعة أشخاص في انفجارين استهدفا مركزًا أمنيًا في إدلب وحافلة كانت تقل عناصر من القوات النظامية في قدسيا بريف دمشق. وذكر نشطاء سوريون أن اثني عشر شخصًا علي الأقل غالبيتهم من النساء قتلوا خلال الليل جراء قصف لمدينة درعا جنوب البلاد. وأن القصف في درعا أسفر عن مقتل 17 شخصًا من بينهم عشر نساء قتلوا ليلاً في قصف البلدة الواقعة في جنوب سوريا، بالإضافة إلي تعرض بلدة طفس في محافظة درعا لقصف عنيف من قبل القوات السورية التي تحاول السيطرة علي البلدة ودوي انفجارات سمع في العاصمة دمشق خلال الليل، وأن الطريق الرئيسي المؤدي جنوبًا من دمشق إلي درعا أغلق بإطارات مشتعلة. وقال المرصد إنه بالإضافة إلي قتلي درعا، قتل 44 مدنيًا في شتي أنحاء سوريا أمس الأول نصفهم تقريبًا في محافظة حمص الواقعة وسط سوريا وفي مناطق دمشق وضواحيها. وأشار إلي أن 25 جنديًا قتلوا في محافظات إدلب ودمشق ودير الزور وحمص ودرعا. وأكد ناشطون سوريون سقوط قتلي وجرحي في غارات جوية وقصف مدفعي عنيف علي مدينة الحفة باللاذقية ليرتفع عدد القتلي علي يد قوات الأمن والجيش إلي 30 شخصًا معظمهم في محافظة درعا. وطالب عدد من قادة المعارضة السورية المسلحة أمس الأول المجتمع الدولي بأسلحة دعم أفضل في معركتهم لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال رئيس المجلس الأعلي لقيادة الثورة السورية حسين السيد الذين يدعون مساعدة المعارضة السورية عليهم البدء بدعم الناس داخل سوريا. ونفي السيد فكرة إن الانشقاقات داخل المعارضة تقوض الجهود لدعمها بعد 15 شهرًا علي بدء حركتها لإسقاط الأسد، مشددًا علي أن الذين يقاتلون علي الأرض موحدون. وقال «في محاولتنا طرد النظام وضرب مفاصله الأساسية، هناك تعاون كامل مع كل المجموعات علي الأرض في الداخل فلديها هدف واحد هو إسقاط هذه العصابة وهذه القوات المحتلة للشعب السوري». اجتمعت الهيئات القيادية للمجلس الوطني السوري اليوم في اسطنبول لاختيار رئيس جديد، وتحدث عدد من مسئولي المجلس عن «توافق» لاختيار عبدالباسط سيدا وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس ويوصف بأنه رجل «تصالحي» و«نزيه» و«مستقل». وسيدا المولود في 1956 في مدينة عمودا ذات الأغلبية الكردية شمال شرق سوريا ورئيس مكتب حقوق الإنسان في المجلس، يحمل دكتوراه في الفلسفة ويقيم في السويد منذ فترة طويلة. وأكد جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي والمرشح السابق لرئاسة المجلس أنه يستطيع أن يحصل علي موافقة كل مكونات المجلس، لديه علاقات جيدة مع الجميع. وقال منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في أوروبا إن «الإخوان يبقون مؤيدين لغليون، لكن نظرًا لتطور الوضع ولان لجان التنسيق تعارضه من غير المرجح أن تمارس بعض الهيئات نفوذها لإبقائه في منصبه». فيما أعلنت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها أمس الأول أن خمسة صحفيين سوريين قتلوا خلال يومين نهاية مايو في عمليات قصف شنها الجيش السوري. وقالت المنظمة في بيان إن هؤلاء الصحفيين قتلوا في حادثين منفصلين الأول في دمشق والثاني في حمص. دوليًا قالت الأممالمتحدة إن مراقبي المنظمة الدولية الذين زاروا أمس الأول موقع مذبحة وقعت في قرية شاهدوا علامات علي أن القوات الحكومية كانت موجودة هناك وآثار المذبحة في بعض المنازل.