[سيوف وأسلحة اثرية قديمة] [-] [عبارات دونها أكرم النقيب نجل الملكة ناريمان في زيارته لقصر عابدين]
بعد أن أعلنت لجنة جرد القصور الرئاسية بوزارة العدل تقريرها الخاص بجرد مقتنياتها لتؤكد أنه لا توجد سرقات من تلك القصور من خلال مطابقة ما هو مدون بالسجلات مع المقتنيات التى تحويها قصور الرئاسة منذ تم تسليمها لإدارة رئاسة الجمهورية خلال مدد زمنية مختلفة كان أقربها عام 1977، كشف مصدر بلجنة الجرد أن اللجان توصلت إلى أن القصور تم تسليمها لإدارة رئاسة الجمهورية فى عام 1977، أما ما قبل ذلك فقد كانت تلك القصور فى حوزة خمس وزارات هى: الإسكان والتربية والتعليم والثقافة والآثار والمالية، مما يتطلب جرد تلك المقتنيات خلال حيازة الوزارات للقصور من خلال تشكيل لجان أخرى تقوم كل لجنة منها بمتابعة سجلات كل وزارة ومسئولياتها على حدة.
وفجرت المصادر مفاجأة تؤكد أن الطرود التى لم تفصح لجنة الجرد عن محتوياتها والتى تم إيداعها بخزينة البنك المركزى تضم المجوهرات الخاصة بالعائلة المالكة.
وفيما أكد تقرير اللجنة أن قصر عابدين غير مؤمن عليه، كشف مصدر خاص بالشركة القابضة للتأمين أن شركة نمساوية تعاقدت على التأمين على مقتنيات القصر من خلال حصرها على الطبيعة وتحديد قيمتها الأثرية وقيمة تأمينية لها، وأوفدت الشركة مندوبين متخصصين من جانبها لمشاهدة وفحص تلك المقتنيات، وبلغ ثمن إحدى القطع 35 مليون يورو بحسب تقدير الشركة.
وأضاف المصدر أنه تم التعاقد مع الشركة على دفع مليون ونصف المليون جنيه سنويا كقسط سنوى مقابل التأمين على تلك المقتنيات.
فى الوقت الذى أكد فيه أحدالقائمين على تقدير قيمة القطع التى تم التأمين عليها أنه يوجد آلة لعزف الموسيقى لا يمكن التأمين عليها لأنها الوحيدة من نوعها فى العالم مثل مقتنيات كثيرة ولا يمكن تحديد قيمة لها.
وكشف المصدر عن عدم قيام وزارة المالية بتسديد قيمة القسط المستحق للشركة بما يضمن استمرار التأمين على مقتنيات القصر، فى حين تلقت لجنة الجرد بقصر عابدين فيديو حول كيفية تأمين مقتنيات القصر بعد ثورة يناير، حيث تم تركيب دوائر كهربية الكترونية تقوم بفتح الفاترينات إلكترونيا ولا يمكن اختراقها أو فتحها إلا من خلال القائمين على المتاحف، وكذلك تزويد المتاحف بكاميرات تعمل على مدار 24 ساعة وتسجل الأحداث على مدى أيام كاملة، وتغطى كل أرجاء المتاحف، حيث سجلت الكاميرات محاولات لاقتحام قصر عابدين أثناء الانفلات الأمنى.
توقف الترميم
وأكد المصدر توقف عمليات الترميم التى كانت تقوم بها وزارة الإسكان لقصر عابدين بعد ثورة يناير دون أسباب، كما توقفت وزارة الزراعة عن توريد التقاوى اللازمة لحدائق القصر، لتتوقف أيضًا عمليات الرى الخاصة بتلك الحدائق، وطالبت الوزارة بمبلغ 174 ألف جنيه مقابل أعمال سبق القيام بها لصالح القصر، إلا أنه صدرت فتوى بعدم مطالبة الجهات الحكومية بمستحقات عن خدمات يتم تقديمها لها على أساس أنها مصالح حكومية تقدم خدمات لبعضها بعضها.
من جانبه قال اللواء عصام شحاته القائم بأعمال رئيس ديوان رئيس الجمهورية أنه لا توجد قصور للرئاسة فى القاهرة سوى ثلاثة فقط وهى عابدين والقبة والطاهرة، بالإضافة إلى 3 فى الإسكندرية، وما غير ذلك فهو فيلات، وتم شغل معظمها بالمصالح الحكومية.
وحصلت «روزاليوسف» على صور خاصة تنشر لأول مرة عن متاحف قصر عابدين منذ إنشائها، والتى لم تتغير حتى الآن سوى بإدخال التقنيات الفنية فى تأمين المتاحف وتغيير بعض المعروضات داخل فاترينات العرض من حين لآخر.. نظرا لأن المعروض من المقتنيات يبلغ 30٪ منها فقط، كما تم تغيير الأرضيات بما يتناسب وقيمة تلك المتاحف ومكانتها العالمية، بحسب ما ذكره العميد ماجد عبد الرازق مدير متاحف القصر، حيث كانت زيارات المتاحف مقصورة على الرؤساء والملوك والأمراء فقط.
وأشار «عبد الرازق» إلى أنه سيتم تحديد حديقة متحفية لعرض سيارات الرؤساء الثلاثة جمال عبد الناصر وأنور السادات، والسيارة التى شهدت محاولة اغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك، حيث رفضت مصر عروضًا من دول عديدة لشراء تلك السيارات بأى قيمة يتم تحديدها.
ولعل أبرز المواقف التى واجهت اللجنة على حد قول أحد أعضائها، كان ل«الجاليهات» التى تضم أكواب زجاجية متعددة الألوان، حيث دونت تحت بند 250 زجاجة متعددة الاستخدام دون تحديد ماهيتها، إلا أنه رغم ذلك تمت المحافظة عليها من جانب القائمين على المتاحف والقصور، وكانت تلك المقتنيات من إهداءات الملوك والرؤساء للعائلة المالكة.
و«الجاليهات» عبارة عن زجاج مرسوم وله خاصية الضوء باستمرار وعليه رسومات خاصة بتوقيع الفنان الفرنسى إميل جالييه مبتكر هذا الفن، الذى ولد فى عام 1846، حيث كان يقدر السنتيمتر الواحد من هذا الزجاج خلال هذه الفترة بألف دولار. كما يستعرض محضر الجرد علبة الكبريت الخاصة بالملك فاروق وكذلك السيجار الذى كان يستخدمه.
كما كشفت اللجنة واحدة من أندر وأهم الطبنجات على الإطلاق، حيث تعد أول إنتاج شركة كولت الأمريكية وأرسلت الشركة لإدارة القصر خطابا طلبت فيه شراء تلك القطعة بأى ثمن لعدم وجود مثيل لها بالعالم، وهو ما واجهته الشركة بالرفض، خاصة أن طاقم الطبنجات الكولت تم إهداؤه إلى الخديو إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869.
ويكتنز القصر أيضا واحدا من أهم المقتنيات الفريدة والوحيدة فى العالم وهو سيف العدل والتتويج الذى كان يستخدم فى تتويج قياصرة روسيا وهو من القرن ال17.
ولهذا السيف قصة.. حيث شتراه الملك فاروق من مزاد علنى فى بريطانيا بمبلغ 18 ألف جنيه استرلينى، وبعد رسو المزاد عليه وإنهاء إجراءات الحصول عليه، عاد إلى مصر فى انتظار إرساله، إلا أن ثورة يوليو 1952 اندلعت فى نفس التوقيت.. ورغم ذلك قام المسئولون عن المزاد بإرساله لمصر وتم الاحتفاظ به ضمن مقتنيات قصر عابدين، ليكون القطعة الوحيدة التى اشتراها الملك فاروق ولم يتسلمها وتملكتها مصر شأنها شأن جميع القطع التى جلبها من خلال مزادات.
كما يوجد 3 سيوف الأول أهدى ل«فاروق» من ملك إنجلترا جورج السادس بمناسبة زواجه الأول من الملكة فريدة عام 1938 وهو من القرن ال20، أما الآخر فهو سيف تم إهداؤه له من أمير الكويت عبد الله السالم الصباح بمناسبة زواجه الثانى من الملكة ناريمان عام 1951 وهو سيف من القرن ال20، وأيضا سيف من الذهب مهدى من الملك عبد العزيز آل سعود إلى الملك فؤاد.
ومن العصر الحديث تضمن محضر الجرد نموذجًا من الذهب لباب الكعبة من السعودية تم إهداؤه لمصر عام 2002، ونموذجًا لنخلة من الذهب أيضا من الإمارات عام 1998، التى تم وضعها داخل متحف سمى من قبل متحف مبارك.. الذى يضم الهدايا التى أهداها الملوك والرؤساء إليه، والتى أصبحت ملك الوطن.
وتنفرد «روزاليوسف» من داخل قصر عابدين بالسجلات التى دونت كلمات الأسرة المالكة فى سجل زيارات المتاحف التابعة لقصر عابدين حيث كتب الأمير أحمد فؤاد نجل الملك فاروق الذى تنازل له الملك فاروق عن العرش قائلا: «أسعدنى كثيرا ترحيبكم الحار وأشكركم على الجهد الصادق للحفاظ على تراث مصر وآثارها مع خالص أمنياتى الصادقة».
كما وقعت الأميرة فوزية فؤاد فاروق بعد أن دونت صفحة كاملة باللغة الفرنسية بعد فشلها فى كتابة تعليقها باللغة العربية فى 22 أبريل 2009.
أما المشاهد المثيرة فى العرش الملكى فكانت الأعمال الفنية التى تم رسمها على الأسقف والأرض وكذلك تقسيمات بلاطات الأسقف، وكذلك الأنتريهات والصالونات التى تركت على حالها دون أى تغيير منذ هجر الملك فاروق لمصر.