أصبحت ملاعب كرة القدم فى مختلف انحاء العالم ساحات ومنابر سياسية للتعبير عن معتقدات وآراء مختلفة ليتحول المستطيل الاخضر عن وظيفته الرياضية ويخرج الى ما هو اوسع. والظاهرة فى حد ذاتها ليست بجديدة على ملاعب الكرة حيث يسجل التاريخ الكروى وقائع عديدة للاعبين ومدربين بل وجماهير رفعوا لافتات او ارتدوا القمصان المكتوب عليها شعارات سياسية او دينية..لكن فى الفترة الاخيرةانتشرت الظاهرة بشكل كبير فمنذ ايام قليلة وخلال مباراة فى بطولة دورى ابطال آسيا بين بيروزى الايرانى والشباب الاماراتى شهد ملعب «ازدى» الايرانى واقعة جديدة حيث قامت جماهير بيروزى التى احتشدت فى الملعب برفع لافتات مكتوب عليها «الخليج فارسى» وهو ما استفز لاعبى الفريق الاماراتى بشدة اثناء المباراة.
كما قامت الجماهير بترديد شعارات سياسية تعتبر الخليج فارسياً وقد تردد صدى الهتافات بشكل واضح فى الملعب الذى بدا لافتاً للنظر تواجد أعداد هائلة من الجماهير فيه تجاوزت ال80 ألف شخص.
واعتادت الجماهير الإيرانية على خلط الرياضة بالسياسة من خلال ترديد هتافات ورفع لافتات خلال كل مباراة يواجه فيها منتخب إيران أو أى فريق محلى منافساً خليجيا.
ورغم تكرار هذه المشاهد فى الملاعب الإيرانية، فإن الاتحاد الآسيوى لم يفرض عقوبات على الأندية أو الاتحاد الإيرانى وهو ما دفع اتحاد الكرة فى بعض دول الخليج باللجوء للاتحاد الدولى «الفيفا» ومناشدته بالتدخل.
وكما ذكرنا ان هذه الواقعة لم تكن الاولى وايضا لن تكون الاخيرة فى التاريخ الكروى حيث شهدت الملاعب العديد من اللاعبين الذين عبروا عن ميولهم الدينية والسياسية وتضامنهم مع بلادهم والازمات والمشاكل التى تواجههم من خلال شعارات ولافتات مكتوبة تحت قمصان انديتهم ومنتخبات بلادهم يكشفونها عقب تسجيلهم الاهداف.
وتضم قائمة اللاعبين الذين تبنوا شعارات سياسية ودينية نجوما فى حجم البرتغالى كريستيانو رونالدو والبرازيلى ريكاردو كاكا والانجليزى ستيفن جيرارد ومواطنه فرانك لامبارد والارجنتينى ليونيل ميسى والتشيلى ديفيد سوازو والمالى فريدريك كانوتيه بالاضافة الى نجمنا محمد ابوتريكة.
فاجأ محمد أبوتريكة لاعب م نتخبنا الوطنى الاول متابعى بطولة كأس إفريقيا «غانا 2008» برفع «فانلته» عقب إحرازه هدفا ليكشف عن فانلة أخرى مكتوب عليها باللغتين العربية والانجليزية «تعاطفا مع غزة» التى تعانى الحصار بعد أن فرضت عليها إسرائيل إغلاقا تاما.
واثارت هذه الواقعة ردود افعال عالمية بين الاشادة والانتقاد حيث نال تريكة احترام كل العرب والمسلمين فى المقابل هاجمته اسرائيل عبر وسائل اعلامها وطالبت الفيفا بايقافه..كما قام الاتحاد الافريقى «الكاف» بتوجيه تحذير للاعب بعدم تكرار ذلك.
ابوتريكة كان له واقعة اخرى فى امم افريقيا 2006 حيث ارتدى قميصًا مكتوبًا عليه «نحن فداك يا رسول الله» تعبيرا عن استيائه من الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبى صلى الله عليه وسلم، والتى نشرتها صحيفة «يولاندز بوست» الدنماركية عام 2005.
وبعيدا عن ابوتريكة هناك لاعب اخر عبر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية بقوة وهو المالى عمر كانوتيه لاعب اشبيلية الاسبانى الذى كشف عن قميص يرتديه تحت قميص فريقه كتب عليه «فلسطين» باللغات العربية والانجليزية والاسبانية بعد أن سجل هدفا لفريقه امام ديبورتيفو لاكورونا.. ثم خرج اللاعب بعد المباراة لينتقد التجاوزات الاسرائيلية فى حق الفلسطينين لكن هذا التصرف لم يعجب الاتحاد الاسبانى الذى قرر توقيع غرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف يورو على كانوتيه.
تشيلى وماديرا
فى 2010 تعرضت تشيلى لزلزال مدمر اسفر عن وقوع مئات القتلى اضافة الى الدمار الذى خلفه من سقوط المنازل والمستشفيات والفنادق والمدارس وهو ما دفع المهاجم التشيلى ديفيد سوازو لاعب نادى ريال سرقسطة الاسبانى للاحتفال بهدفيه فى المباراة التى انتهت بفوز فريقه على خيتافى بمواساته ضحايا الزلزال كاشفا عن قميص مكتوب عليه «ستبقى تشيلى قوية».
وسار سوازو على نفس نهج النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو الذى حرص أيضا على نعى ضحايا فيضانات جزيرة «ماديرا» مسقط رأسه أثناء احتفاله بهدفه فى مرمى فياريال فىالمباراة التى انتهت بفوز الفريق الملكى 6 2 بالدورى الاسبانى حيث كشف رونالدو عن قميص مكتوب عليه «ماديرا» تعبيرا عن تضامنه.
شعارات أخرى
وشهدت الملاعب العديد والعديد من الوقائع الاخرى ابرزها عندما تعاطف ستيفن جيرارد كابتن ليفربول الانجليزى مع مشجع «الريدز» مايكل شيلدز الذى اتهم بمحاولة قتل فى بلغاريا عام 2005 وطالب جيرارد بالافراج عن المشجع حيث كتب على قميصه «اطلقوا صراح شيلدز.
كما كشف نجم تشيلسى الانجليزى فرانك لامبارد عن رسالة لجماهير فريقه تؤكد ان 100 هدف لا تكفى ناديه كتعبير عن فرحته باحرازه الهدف المئوى منذ اعوام قليلة.
اما النجم البرازيلى ريكاردو كاكا نجم ريال مدريد الحالى فابدى اعتزازه بقميص «احب المسيح» الذى ارتداه تعبيرا عن فرحته بالفوز بدورى ابطال اوروبا 2007 عندما كان لاعبا فى صفوف ميلان الايطالى بينما اظهر مهاجم برشلونة رسالة حب لوالده تحت قميصهتعبيرا عن فرحته بأحد الاهداف.
ولفت الانتباه فى كأس العالم بألمانيا 2006 بعض المشجعين الذين ارتدوا زى محاربين صليبيين ووقفوا فى المدرجات يهتفون لصالح منتخبات بلادهم.
وفى نهاية الألفية كان اللاعب الكرواتى الكبير ديفيد سوكر قد أعلن إضرابه عن اللعب لصالح نادى برشلونة متضامنا مع بلاده ونظام الرئيس سلوبدان ميلوسوفيتش الذى كان يحاكم كمجرم حرب جراء المجازر التى ارتكبها فى حرب البلقان.
