•• «جلست أمام التليفزيون لمشاهدة مباراة فى الدورى الإنجليزى. ظهر المعلق العربى فى الخامسة و45 دقيقة، وخلفه مدرجات الاستاد خالية تماما مع أن المباراة ستبدأ فى السادسة. تصورت أن المباراة بدون جمهور. إلا أنه مع لحظة انطلاقها رأيت المدرجات تمتلأ بالكامل. ولا مبرر للدهشة. فكل مشجع معه تذكرته برقم المقعد.. هل نحن من جينات مختلفة وهم من جينات أخرى؟ لماذا يعشقون النظام ويحترمون القانون؟».. هذا جزء من رسالة القارئ صبحى والى، وهو يطرح ما طرح من قبل. طرحه أساتذة لنا قبل ثورة يوليو، وقبل ثورة مايو، وطرحناه قبل ثورة يناير وبعد ثورة يناير. ولاتجد من يشغل باله بذلك. لا اتحاد للعبة حاول، ولا وزير حاول، ولا دولة حاولت. منذ 40 سنة يفرض على المشجع التعذيب فى مباريات كرة القدم. حتى بعد أن تخلى الجمهور عن مشاهدة المباريات فى الاستاد قرفا وزهقا، ظلت نفس القواعد تطبق: من يرغب فى حضور مباراة عليه أن يقبل بوضعه فى الأسر. وعليه أن يحضر قبل موعدها بساعات، ويظل أسيرا فى الحظيرة ساعات. وعليه أن يتخلى عن الشراب وعن الطعام. ويسلم كل عود كبريت وكل ولاعة. لأن هذا من الأسلحة. فالقانون عندنا مجرد شكليات. الشباب لم يعد يعترف بالقانون. وسوف تنتظر الأجيال القادمة سنوات لا تعد، حتى تدرك هذه الأجيال أن توفير تذكرة برقم مقعد فى مباراة كرة القدم أمر يساوى التفكير فى غزو الفضاء، وهو أمر قد لا ندركه قبل قيام الساعة. •• وتلك رسالة أخرى من القارئ أيمن تعيلب: «إذا أردنا رجوع الكرة المصرية لابد أن نتشبث بالفكرة ولا نعرضها بل نشجعها مهما كنت التجاوزات المتوقعة، حتى نمر من عنق الزجاجة ولا ندع الفرصة للمشككين الذين يتمنون الفشل، حتى تصدق رؤيتهم المريضة. علينا إذن أن نمضى ونعطى الفرصة لأفكار جديدة، بوعى جديد وحلول جديدة، كذلك إعطاء الفرصة لعودة الشرطة بفكر جديد لمواجهة المشاكل التى قد تحدث من الجماهير نتيجة الجريمة الشنعاء التى اشترك فيها عدة أطراف بخسة ونذالة وغرسوا نصلا فى قلب الرياضة المصرية». هذا صحيح. فما حدث فى الأول من فبراير باستاد بورسعيد كان كارثة إنسانية. ومازالت الرياضة تدفع الثمن وكذلك المجتمع المحروم من الترويح، إلا أن مواجهة الأزمة تتطلب عقلا سياسيا حقيقيا، وليس حلا أمنيا. فالناس لا تريد أن تفهم أن مواجهة الالاف بالعنف، سيؤدى إلى كارثة أخرى، قد تكون توابعها أخطر من الكارثة الأولى. والسؤال المهم: كيف نوقف الاحتقان، وكيف نقضى على ظاهرة اللعب بكرة النار كما حدث مؤخرا فى مدينة الطلبة ببورسعيد؟ •• بمراجعة شريط هذا الحدث وتداعياته سوف يرى الجميع كيف أن تهريج بعض المشجعين وعبثهم وانفلاتهم أشعل حريقا جديدا سيطول رءوسا أخرى لأن ناره لم تخمد ولكنها مشتعلة أسفل الرماد.. •• وإلى كل من يسألنى: هل سيعود الدورى حقا؟.. •• الإجابة: سيعود بالنسبة لى عندما يكتمل وينتهى.. هكذا يكون عاد. نقلا عن جريدة الشروق