السطحية.. هي التي تؤدي دائما إلي هبوط مستوي كل شيء. والهيافة.. هي جزء من أشكال »التسطيح« التي أصبحت تمثل جانبا كبيرا من قطاعات المجتمع. وللأسف الشديد.. لم تعد »السطحية والهيافة« مقصورة علي السلوك الفردي فقط، وانما تمثل الآن عدوي تصل إلي حد الوباء. بعض السادة المسئولين من الوزراء وغير الوزراء يدركون هذه الحقيقة المؤلمة، وربما يتعاملون مع مشاكل المواطن علي اعتبار أنه في »الباي باي«.. »لن يهش.. ولن ينش«، لأنه فاقد للذوق، ومن يفقد الذوق يتحول إلي نصف انسان. لاتزال أزمة الكهرباء في العاصمة تمثل مصدر قلق غير عادي.. الأهالي يأتيهم الليل فيصابون بالذعر.. ليس لأن الدنيا حر والنوم لا يأتي بدون تكييف.. فهؤلاء المكيفون.. أو المستكيفون لا يمثلون شيئا أمام من يخشون أن »تبوظ حتة لحمة في الفريز.. أو شوية خضار وفاكهة في درج الثلاجة«. والغريب.. أنه لم يخرج مسئول في وزارة الكهرباء الموقرة ليعلن للرأي العام عن الأسباب الحقيقية عن هذه الأصوات المرعبة التي تهز المكان، قبل أن ينقطع النور. والغريب أكثر.. انه بالاتصال برقم الشكاوي.. لا يأتيك إلا عبارة واحدة: »كله تمام.. والعطل تحت السيطرة.. وسيعود التيار بعد قليل«. أي كلام! ولاتزال أزمة الزبالة في العاصمة.. وكما قلت أكثر من مرة.. ان عدوي الزبالة انتقلت من القاهرة إلي باقي المحافظات. والغريب .. أن كميات ومعدلات الزبالة تتزايد في الشوارع.. الشوارع الكبري علي مرأي من الدنيا كلها ومع ذلك لا أحد يتحرك. والغريب أكثر.. أن حضرات الأفاضل من المسئولين عن ازالة هذه الزبالة أصبح يحلو لهم الآن أن يسمعوا ويقرأوا مناشدات الناس أن يتدخلوا لإزالة هذا المشهد الذي يسيء للبلد أمام العالم.. ولكن دون أن يتحركوا.. وكأنهم »يتلذذون« من معاناة البشر! شيء مرعب ولاتزال أزمة انقطاع المياه في العديد من المناطق بالقاهرة، والقاهرة الكبري قائمة، في الوقت الذي يمكن أن يتعطل المرور في بعض المناطق لأن هناك »ماسورة مياه حلوة ضربت«. والغريب.. أن الناس تشكو وتصرخ.. صحيح السادة الأفاضل المسئولون عن المياه يقولون انهم يحاولون.. لكن المحاولات غير كافية. كلام الناس في الشارع: البلد بتغرق بشوية أمطار في الشتاء والنور ينقطع بشوية ضغط علي محطات الكهرباء في الصيف.. غير ضرب المجاري! كلما مرت السنون تبقي الأعمال الخالدة باقية.. أي عمل ناجح يعيش.. اما العمل الفاشل السطحي.. الهايف فيمر مرور الكرام ليدخل عالم النسيان. منذ أكثر من 06 عاما غني محمد عبدالمطلب رمضان جانا.. ولاتزال هذه الاغنية باقية.. يبحث عنها الكثيرون عبر شبكات الاذاعة أو محطات التليفزيون، حتي يشعروا بالشهر الكريم. منذ أكثر من 06 عاما غني أحمد صدقي وحوي.. يا وحوي.. وغني عبدالعزيز محمود.. أهلا شهر الصوم.. وأغنيات لشريفة فاضل والثلاثي المرح.. وغيرهم. كل هذه الأعمال خالدة.. ولم يستطع أحد من الأجيال التالية.. أو الجيل العبقري هذه الأيام أن يضيف إلي مكتبة الغناء العربي ما يمكن الاشارة إليه علي انه عمل محترم. جيل فني حالي من المطربين غير موجود.. وهذه كارثة.. ربما حققوا أرقاما قياسية في كل شيء.. الحضور الجماهيري وبيع الاشرطة والسيديهات والمكاسب المالية.. ولكن للأسف بلا اقناع. الطبل والزمر والسطحية شيء.. والفن الأصيل شيء آخر.. لذلك عاش عبدالمطلب هذه السنين.. رغم انه مات من زمان.. بينما لا تشعر بمن ذاع صيتهم لانهم لا يقدمون شيئا. ليس بالضرورة أن يكون التصفيق تعبيرا عن الاشادة أو الترحيب.. فربما كان لأي سبب آخر.. مثل المساعدة علي هز الوسط أكثر! أصبحت المباريات الكروية في مواجهة شرسة مع المسلسلات والبرامج الرمضانية. زبون كرة القدم لا يتزحزح من أمام الشاشة لحرصه الشديد علي متابعة فريقه الذي يشجعه.. »وزباين المسلسلات لا يفوتون لحظة لمشاهدة نجومهم«. وبصراحة شديدة.. الفارق كبير بين المباريات والمسلسلات ولكن الكثيرين ليس بمقدورهم أن يكشفوا هذا الفارق لأن لكل فرد اهتماماته التي تجعله يميل أكثر إلي ما يجب أو من يحب. ولأنني اتابع النشاطين.. أري وبمنتهي الأمانة أن الفرق الكروية تبذل جهدا تحاول من خلاله أن تحقق المكسب في ال 09 دقيقة.. أما فرق المسلسلات فهي وان كانت تبذل هذا الجهد إلا أنها لا تقدم شيئا ومع ذلك تحصل من خلاله علي مكاسب لا حصر لها. والغريب.. أن نجوم المسلسلات يعتقدون.. بل يتأكدون أنهم وصلوا للمشاهد لأنه يجاملهم بعبارات لا يدفع لها ثمنا.. اما الواقع فهو أن الست يسرا والاستاذة غادة عبدالرازق ومدام إلهام.. وغيرهن لا يقدمون أكثر من تسالي لا تخلو من استعباط يتقبله السيد المشاهد بصدر رحب.