في بداية الأمر قد يتخيل البعض أن الجمباز يقتصر علي بعض القفزات والخطوات المرنة، أو أنها رياضة استعراضية لا تحتاج مهارة أو قوة بدنية، ولكن الواقع عكس ذلك في مارسة الجمباز أصعب مما تبدو وتحتاج إلي تمارين شاقة منذ الصغر لاكتساب تلك القوة والمرونة والثبات. كل تلك العوامل توافرت في البطلة المصرية نانسي طمان ابنة الاسكندرية التي رفعت علم مصر عاليا علي منصة التتويج في دورة ألعاب البحر المتوسط بعد أن حصلت علي ذهبية حصان القفز بعد أن قدمت حركة (يوري شينكو دوبل تويست) وحركة (هاند سبرينج بيك هاف تويست) لتصبح بذلك ثاني مصرية تحقق هذا اللقب بعد اللاعبة فدوي عبداللطيف صاحبة ذهبية دورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت بتركيا 2013 ومن المفارقة أن نانسي شاركت في تلك البطولة منذ 5 سنوات وتأهلت لنهائي الفردي العام ولكن الاصابة منعتها من استكمال البطولة، ولكنها عادت بقوة وتدربت بجهد كبير لتحقق ما فاتها، بمساعدة مدربها الشخصي أحمد عبدالراضي الذي يرافقها في جميع البطولات المحلية والدولية طبقا للقرار الوزاري الذي ينص علي ذلك، وبمساعدة أشرف الشافعي وأماني جودة مدربي منتخب الجمباز. تأهيل نفسي وبدني تحدث أحمد عبدالراضي ل »أخبار الرياضة» وحكي عن كواليس هذا الانجاز الذي بدأ حديثه قائلا: بدأنا الاعداد البدني والنفسي لتلك البطولة منذ عام 2016 وبالتنسيق مع الدكتور ايهاب أمين رئيس اتحاد الجمباز، حيث كان من المقرر أن تكون العام الماضي ولكنها تأجلت حتي اتمام القرية الأوليمبية بمدينة تاراجونا الاسبانية، وقرر رئيس الاتحاد بعد اجتماعه مع عبدالراضي أن تتدرب اللاعبة بالمركز الأوليمبي بالمعادي وقدم لها الدعم المعنوي والتشجيع المستمر. وعن البطلة نانسي طمان يقول مدربها: »الجمباز متوارث في أسرة نانسي وهي لاعبة مجتهدة بالرغم من صغر سنها فهي تقف جنبا إلي جنب مع بطلات العالم الذين تتجاوز أعمارهم نصف عمرها وممثلي الدول التي تنافس بشدة في الجمباز مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا وتركيا». وشاركت نانسي في بعض البطولات المحلية والدولية تدربت بجهد كبير ولم تحصل علي اجازة الا أياما قليلة، ويقول عبدالراضي: »تمارين الجمباز شاقة وفي كرواتيا شاركنا في رمضان واصررنا علي المشاركة صائمين بالرغم من أن ساعات الصيام قاربت 18 ساعة». أزمة المايوه ويضيف أن من أصعب ما يواجه لعبة الجمباز الاصابات نظرا لخطورة تلك الحركات والقفزات، بالإضافة لقلة الدعم المادي بالمقارنة بالدول الأخري التي تسافر للبطولة قبل فترة لتأخذ وقتا كافيا للتمرين والاستعداد، كما أن ظروف البطولة كانت قاسية من حيث الاقامة والطعام والحر الشديد، والانحياز التحكيمي الواضح لتركيا ولاسبانيا صاحبة الأرض والجمهور. ومن أكثر ما يثير استياء لاعبي ومدربي وأولياء أمور الجمباز هو الهجوم الشديد عليهم بسبب ارتداء (مايوه) الجمباز وهو الزي الرسمي المحدد للعبة، حيث يقول عبدالراضي: »بدلا من الحصول علي التهاني والتشجيع لما حققته مصر فوجئنا بسيل من الشتائم علي صفحات التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام، وتم الزج بنا ضمن جدال ديني وسياسي نحن بعيدون عنه كل البعد»، وهي شروط الاتحاد الدولي والتي لن تتغير إلا أمام نجاحات مبهرة تحتاج للمزيد من الدعم، فقد استطاعت بعض الدول وفي مقدمتهم مصر أن تغير شروط رفع الأثقال والكرة الشاطئية حتي أصبحنا نري لاعبات محجبات ولكن ذلك جاء نتيجة انجازات اللاعبات وهو ما نسعي إليه. صانعو الانجاز وعن الخطة القادمة يقول عبدالراضي أنه تجري الاستعدادات حاليا للمشاركة في بطولتي كأس العالم سبتمبر القادم في المجر وفرنسا والتي لم تتأكد المشاركة بهما بعد، كما أن الفترة القادمة ستشهد بطولة العالم التي ستقام في الدوحة أكتوبر القادم ولكنهم مازالوا في انتظار الموافقة الأمنية لأنها بطولة هامة ومؤهلة للفرق التي ستشارك في أوليمبياد طوكيو 2020. وأبدي عبدالراضي تفاؤله من الاهتمام بالألعاب الفردية في الفترة القادمة، ولكنهم مازالوا بانتظار مكافآت الوزير لأن تكلفة الملابس وصيانة الأجهزة كبيرة، كما تقدم بالشكر لكل المساهمين فيما حققته نانسي وفي مقدمتهم الدكتور إيهاب أمين رئيس اتحاد الجمباز والمهندس أحمد طلعت نائب رئيس الاتحاد ورئيس البعثة في البحر المتوسط ونهاد زايد المدير التنفيذي، بالإضافة إلي الأجهزة الفنية وأعضاء مجلس الإدارة. ويخص بالشكر الدكتور حسن كمال طبيب البعثة في البحر المتوسط والجهاز الفني والاداري والمهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية وهشام نصر رئيس البعثة المصرية، وذلك لما قدموه من دعم معنوي وتشجيع مستمر حتي حققنا الذهبية.