كرة القدم لعبة جماعية بالتأكيد، لكن عند الحديث عن محمد صلاح نجمنا المصري البالغ من العمر 25 عاما، فهو يستحق أن يكون البطل الأول والاسم الأبرز بين لاعبي منتخب مصر، العائد إلي منافسات كأس العالم في روسيا 2018 للمرة الأولي بعد غياب 28 عاما، وأيضا الهداف الأول مع فريقه الإنجليزي ليفربول، الذي تطور هجوميا بشكل كبير هذا الموسم بفضل انضمام "مومو" إلي صفوفه خلال الانتقالات الصيفية السابقة، قادما من روما الإيطالي. محمد صلاح يعني لاعب مصري كافح في ملاعب أوروبا ليكون متواجدا وسط عمالقة اللعبة علي الصعيد العالمي، ليس المحلي والإفريقي فقط، فهو خلال 5 سنوات حقق المستحيل، وتحول من لاعب في العشرين من عمره خارج من فريق المقاولون العرب ليخوض أول تجربة في مسيرته داخل أوروبا مع بازل السويسري، وأصبح الآن اسما كفيلا بإصابة قلوب حراس المرمي والمدافعين بالرعب، بسبب خطورته داخل منطقة الجزاء. صلاح، رحل عن تشيلسي الإنجليزي بعد تجربة غير موفقة عام 2015، لأن المدرب وقتها جوزيه مورينيو لم يمنحه الفرصة الكاملة لإثبات قدراته، عاد بعد عامين إلي الدوري الإنجليزي من جديد "البريميرليج" لينافس علي لقب الهداف، فهو خلال 17 جولة سجل 13 هدفا، ليكون في المرتبة الأولي متفوقا علي مهاجم توتنهام هوتسبير هاري كين صاحب ال12 هدفا. الحديث الآن عن اهتمام ريال مدريدوبرشلونة بالتعاقد مع محمد صلاح خلال الانتقالات الصيفية لموسم (2018-2019)، وهي صفقة إن تمت ستكون تاريخية للنجم الشاب والكرة المصرية بشكل عام، لكن هناك بعض المهام أمام "مومو" عليه إتمامها لتكون الصفقة حقيقية، وليس مجرد شائعات وتقارير إعلامية. 1 الفوز بجائزة "الكاف" بداية محمد صلاح في الدوري الإنجليزي مع ليفربول كانت في أغسطس الماضي، أي أنه خلال 5 أشهر فقط، تحول النجم المصري من لاعب عائد إلي "البريميرليج" مشكوك في قدرته علي النجاح وسط البطولة القوية جدا علي الصعيدين الفني والبدني، إلي لاعب مهم جدا في صفوف فريقه وأحد أهم نجوم المسابقة العريقة. خلال 150 يوما، تصدر صلاح قائمة أهم نجوم القارة الإفريقية سواء المحترفين في الدوري الإنجليزي أو أي بطولة محلية داخل أوروبا، ونجح في الفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي خلال عام 2017، في استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية BB».. هذه الجائزة جعلت محمد صلاح أقرب بكثير من نيل اللقب الأهم في مسيرته الكروية كلاعب إفريقي، وهو جائزة الأفضل في إفريقيا ضمن جائزة الاتحاد القاري لكرة القدم، المقرر الكشف عن الفائز فيها يوم 4 يناير 2018 في حفل كبير يقام في العاصمة الغانية أكرا. أهمية اللقب فوز محمد صلاح بلقب أفضل لاعب في جائزة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، سوف تعطيه ثقلا كبيرا ليصبح ضمن الاهتمامات الحقيقية لدي إدارتي ريال مدريدوبرشلونة، خاصة أن عملاقي الكرة الإسبانية يهتمان دائما بالتعاقد مع الأفضل في العالم، وصلاح بالتأكيد واحد منهم. لم يحقق أي لاعب مصري لقب الأفضل في إفريقيا منذ أن فاز الخطيب بنفس الجائزة عام 1983، ومن بعدها عجز نجوم الكرة المصرية أمام تكرار هذا الإنجاز القاري. نجوم القارة هناك نجوم سبقوا صلاح في الفوز بجائزة الكاف كأفضل لاعب إفريقي وانضموا إلي الريال وبرشلونة، مثل الكاميروني صامويل إيتو، والتوجولي إيمانويل أديبايور، وكان هناك اهتمام حقيقي من ريال مدريد للتعاقد مع الإيفواري ديدييه دروجبا لكنه فضل تشيلسي الإنجليزي، وأيضا الجابوني أوباميانج الذي فاز بالجائزة عام 2015، كان قريبا من ريال مدريد وحتي الآن هو ضمن اهتمامات الفريق الملكي، وكان الجزائري رياض محرز قريبا بعد فوز بالجائزة عام 2016 قريبا من برشلونة لكن الصفقة تعثرت بسبب مبالغة ناديه ليستر سيتي في الشروط المالية. 2 الدور الثاني في مونديال 2018 أي صفقات للموسم المقبل (2018-2019) لن تتم إلا بعد نهاية منافسات كأس العالم "روسيا 2018"، فالأندية تفضل الإنتظار لما بعد المونديال لمراقبة اللاعبين حول العالم يمثلون 32 منتخبا في البطولة القوية، وسيكون حضور محمد صلاح بقميص منتخب مصر مميزا، بصفته أبرز لاعبي "الفراعنة" الذين يواجهون روسيا وأوروجواي والسعودية في المجموعة الأولي بالدور الأول لكأس العالم.لم يسبق لمنتخب مصر العائد إلي كأس العالم بعد 28 عاما أن وصل إلي الدور الثاني، وكان المشاركة الأخيرة للفريق في مونديال "إيطاليا 1990" فقيرا بتسجيل هدفا واحدا وحصد نقطتين من تعادلين، ولم يفز ويصعد إلي الدور التالي محتلا المرتبة الأخيرة في المجموعة بعد إنجلترا وجمهورية أيرلندا وهولندا. المباريات الودية لذا سيكون نجاح مصر في التأهل إلي الدور الثاني من كأس العالم في وجود محمد صلاح، دورا كبيرا في زيادة اهتمام ريال مدريدوبرشلونة بالنجم المصري خلال الانتقالات الصيفية، وأيضا سيكون لعدد الأهداف والأسيست الذي يقدمه صلاح في المباريات مع منتخب مصر عاملا مهما في تثبيت أقدامه. ستكون المباراة الأولي لمنتخب مصر أمام أوروجواي، ثم روسيا في الجولة الثانية، وأخيرا السعودية في الجولة الثالثة، وخلال عام 2018 قبل انطلاق المونديال، سيكون هناك مجموعة من المباريات الودية للمنتخب حيث يريد المدير الفني هيكتور كوبر لعب 5 وديات، منها اثنين في شهر مارس، و3 قبل السفر إلي روسيا مباشرة، وستكون أعين الأندية مسلطة علي لاعبي المنتخب علي رأسهم محمد صلاح. صلاح قال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية في تصريح طريف لكن يحمل حلما كبيرا للنجم المصري في المونديال: مصر يمكن أن تفوز بكأس العالم، رغم أن هذه المهمة صعبة علي مصر أو أي منتخب إفريقي. 3 هداف البريميرليج لم يسبق لأي لاعب عربي أن فاز بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز، الآن محمد صلاح بعد مرور ما يقرب من نصف الموسم متواجدا علي رأس الهدافين ب13 هدفا في 17 جولة، وينافسه بقوة كل من هاري كين الذي سجل 12 هدفا مع توتنهام، والثلاثي سيرجيو أجويرو وألفارو موراتا وورحيم ستيرلينج وكل منهم سجل 9 أهداف مع مانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر سيتي علي الترتيب. هناك الإيفوري ديدييه دروجبا أول لاعب إفريقي ينجح في الفوز بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو حقق هذا الإنجاز مرتين، الأولي في موسم (2006-2007) بعدد 20 هدفا، والثانية في موسم (2009-2010) ب29 هدفا، وصلاح الآن ينافس بقوة ليكون النجم العربي الأول والإفريقي الثاني صاحب لقب الهداف في البريميرليج. أمثلة تاريخية بالنظر إلي تاريخ هدافي الدوري الإنجليزي في المواسم السابقة، نجد أن الفرنسي تيري هنري هداف مواسم (2001-2002)، و(2003-2004)، و(2004-2005)، و(2005-2006) مع آرسنال، كان مصيره بعد ذلك الانضمام إلي برشلونة، وأيضا الهولندي رود فان نيستلروي هداف (2002-2003) انضم من مانشستر يونايتد إلي ريال مدريد، وكريستيانو رونالدو هداف موسم (2007-2008) مع مانشستر يونايتد انضم إلي ريال مدريد، ولويس سواريز هداف (2013-2014) مع ليفربول، انضم بعدها إلي برشلونة. إنجاز محرز وبالنسبة للقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، فظل عاجزا أمام أي لاعب إفريقي أو عربي، إلي أن جاء النجم الجزائري رياض محرز ليكسر العقدة ويفوز بالجائزة بعد نهاية موسم (2015-2016) بعد الفوز مع ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي لأول مرة في تاريخ النادي. ويأتي صلاح هذا الموسم ليكون من ضمن النجوم المرشحين للفوز بالجائزة بفضل مستواه القوي مع ليفربول، لكن هل يواصل الظهور في الملعب علي نفس الأداء حتي نهاية الموسم؟، هذا ما يجب أن يقاتل عليه صلاح ليكون علي رأس اهتمامات ريال مدريدوبرشلونة خلال الانتقالات الصيفية المقبلة.