ثواني قليلة غيرت تماما في مصير المنتخب السوري لكرة القدم الملقب في بلاده ب»نسور قاسيون»، هذا الفريق الذي أعاد بعض السعادة إلي قلوب أهالي سوريا الشقيقة، الذين يعيشون مرارة الحرب والقتال ضد الجماعات الإرهابية ونار الخلافات السياسية منذ عام 2011. من يصدق أن منتخب سوريا، الذي لم يلعب أي مباراة علي أرضه، ينجح في الوصول إلي الملحق الآسيوي في التصفيات المؤهلة إلي كأس العالم »روسيا 2018»، كان الفريق قريبا من الوداع عندما دقت الدقيقة 90 في المباراة الأخيرة للمجموعة الأولي أمام إيران، الفائزة بالنتيجة (2-1)، لكن هدف عمر السومة هداف الأهلي السعودي في الثواني الأخيرة، أعاد الروح والحلم من جديد، فتعادل سوريا جعلها ثالث الترتيب علي حساب أوزبكستان، لتواجه بذلك استراليا في ملحق قاري. امتلكت سوريا 13 نقطة، بالتساوي مع أوزبكستان، لكن المنتخب السوري تفوق بفارق الأهداف، حيث سجل 9 أهداف، وتلقت شباكه 8 أهداف، مقابل 6 أهداف للفريق الأوزبكي وعليه 7 أهداف. ينص نظام التصفيات في قارة آسيا أن يلعب ثالث المجموعتين الأولي والثانية في مباراتي ذهاب وإياب ( 5، و10 أكتوبر) لتحديد المتأهل إلي ملحق جديد، يلعب خلالها ممثل آسيا أمام صاحب المركز الرابع في تصفيات أمريكا الشمالية »الكونكاكاف» ، وسيكون ذلك خلال يومي (6، و14 نوفمبر)، بحيث يٌقام الذهاب في أمريكا الشمالية، ويُقام الإياب في آسيا. مشوار المعاناة يمكن وصف مسيرة منتخب سوريا في تصفيات المونديال ب»مشوار المعاناة»، فالفريق تحت قيادة المدير الفني أيمن حكيم خاض 18 مباراة منذ بداية التصفيات حتي المباراة الأخيرة أمام إيران، ولم يلعب أي مباراة علي أرضه بسبب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا» للحفاظ علي سلامة الفرق المنافسة لسوريا، نتيجة وجود حروب وصراعات عسكرية داخل البلد العربي الشقيق. لعبت سوريا المباريات المفترض أنها علي أرضها في عمان (4 مواجهات) أمام اليابان فخسرت (3-صفر)، وأفغانستان وفازت (5-2)، وهزمت كامبوديا (6-صفر)، وتفوقت علي سنغافورة (1-صفر)، وكانت هذه المباريات في المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية، حيث كانت سوريا تنافس في المجموعة الخامسة ونجحت في التأهل ضمن أفضل 4 فرق تحتل المركز الثاني، بجانب الإماراتوالصين والعراق، وتصدرت اليابان مجموعتها ب22 نقطة، بفارق 4 نقاط فقط عن سوريا. في الدور النهائي للتصفيات الآسيوية، كانت ماليزيا مستضيفة لمباريات سوريا علي أرضها، حيث خاضت (5 مواجهات)، فتعادلت سلبيا أمام كوريا الجنوبية، وأمام إيران بنفس النتيجة، وتفوقت علي أوزبكستان (1-صفر)، وتعادل مع الصين (2-2)، وهزمت قطر (3-1). أم الدنيا خلال الأيام المقبلة سوف يحدد المنتخب السوري أين يلعب مباراته علي أرضه أمام استراليا في الملحق الآسيوي، وهناك أصوات داخل مصر طالبت السوريين بخوض اللقاء المصيري في »أم الدنيا»، وسيكون هناك دعم جماهيري كبير للفريق العربي الشقيق علي أي ملعب تقام عليه المباراة. لكن هذه الطلب يواجه عراقيل تتعلق بعدم قانونية لعب مباراة في التصفيات خارج القارة الآسيوية، وهذا رأي يدعمه خبير اللوائح والقوانين محمد فضل الله، لكن المؤكد أن الاتحاد الآسيوي سوف يتخذ قراره النهائي خلال الساعات المقبلة، وستكون قلوب الجماهير المصرية والعربي مع سوريا، في مشواره الهامة للوصول إلي كأس العالم للمرة الأولي في تاريخها.