بعيداً عن نتيجة موقعة رادس، حقق منتخب مصر الوطني لكرة القدم بالفعل مكاسب وفوائد كبيرة للغاية قبل استئناف مشواره بتصفيات بطولة كأس العالم (روسيا 2018) بمواجهته مهمتين من العيار الثقيل ضمن مواجهات المجموعة الرابعة بالتصفيات أمام أوغندا بكمبالا ثم بمصر في المرحلتين الثالثة والرابعة مع أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر المقبلين. وسوف تلعب نتيجتهما دوراً كبيرا في تحقيق حلم الوصول إلي المونديال بالنسبة بعد غياب 28 عاماً منذ ايطاليا 90 حيث تتصدر مصر مجموعتها ب 6 نقاط وتأتي أوغندا في المركز الثاني ب 4 نقاط ثم غانا بنقطة واحدة وأخيرا الكونغو بدون نقاط. ترابط والتزام من بين أبرز فوائد ومكاسب رحلة تونس الترابط القوي الذي دائما ما تزيد نسبته بين اللاعبين مع المستوي الإنساني في الملعب وخارجه والذي كان كوبر وجهازه المعاون عاملاً مهماً في تكوينه وتطويره منذ بداية تولي كوبر، وأيضا رغبة اللاعبين في أنفسهم في تحقيق وتطوير هذا الجانب من أجل صنع تاريخ جديد لهم ولوطنهم وللكرة المصرية. يعد أقوي تأكيد علي تعتيم كوبر للاعبي مصر في الجيل الحالي الشكل والمظهر الحضاري الذي ظهر عليه اللاعبون جميعاً في تونس وكذلك في معسكر برج العرب وأدي ذلك إلي اشادة الجميع بهم في تونس مصريين وتونسيين. ويزيد من الامر ايجابية وروعة مدي الاحترافية التي وصل إليها اللاعبون المنضمين للمنتخب في الملعب وتحقيق عنصر الاتزان والالتزام برغم الضغوط التي يواجهونها في أنديتهم وأمام المنافسين من الفرق والمنتخبات وكذلك أمام الجماهير بالداخل والخارج وأقوي دليل علي ذلك تحقيقهم بقيادة كوبر ورفاقه أكبر عدد من الانتصارات الرسمية والودية خارج مصر وداخلها برغم الضغوط والظروف الصعبة. ومن بين الظواهر الطيبة لهذا الجيل أيضا كثرة عدد اللاعبين المحترفين مقارنة بعدد المحترفين الذين كانوا ينضمون للمنتخب في السابق، حيث وصل حاليا عدد المحترفين الذين تدور اختيارات كوبر حولهم بشكل رئيسي إلي حوالي 16 محترفا، وذلك في نفس الوقت الذي تسبب فيه ذلك إلي زيادة عامل المنافسة من لاعبي ونجوم الدوري العام للصراع علي حجز أماكن لهم بالمنتخب مقارنة بالمحترفين. وبالإضافة إلي ذلك فإن المحاضرات الاخيرة معسكر برج العرب وتدريبات ومباراة استاد رادس شهدت تعاهد نجوم الفراعنة علي بذل المزيد لتتواصل رحلة التألق للوصول إلي أمم الكاميرون والمونديال واعتبار أن مشوار هاتين المنافستين القويتين مشوار واحد ويتطلب محاربين ومقاتلين لصنع تاريخ جديد لهذا الجيل ولبلادهم مصر وللكرة المصرية ولتكن البداية لهذا الطريق والطموح أمام منتخب أو الملقب بفريق طيور الكركي أو الرافعات.