جمال الزهيري في مصر كلها وبين جميع المصريين كباراً وصغاراً وفي كل قري ونجوع ومدن مصر إلا عن حلم »العودة«! العودة كلمة كبيرة رغم بساطتها وتضرب في كل المواقع.. فأولاً لابد من عودة النشاط الرياضي التي أصبحت لا غني عنها من أجل صورة مصر بين الأمم والدول التي تري مصر فوق الجميع بسبب حضارتها الضاربة في أعماق التاريخ.. وعندما أتحدث عن عودة النشاط الرياضي لا أعني بذلك عودة الألعاب أو الثني والمد- كما يحلو للبعض أن ينظر للرياضة- ولكني أعني بها الرياضة كمظهر حضاري يعبر عن الاستقرار والهدوء في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية.. وأرجو أن تكون مباراتا الأمس مشجعتين للسلطات الأمنية علي اتخاذ قرار العودة، والذي يتمثل في كأس مصر كبداية لعودة الدماء للسريان في عروق مصر، وهو ما يعني أننا يجب أن نتخذ القرار الذي أعلم مدي صعوبته وفي نفس الوقت مدي أهميته وضرورته. وقبل أن استطرد في حديثي.. لا أتمني أن يزايد أحد علي ما أقول.. فعودة النشاط والحياة للملاعب الرياضية ليست مرادفاً لنسيان حقوق ضحايا وشهداء مذبحة ستاد بورسعيد المروعة.. فهذه نقرة وتلك نقرة.. ولا بديل عن عودة حقوق الضحايا الأبرياء الذين اغتالتهم الأيادي القذرة غدراً. ومع الحلم الذي أعيشه بعودة الحياة للملاعب.. أحلم أيضاً بالتأكيد أن يعود الأمن والأمان إلي سابق عهدهما قبل أن يركب بعض ضعاف النفوس الموجات العالية التي أعلنت ثورة يناير المجيدة تبرؤها منها مراراً وتكراراً. وعندما أتحدث عن عودة الحياة للملاعب لا أميل للمطالبة بذلك، بدعوي أن كثيراً من القطاعات تعطلت بسبب التوقف لأنني لا أحب أن يربط البعض بين مطالبتي بعودة النشاط لأسباب سامية ومحترمة وبين أغراض دنيئة شخصية لبعض المستفيدين الذين يأكلون جاتوه وليس عيش من الرياضة كالرعاة وتابعيهم وسماسرتهم أو لاعبي الصف الأول الذين امتلأت حساباتهم في البنوك أو بعض مقدمي البرامج ممن استمرأوا الحديث عن العودة بعد أن تأثرت دخولهم اليومية من هذا التوقف. الحديث عن عودة الحياة للملاعب أكبر من كل هذه الدعاوي.. وهو حديث لا يفهمه المستفيدون والمسترزقون من الرياضة وكرة القدم بشكل غير مسبوق.. وهم أنفسهم بالتأكيد في مقدمة أسباب التعصب ونشر الكراهية والحقد في الوسط الرياضي بل في المجتمع ككل. أما (العودة) الوحيدة التي يرفضها المصريون فهي بلاشك (ريحة) أي شيء يمت للنظام الفاسد السابق بصلة. أحمد حسن وهو نجم كروي لا يستطيع أحد التشكيك في روعة مشواره الكروي ولا إنجازاته الكبيرة في عالم الساحرة المستديرة.. ولكنني لاحظت خلال الأيام القليلة الماضية أنه فتح (ع الرابع) حنفية الشكوي من لا شيء والهجوم القاسي علي الإعلام بدون مبرر.. فأحمد حسن نال أكثر مما يحلم به أي لاعب كرة قدم، وكما أعطي للكرة المصرية الكثير نال منها أكثر بكثير مما أعطي، ولا أعتقد أن الإعلام قصّر في لحظة واحدة معك يا ابوحميد طوال السنوات الطويلة الماضية.. راجع نفسك فالرجوع للحق فضيلة.