لن يغمض لنا جفن .. و لن يهنأ لنا بدن .. و لن نستطعم لقمة في فمنا طالما حق الشهيد لم يعود .. اصبح هذا هو دستور جماهير الاهلي بل وكل الجماهير المصرية بعد ان وحدت الوانها في لون دم الشهيد الطاهر، و نحت بالوان التعصب جانباً وامام اطهر ساحة القضاء تجمعت روابط الالتراس علي قلب رجل واحد .. قلب الشهيد مطالبة بالحق و القصاص ، رافضة التطنيش ، و التطويل الذي يلعب به البعض ، و النفخ في الفتنة التي يبرع فيها الاخرون، او حفنة من نواب البرلمان الذين تركوا ساحة التشريع و الدستور ليلعبوا في ساحة الكرة . رحب الالتراس في تجمعهم التاريخي الذي تناقلت اخباره وكالات الانباء العالمية و العربية ، بقرار القضاء في احالة 73 متهماً للقضاء العالي ، و امام نفس الساحة اكد الالتراس بانهم راضون باحكام القضاء العادل و لكنهم يرفضون من يحاول الزج بمعلومات خاطئة ، او من يحاول جعل القضية تطول في المحاكم لتنسي اهالي الشهداء و الضحايا . و كانت اوراق القضية التي تجاوزت عشرة الاف ورقة قد كشفت ان تقرير الطب الشرعي الذي اعد عن كارثة مباراة الاهلي و المصري باستاد المصري بتاريخ 1فبراير الماضي و التي راح ضحيتها 74 قتيلا و254مصاباً ان اسباب الوفاة اما بسبب إلقاء عدد من مشجعي النادي الأهلي من أعلي المدرجات، وأن السبب الرئيسي في وفاة القتلي هي حالة الترويع والبلطجة التي قام بها الجناة، وما أحدثته من فزع وترويع وتزاحم لجماهير الأهلي ومعظمهم من الشباب في مقتبل العمر مما نتج عنه وفيات بسبب الدهس تحت الاقدام حيث أرجع وجود حالات اختناق نتيجة اسفكسيا اعاقة حركة الصدر التنفسية الناتجة عن الدهس، أو إعاقة حركة الصدر التنفسية علي نحو ما قد يحدث من جراء السقوط نتيجة التدافع أو التزاحم في مكان ضيق نسبياً. واثبت الطب الشرعي إصابة بعض الجثث باشتباه كسر بقاع الجمجمة واشتباه كسور شرخية بقبوة الجمجمة، وظهر ببعض الجثامين مظاهر اصابات حيوية تراوحت بين السحجات والكدمات بالرأس والجذع، وجروح قطعية نتيجة الاحتكاك بسطح خشن والمصادم بأجسام صلبة، إلا أنه لم يوجد أية إصابات طعنية. وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن حادث إستاد بورسعيد كان مدبراً من جانب بعض روابط مشجعي النادي المصري، وبعض الخطرين ومحترفي العنف والبلطجة، حيث إن الإستاد كان ممتلئا بالأسلحة البيضاء مختلفة الأنواع ومفرقعات، وأن قطع الإضاءة عن أرض الإستاد كان متعمداً. و قد شملت جنبات ملف التحقيق 73 متهما في أحداث بورسعيد ، من بينهم تسع قيادات أمنية سابقة ببورسعيد، وتشمل مدير الأمن ونائب مدير الأمن وقائد الأمن المركزي، ومساعد مدير الأمن المسئول عن أمن الملعب، ومساعد مدير الأمن المشرف علي مدرج الأهلي، والضابط المسئول عن البوابة الخاصة بمدرج مشجي النادي الأهلي، والمدير التنفيذي للنادي المصري ومهندس الكهرباء المسئول عن قطع التيار عن أبراج الإضاءة بالإستاد عقب بدء الأحداث، كما أمرت النيابة بضبط وإحضار سبعة من المتهمين الهاربين وحبسهم علي ذمة القضية وحملتهم النيابة المسئولية الجنائية عن جميع نتائج هذا الحادث لتسهيلهم دخول أعداد غفيرة إلي الإستاد، تزيد علي العدد المقرر ودون تفتيشهم وعدم منع دخول الأسلحة والمعدات التي استخدمت في المذبحة، وسماحهم بتواجد الجناة داخل الملعب بالقرب من مدرج جمهور النادي الأهلي وتركهم يحطمون أبواب وأسوار الملعب، وإحجامهم عن حفظ الأمن وحماية الأرواح ومنع وقوع الجرائم.