منذ سنوات طويلة.. تحولت مباراة الأهلي والإسماعيلي إلي لقاء قمة، لايقل قيمة أو أهمية عن كرنفال الأهلي والزمالك. وبغض النظر عن موقع الفريقين في جدول الدوري، فإن المباراة تأخذ نفس الاهتمام. المدهش والعجيب.. أنه حتي لو جمع بين الأهلي والإسماعيلي منافسة من أي نوع.. أو جرت بدون جمهور، كما حدث في اللقاء المؤجل بينهما، ليظل الاهتمام قائما، وتبقي الأضواء مسلطة عليهما، ويستمر الحديث عن سيرها، وعن نجومها لفترة طويلة. الأهلي.. أهلي.. والإسماعيلي.. اسماعيلي فريقان كبيران بمعني الكلمة، واذا كان الأهلي هو الاكثر بطولات وانجازات.. وشعبية في مصر.. فإن الإسماعيلي يحتفظ دائما بلقب الفريق الذي يمتع، حتي لو كان رصيده من البطولات لايتناسب مع روعة ادائه. والواقع.. أن الطريق للقب الدوري لابد أن يمر عبر المواقع الكبري، وإجتيازها، وبالعودة إلي الخلف يلمس المرء أن الأهلي والإسماعيلي لهما معا صولات وجولات عديدة.. وكم من لقاء بينهما دفع ببطولة إلي هذا الطرف أو ذاك. بل أن درع الدوري لم يحسمه أحيانا إلا مباراة فاصلة بينهما. هي قمة حقيقية، وربما كانت مثيرة بلون مختلف عن قمة الأهلي والزمالك. فارق كبير بين أن تجري مباراة بين الأهلي والإسماعيلي في ظل تواجد جماهيري كثيف، وبين أن تجري بلا جمهور، وبطريقة سرية. الفارق ليس في الجانب الحماسي والنفسي الذي ينتقل من المدرجات إلي الملعب، ولكن في الشكل الذي يمكن أن يكون جماعيا وحضاريا أمام من يتابعون المباراة، سواء في مصر أو خارجها. ولعل الأمر المحزن والمؤسف في غياب الجماهير، يعود إلي الجماهير نفسها، لأنها هي التي انفعلت وخرجت من اللوائح فتسببت في عقوبة علي ناديها، وهو الأهلي.. واذا لم نتعلم الدرس، ومعها جماهير الزمالك والإسماعيلي وغيرها، سيظل المشهد مؤلما، لأن كرة القدم بدون مشجعين تفقد الكثير من بريقها ورونقها. سئل نهاد جريشة حكم مباراة الأهلي والإسماعيلي عما اذا كان غياب الجماهير أفضل له.. أو الحضور الكثيف.. توقعت أن يأتي رد نهاد: غياب الجمهور »أريح«، واذا به يفاجئني بالعكس، حين قال: »وجود الجماهير أفضل بالنسبة لي.. وأحسن من كل الوجوه«. يارب يكون نهاد صادق في كلامه.
أجمل ما في لقاءات الأهلي والإسماعيلي أنك لاتتوقع نتيجتها، ولكن متأكد تماما من سخونتها .. ومبروك فوز الأهلي الصعب.