من بين 121 لاعبا ولاعبة في بعثة مصر بدورة ريو 2016. لم تكن البنت زي الولد، كانت أفضل حصادا وأقوي تمثيلا وأكثر سعيا للتفوق. والاقدر علي بث الفرحة وتحقيق الحلم واطلاق الزغرودة.. ومن بين ثلاث ميداليات، برونزية، عادت بها بعثة مصر الاوليمبية كان للبنت حظ أفضل برونزيتان للرباعية سارة سمير والبطلة وهداية عبدالملاك لاعبة التايكوندو، بينما كانت برونزية الرجال الوحيدة للرباع محمد ايهاب.ولان بنت مصر الاوليمبية اصبحت احسن من الولد فقد جادت الايام الاخيرة ايضا بابتسامة اوليمبية عريضة للرباعة المصرية عبير عبدالرحمن واهدتها الاقدار ونتائج تحليل المنشطات لبطلات من الصين واوكرانيا، ميداليتين برونزيتين للبطلة المصرية عن دورتي 2008 في بكين و2012 في لندن لتواصل عبير حصاد بنات مصر الذهبي. اشجع بنت في مصر وضحكتها الأولي في اولمبياد البرازيل كما وصفها ابطال الأثقال بعد مخاطرتها وحملها 12 كيلو زيادة عن ارقامها .الطفلة المعجزة سارة سمير بنت مدينة الإسماعيلية التي لم تتجاوز ال 18 ربيعا ابسط مما يتخيل البعض بكثير، بنت مصرية شديدة الهدوء ودمثة الخلق عندما تشاهدها للوهلة الأولي لا تتخيل مطلقا من ملامحها شديدة الطيبة والبساطة ان هذه هي من زلزلت قاعة الأثقال في ريودي جانيرو وعرضت حياتها للخطر بعدما حققت معجزة وحملت 12 كيلو زيادة عن أرقامها لتحقق البرونزية وميدالية انتظرناها جميعا بفارغ الصبر وسط بطلات العالم اللاتي وقفن منبهرات امام قوتها وصغر سنها، حاورتها »الأخبار» بعد عودتها من البرازيل لتكشف معها كواليس الفوز ولحظات الرعب والترقب والفرحة والمشاعر المتضاربة وتدخل مع البطلة في أماكن عميقة لم تتحدث فيها من قبل وتشرح لجمهورها كيف بدأت علاقتها بالرياضة وتتعرف علي طموحها المستقبلي.. وللعلم سبق لسارة تحقيق ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب التي اقيمت منذ عامين في الصين.. بالإضافة إلي انجازت بالجملة علي الصعيد الإفريقي. منذ متي بدأتِ ممارسة رفع الأثقال ؟ بدأت ممارسة رفع الأثقال منذ 8 سنوات وشجعني ابي واخي محمد سمير الذي كان يصطحبني معه للمران وبعدها بدأت مسيرتي مع البطولات بعدما أحببت اللعبة وأخلصت لها وهي لم تبخل علي بتوفيق من الله ومنحتني بطولات واشياء اخري جميلة اهمها حب الناس. شاهدت زملاء لكِ ينهارون نفسيا امام الأثقال من ضغوط المنافسة كيف تعاملت مع ذلك رغم صغر سنك ؟ بالفعل كنت مضغوطة جدا ومنذ وصولي إلي القرية الأولمبية بالبرازيل طاردتني الهواجس وإحساس البطولة وأصابتني بالرعب وخسرت 10 كيلو جرامات من وزني من كثرة التفكير والقلق خاصة ان الآمال كانت معقودة علي في إحرازي ميدالية وكنت اخشي ان اخذل كل من دعمني ، وكاد فقدي لوزن كبير ان يسبب لي مشكلة في الميزان يوم البطولة لولا تدخل الكابتن خالد قرني مدربي وأعطاني كمية كبيرة من الغذاء والسوائل لرفع ميزاني سريعا. لهذه الدرجة الخوف.. وكيف تعاملتِ مع الموقف ؟ أكثر من ذلك وأصعب مما يتخيل البعض، كنت لا أنام من شدة الخوف والقلق وكنت أحاول تهدئة نفسي بالقرآن والدعاء ولكن عندما دخلت المنافسات تحول ذلك بفضل الله إلي عزيمة وإصرار علي الفوز. ما هي حكاية مغامرة ال 12 كيلو الزيادة التي قررت حملها ؟ أكبر وزن حملته قبل البطولة كان 243 كيلو في المجموع ولكن عندما اشتدت المنافسات وصعدت ارقام المتنافسات وجدت اني لابد ان أخاطر وأحمل 255 كيلو لأضمن الدخول وسط الميداليات وهو ما تحقق بفضل الله. ولكن سبق وأن حققتِ انجازات كبيرة منها ذهبية اولمبياد الشباب في الصين واستقبلك الرئيس استقبال الأبطال ؟ الوضع مختلف تماما في اولمبياد الشباب كرمني الرئيس السيسي والوزير خالد عبد العزيز وهو شرف كبير طبعا لكن اكتشفت ان الفرق شاسع بين اولمبياد الشباب والكبار ففي اولمبياد الشباب اشتهرت في الإسماعيلية والعزبة وهي المنطقة التي اسكن بها اما في ريودي جانيرو فمصر كلها عرفتني ولا أبالغ لو قلت والعالم. ما اللحظات التي لا تنسينها وقت التتويج في البرازيل ؟ فرحة من حولي في البعثة المصرية وصوت والدتي عبر الهاتف وأخي محمد الذي اعتبره مع والدي رحمه الله ووالدتي شركائي في النجاح ،أبي بشكل خاص ضحي كثيرا من اجلي وكنت اتمني ان يكون معي وقت التتويج ..ومن المشاهد المؤثرة أيضا دموع وزير الرياضة المهندس خالد عبد العزيز التي أشعرتني بحجم الإنجاز. حققتِ برونزية في البرازيل وأين الذهب ؟ الذهب بإذن الله في طوكيو 2020 وادعوا الله ان يبعد عني شر الإصابات فقط والأمر سيختلف وقتها لأنه مازال امامنا اربع سنوات قادمة. هل توقعت الميدالية ام احرزت بالصدفة كما يلوح البعض ؟ بفضل الله توقعت وخططت لميدالية ولعبت عليها من اول المنافسات وأنا بطبعي اعشق التحديات وكان عندي إصرار قوي علي إحراز ميدالية ولا يوجد صدف في الأولمبياد ملتقي الأبطال من جميع انحاء العالم.