في أقصي الجنوب قررت سيدة أسوانية إحياء فكرة الرياضات النسائية، لم تجعل تفكيرها قاصرا علي كرة القدم بل طورته ليشمل كرة السلة واليد وغيرها من الالعاب، شعرت بالحزن لأن العديد من فرق كرة القدم النسائية لم تعد موجودة بعد ان كانت مزدهرة نسبيا في الثمانينات. لهذا أنشأت أول أكاديمية من نوعها بالمحافظة لتدريب الفتيات علي جميع أنواع الرياضة. تقول فردوس عكاشة 40 عاما: جاءتني الفكرة من رؤيتي لأسوان أنها محرومة من هذه الانشطة رغم ان هذه الرياضات كانت منتشرة بها فقد كنت شخصيا ألعب كرة يد وأسافر مع فرقتي لوجه بحري للمنافسة، إلا أن الوضع تغير ولم تعد معظم فتيات اسوان وسيداتها يجدن متنفسا مخصصا لهن لذا فإن هدفي هو نشر ثقافة الرياضة النسائية من إدفو بشمال أسوان إلي ابوسمبل بجنوبها دون ان اركز علي كرة القدم فقط بل اهتم بكرة اليد والسلة ايضا وغيرها من الالعاب الرياضية. وتضيف قائلة لقد سافرت للقاهرة عدة مرات كمشرفة اثناء مشاركة ابنتي في بطولة الجمهورية لالعاب القوي، وحينها قابلت د. سحر الهواري رئيس اتحاد الكرة النسائية، وجلست معها لمعرفة كيف يمكن البدء في الصعيد وبعد حوار طويل اكتشفت ان التقصير منا وليس من بناتنا، فقررت تنفيذ نصائح د.سحر حيث أوصتني بالتحرك للمدارس والمعاهد والجامعات لجمع فتيات وعقد بروتوكولات مع هذه الجهات الا اني لم اجد اي اقبال من مديرية التربية والتعليم أو الشباب والرياضة. وتؤكد فردوس التي اعتادت الفتيات بمناداتها »كابتن بوسي» انها لم تستسلم بل سعت للاعلان عن اكاديميتها بين صديقات بناتها، وبالفعل تم تكوين فريق من 12بنتاً خلال فترة قصيرة، واستعانت بأحد المدربين المتطوعين معها للبدء في التدريب علي كرة القدم. وتواصل: لا أسعي وراء الشهرة بل اهدف لفتح مجال لكافة بنات اسوان يستطعن خلال اجازة الصيف التنفيس عن طاقاتهن في مدينة صغيرة وسائل الترفيه بها محددة، لذا بادرت سريعا بتسجيل ورق الاكاديمية في منطقة الكرة باسوان وبالفعل اصبحت لدينا أول اكاديمية للالعاب النسائية بالمحافظة وبدأت بتحديد اشتراك شهري وحينها بدأ العدد في التزايد عندما اكتشفت الفتيات أن الرسوم رمزية، يتم توجيهها لتأجير الملعب وحجرة لتكون مكتبا لحفظ اوراق تسجيل الفتيات. وقد استعانت بالكابتن عبداللطيف امام مدرب مساعد المنتخب الوطني لكرة القدم سيدات والذي لبي دعوتها ومكث اسبوعا بأسوان لتدريب الفتيات ومقابلة أولياءالأمور، الذين تحمسوا للفكرة وشجعوا بقية الفتيات عقب رؤية المتخصصين بالاكاديمية. أكد الكابتن عبداللطيف امام ل »الأخبار» ان الكرة النسائية شيء جديد نسبيا في الصعيد لكنها اصبحت مقبولة بدليل ان هناك فرقا كاملة باسيوط وسوهاج وقنا. وعن رحلته لاسوان قال: »بتدريبي للفتيات وجدت عناصر مبشرة جدا خاصة بالناشئات من مواليد 2002 و2003 فلديهن فرصة كبيرة للانضمام لمنتخب 2001 ومنتخب تحت 20 سنة، والمنتخب الأول.