هو شخص متواضع هاديء يعرف بالتحديد مشكلات كرة القدم، وكيف يمكن علاجها، فاز بمقعد رئاسة فيفا بعد معركة انتخابية "حامية الوطيس" مع الشيخ سلمان بن ابراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم... هو جياني اينفانتينو، السويسري من أصل ايطالي الذي يجيد 8 لغات، والذي سحر القلوب بكلمته لكونجرس فيفا، قبل دقائق من الانتخابات، فنجح في اعادة تقديم نفسه كرئيسا جديدة لحقبة يتوقع أن تكون مليئة بالتحديات بالنسبة للاتحاد الدولي للعبة الشعبية الأولي في العالم، أخبار الرياضة التقت بجياتي اينفانتينو في سويسرا بعد يومين من حسم السباق لعرش رئاسة فيفا، ودار الحوار التالي.. مصر »قيمة كبيرة» وأنوي زيارتها قريبا نعم تحدثت مع بلاتر وبلاتيني في هذه الأمور الزميل معتز الشامي يحاور إينفانتينو بعد نجاحه زوجتي وعائلتي دعموني بقوة لخوض سباق الترشح للفيفا رغم خوفهم من عدم تواجدي الانتخابات لن تفرق بيني وبين سلمان وابن الحسين أمتلك أفكار كثيرة لتطوير الكرة في القارة السمراء وماهي الأسباب التي أدت إلي أنك حسمت الفوز برئاسة الفيفا؟ -أعتقد أنها كانت مرحلة ممتعة، لقد استمر السباق 4 أشهر سافرت فيها عبر العالم، لقد شاهدت مسئولي اتحادات وطنية، يمرون بظروف صعبة للغاية مع اللعبة، وهو في أشد الحاجة للدعم المساندة، هم يقودون اللعبة لأنهم يعشقون كرة القدم، ليس لأن لديهم مكاسب شخصية منها، وهذه النماذج أشعرتني بمدي قيمة ورروعة اللعبة، وبأنها تتغلغل في النفوس، والكل يعشقها، أنا عشاق لكرة القدم، ويجب أن أساعد هؤلاء الناس، وهو ما منحني الطاقة لاستكمال المسيرة.. 150 دولة زرتها، ورأيت كرة القدم وشغف التعلق بهذه اللعبة، سأعمل علي تقديم يد المساعدة للدول التي تمتلك الخامات الجيدة وقادرة علي التطور، ولكن تحتاج لمن يضع لها الرؤية ويسخر لها الخبرات، فيفا سيتعاون مع الجميع، وأمامي مهمة صعبة للغاية هي توحيد العالم خلف فيفا، بعد سلسلة من الاتهامات والفساد. متي كانت اللحظة الفارق في اتخاذك لقرار خوض السباق الانتخابي؟؟ -حدث ذلك قبل 5 أشهر، لم يكن من ضمن أحلامي أو حتي "كوابيسي"، اتخاذ قرار الترشح للسباق الانتخابي لرئاسة الفيفا، لكن بعد كثرة مسلسل الفضائح، واستمرار مشكلات هذا الكيان، وقرارات لجنة الأخلاق قلت لنفسي، كفي كل ذلك". وتابع "كان من الممكن ان اتمسك بمنصبي كأمين عام للاتحاد الدولي، والتركيز علي يورو 2016 في فرنسا يونيو المقبل، وأن أشاهد كل شيء من حولي ينهار بالاتحاد الدولي، لكني لم أستطع ذلك، الموقف كان صعبا، وفي تلك المواقف الصعبة، يجب ان اكون قائدا، اتحمل المسئوليات، وأتحرك بكل قوة علي الأرض، كان يجب أن أفعل شيئا، لذلك تحدثت مع أعضاء الاتحاد الاوروبي، وخارج اوروبا ايضا فكان قراري بالترشح". وأكمل "كان يجب أن يتصرف كل مسئول عن تلك اللعبة، لم أكن أتحمل الاكتفاء بالمتابعة فقط لما يحدث، وأظل صامتا بلا تحرك، حتي لو قال الناس أنني من اتحاد قاريء مستقل، يتمتع بقوة وحصانة مالية وامكانيات مرتفعة، لكن هذا امر ليس صحيح، فالأمر يتعلق بكرة القدم، التي يجب انقاذها، ويجب اعادتها للواجهة". كيف ستحل أزمة تشفير المونديال خصوصا علي الدول الفقيرة؟ -بالفعل أري أن مسألة حل مشكلة التشفير لمباريات كأس العالم، يجب ان تشغل حيزا من تفكيرنا في مشكلة تحتاج لأن نلقي عليها الضوء وأن نهتم بها نحن في الاتحاد الاوروبي نسمح بمتابعة بعض مباريات دوري الأبطال وكأس أمم أوروبا علي القنوات المفتوحة، فالأمر يجب أن يتعلق بمنح عشاق اللعبة متعة متابعة المنتخبات والبطولات الكبري بعيدا عن التليفزيون المدفوع والقنوات المشفرة، بالتأكيد ستكون هناك. كيف تري علاقاتك بمصر، وباقي الدول العربية في شمال افريقيا؟ -بالتأكيد مصر دولة مهمة، وهي لها قيمة كبيرة في الكرة العربية والافريقية، وأنا لست غريبا عن المنطقة العربية، فزوجتي لبنانية عربية، وأسرتي تحب الاقامة بين دبي وبيروت، علاقتي قوية وجيدة بالامارات أيضا، التي تعتبر بيتي الثاني، ومستقبلا سيكون لي زيارات لعدة دول عربية، وسأكون حريصا علي بناء علاقات قوية في مصر وافريقيا، باقي دول المنطقة، وأتطلع لزيارة القاهرة بكل تأكيد. وأكمل "لدي اعداد كبيرة من الداعمين والمؤيدين بمختلف دول العالم، لقد ربحت الكثير من خلال زياراتي لعدة دول بالعالم، عبر الدخول في حوار مباشر وجها لوجه، مع رؤساء اتحادات في أكثر من 150 دولة زرتها بالكرة الأرضية، كانت رحلات ممتعة بالفعل، أشعر بالثقة الكبيرة الأن، خصوصا بعد الأراء التي سمعتها لذلك أنا سعيد للغاية". البعض يري أنك لاتتمتع بالخبرات الكافية للقيام بمهام رئيس الفيفا؟؟ -لدي خبرات كبيرة للعمل كأمينا عاما للاتحاد الاوروبي لكرة القدم، صحيح أنني لم أخض تلك الانتخابات من قبل، ولكن كانت كلمة السر بالنسبة لي، هي قدرتي علي مخاطبة الناس، وعن الحديث عن كرة القدم". وتابع "عندما تتحدث عن الفيفا الأن في كل دول العالم، تري الجميع يربطونه بالفساد والمال، والمشكلات والمختلفة، لكن لا أحد يتحدث عن كرة القدم، لذلك يجب ان يعود الفيفا مجددا للحديث عن كرة القدم، وهنا أعتقد أن الجميع استمع لي، لأنني تحدثت كثيرا عن كرة القدم، وعن اصلاح تلك المنظومة، وهي أهم مهمة بالنسبة لي، أن أعيد الهيبة للفيفا". وأكمل "خضت الانتخابات بفلسفتي الخاصة التي تعتمد علي الصراحة والوضوح والهدوء ايضا وعدم التوتر، وهو ما جلب لي الدعم الكامل من اتحادات قوية للغاية، الآن انا قادر علي جمع المزيد، من الثقة وانتظر توحد الجميع خلفي، لأنني سأعمل من أجل رفعة كرة القدم، ومساعدة جميع الاتحادات الوطنية في العالم. عائلتك ووالدتك كانت ترفض ترشحك للفيفا، فهل لازالت كذلك؟؟ -أمي وعائلتي بالكامل، دعموني بقوة لخوض ذلك السباق، هي كانت خائفة تماما علي في بداية الحملة الانتخابية، لرغبتها في توفير الهدوء والاستقرار لأسرتي، فأنا أب لأربعة بنات صغيرات، وبالتأكيد يحبون تواجدي معهم، والدتي تخشي من انشغالي بالفيفا عن عائلتي وبناتي، هذا الأمر واضح تماما، لكننا تحدثنا، واقنعتها بان عائلتي شيء مقدس، وسأراعي ذلك حال فوزي بالتأكيد، هي الأن تدعمني بقوة، كما كانت عائلتي معي في زيورخ في يوم الانتخابات، فأنا رجل يحب عائلته، ويفتخر بهم، وهو ما يجعلني أمينا علي عائلة كرة القدم العالمية أيضا. ما الذي يحتاج له الفيفا الأن بعد نجاحك في الوصول للرئاسة؟ -فيفا تحتاج لشخص يعرف كيف يدير هذا الصرح العملاق، لقد عملت طيلة 15 عاما في اليويفا، ما منحني خبرات هائلة تكفي لأن أحقق القفزات التي ينتظرها مني الجميع، والتي وعدت بها الجميع. وأكمل ؛أنا قادر تماما علي تحسين سمعة فيفا، وعلي تطهير سمعة القيادي الاوروبي، بعدما حدث من بلاتر، ثم بلاتيني والحكم عليهم، لكن علينا ان ننتظر لحين انتهاء مراحل الاستئناف التي يقوم بها كلا الرجلين". وتابع "بلاتر له سلبيات ولكن كانت له ايجابيات افادت اللعبة، وأنا هنا لاحداث نقلة جديدة، وغلق ملفات الماضي بكل مشكلاته، والعمل علي العلاج والاصلاح الذي تحتاج إليه تلك المنظمة". بلاتر كان قد تحدث عن انك تحدثت معه فما مدي صحة هذا الكلام؟ -نعم، وأري أن هذا أمر طبيعي، أنا لا أخجل من التواصل مع أي فرد، بلاتر انسان عادي، مثله مثل أي قيادي رياضي، نعم له أخطاء، لكني انسان في النهاية، واحترم الجميع، ليس لدي مشكلات مع أحد، لذلك اتحدث مع الجميع، فأنا تحدثت حتي مع المرشحين الآخرين، سواء الأمير علي أو سلمان أو طوكيو وشامبين، أنا مؤمن أن السباق الانتخابي يجب الا يفرق بيننا، هي انتخابات ستنتهي مساء الغد، وعلي الخاسر أن يهنيء الفائز، ببساطة، أنا سعيد بأنني أتحدث مع الجميع". وتابع "بلاتر تمت معاقبته بحرمانه من ادارة كرة القدم هو وبلاتيني، وليس بحرمانه من التحدث مع الناس، ومع من هم حوله، طبيعي ان يتحدث ويتواصل مع الجميع، لذلك تواصل مع جميع المرشحين وهذا أمر طبيعي للغاية" ماذا كنت تقصد بأنك تعرف مشكلات اللعبة وقادر علي توفير 5 ملايين دولار لكل إتحاد؟ -أحد نقاط القوة التي أتمتع بها، هي انني أعرف التفاصيل، خصوصا فيما يتعلق بادارة كرة القدم، العمل مع الأندية العملاقة والدوريات التي تحظي بمتاعبة عالمية، يعتبر مدرسة جيدة للغاية لمنح الشخص خبرات وقدرات عي اتخاذ القرار بشكل صحيح. أما عن وعد ال5 ملايين دولار في أول 4 سنوات من ولايتي، فأعتقد أنني أعرف كل شيء يتعلق بالأرقام، الدخل والانفاق، أعرف كيف يتكلف تنظيم كأس العالم، واجتماعات الكونجرس وغيرها من الاجتماعات، فأنا عندما أقول شيء أكون قادرا علي تحقيقه، أنا أعرف التكاليف الحقيقية لكل شيء، وأعرف كيف يمكنني زيادة دخل الاتحاد الدولي، وكيف يمكنني ايضا توزيع ذلك الدخل علي الدول خصوصا تلك التي ترغب في تحقيق نهضة حقيقية للعبة، فماذا ستفعل الفيفا بالمال الذي في خزائنها، اذا لم يتم توجيهه للاستثمار الحقيقي في تطوير كرة القدم، والنهوض بها في شتي دول العالم، فعندما قلت سأمنح الاتحادات مليون و250 الف دولار سنويا، فهذا لايعني انني سأوزع المال كمكافأة علي الاتحادات الوطنية، فهذا كلام غير صحيح تماما، بل سيتم التعامل بصورة برمجاتية تامة مع هذا الملف، عبر دفع ما يلزم للبناء والتطوير والتعمير للعبة وبنيتها التحتية خصوصا في الاتحادات الأشد عوزا وحاجة.