إذا أردت البحث عن معني كلمة »زناطير» فهو لفظ مهين لمشجعي الزمالك، وبالبحث عن أصلها تبين أنها مشتقة من اللهجة التونسية، وهي جمع لكلمة »زنطور» التي تطلق علي جمهور النادي الإفريقي التونسي أيضا، وهي كلمة تعادل كلمة »بواب» التي يطلقها بعض مشجعو الأهلي لإهانة الزملكاوية أيضا، وكأن مهمة البواب أو حارس العقار صارت مهنة مهينة في نظر الجيل الحالي!!. أما إذا نظرنا إلي المعني اللغوي، فهي كلمة بيزنطية أطلقت قديما علي الشعوب البائسة التعيسة، التي لم تجد حظها في الحياة، وكثيرا تم استعمال هذه الكلمة لوصف مرتزقة الحرب، الذي يعملون لصالح من يدفع أكثر. ويقال أن مشجعي الترجي التونسي هم من أول من أطلق هذا اللقب علي مشجعي الزمالك » من زناطرة تونس إلي زناطير الزمالك». وبالانتقال إلي كلمة »لماليم» المقصود بها إهانة مشجعي الأهلي، فالتعريف الزملكاوي لها هو أنها كلمة في الاصل يونانية قديمة تعني الأبله أو العبيط أو الجاهل اوعديم الادراك مع التطور، وتعبر عن أي فكر ما بدون أي وعي أو اقتناع أو فهم للفكر نفسه. مع بداية العصر الحديث والثورة الصناعية اصبحت كلمة لملوم تعبر عن كل عامل لا يجيد استخدام الالات، ومع بداية مجموعات التورسيدا ( جماعات متعصبة ظهرت في البرازيل) أطلقت كلمة لملوم علي الفئات الضالة المنضمة بدون اي هدف واضح، ومع انتشار ألتراس زملكاوي تم إطلاق هذا اللفظ علي مشجعي الأهلي. البارسا والريال ظهور الألتراس والمجموعات الكروية المتعصبة في مصر ليس إلا امتدادا لحركات عالمية في أوروبا وأمريكا اللاتينية، لكن سيكون من الصعب إيجاد مصطلحات غريبة يطلقها مشجعوا الأندية علي منافسيهم في المدرجات أو صفحات التواصل الاجتماعي، وهذا سببه أن اللغات الأخري ليست فيها من المرونة ما يساعد علي اتبكار »ألفاظ مهينة»، والأغلب يستخدمون الشتائم الصريحة والمعروفة، مثل الكلاب والحقير والشحاتين. علي غرار صفحة »أنا بكره الأهلي» في موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك»، توجد صفحات كراهية للأندية العالمية مثل » Anti-کealتMadridت(ElتSalvador)» وأغلب أعضائها من مشجعي برشلونة المنافس التقليدي للريال، وأغلب التعليقات فيها يكون سخرية علي كريستيانو رونالدو وهناك من يطلق عليه لقب »بينالدو» في إشارة إلي كثرة الأهداف التي يسجلها من ركلات الجزاء. وإذا نظرت إلي صفحة » AntiتBarcelona» فأغلب الأعضاء فيها من جماهير ريال مدريد، ويتفنون في إهانة نجوم الفريق الكتالوني خاصة باستخدام الصور الساخرة التي يتعدل تصميمها بواسطة برنامج »فوتوشوب»، فالسخرية علي نيمار بسبب كثرة تمثيله وادعاء الإصابة، والسخرية من ميسي بسبب ظاهرة التقيؤ داخل الملعب. وهناك حالة عداء سياسي بين جماهير برشلونة والريال، فالنادي الكتالوني يريد الاستقلال عن إسبانيا وبالتأكيد يعتبر ريالمن يتابع هتافات جماهير كرة القدم في مصر وبالذات مشجعي الأهلي والزمالك يظن أن هناك كلمات جديدة تم إدراجها في معجم اللغة العربية، الألفاظ المقصود بها توجيه ألفاظ وإهانات للخصم وصلت إلي درجات جديدة من الابتكار ليس لخدمة الرياضة واللعبة لكن بغرض زيادة التعصب والتقليل من مكانة وكرامة مشجع الفريق المنافس. ما بين مصطلحات غريبة علي المصريين مثل »زناطير» و »لماليم» وغير من الألفاظ تحولت صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالحديث عن الأهلي والزمالك والفوز بالدوري والانتصار في »الديربي» إلي ساحة غير مرحب بها لأصحاب الروح الرياضية والعقلانية، وصارت الكلمة العليا للألفاظ الخارجة وتوجيه الإهانات إلي الأهلي أو الزمالك أو ممثلي إدارة الفريقين، وكأن كرة القدم تحولت إلي ساحة قتال بدلا من البحث عن التشجيع الجميل وإخراج الطاقات الإيجابية. مدريد فريق الملك، لذا تكثر الهتافات السياسية في مباريات »الكلاسيكو». العداء الإنجليزي العداء الأكبر في الكرة الإنجليزية يكون بين جماهير ليفربول ومانشستر يونايتد والسبب أن الفريقين هما الأكثر تتويجا بلقب الدوري الإنجليزي، وكان ليفربول صاحب الرقم القياسي قبل أن يكسر اليونايتد هذا الرقم قبل موسمين. وهناك عداء تاريخي بين مانشستر يونيتد ومانشستر سيتي، والسبب أن الفريقين ينتميان لنفس المدينة، ويري مشجعو اليونايتد أنهم الأكثر عراقة وأنهم أصل كرة القدم في المنطقة، علي عكس السيتي الذي بدأ ينهض مؤخرا بسبب أموال الخليج وبيع لنادي للشركات الإماراتية. ونفس الوضع بين جماهير ليفربول وإيفرتون المنتمين لنفس المنقطة، وآرسنال وتوتنهام، وآرسنال وتشيلسي، والثلاثي الأخير ينتمون للعاصمة الإنجليزية لندن سخرية من الموت! عام 2011، كتب الصحفي الإنجليزي »جون ليستر» الكاتب في وكالة الأسوشيتد برس مقالة مهمة يدعو فيه للقضاء علي ظاهرة انتشار السباب في الملاعب الإنجليزية، وهي الظاهرة التي يري أنها زادت عن حدها في الملاعب الإنجليزية. وخصص ليستر مقاله عقب أحداث مباراة مانشستر يونايتد وليدز يونايتد الدور الثالث في كأس الرابطة المحترفة، فخلال المباراة تبادلت جماهير الناديين الهتافات المسيئة، بعدما سخرت جماهير مانشستر من ضحايا جماهير ليدز يونايتد الذين فقدوا حياتهم في العاصمة التركية إسطنبول بعد أحداث شغب صاحبت لقاء ليدز وجلطة سراي بدوري أبطال أوروبا عام 2000. وردت جماهير ليدز بتوجيه السباب لضحايا طائرة ميونيخ عام 1958، والتي راح ضحيتها ثمانية من لاعبي الشياطين الحمر، من ضمنهم قائد الفريق آنذاك روجر بايرن. وأكد ليستر أن أحداث مانشستر وليدز تتكرر في أغلب ملاعب إنجلترا خاصة في مباريات الدربي بين توتنام وآرسنال أو ليفربول وإيفرتون. ويري ليستر أن السبب الرئيسي وراء الخروج عن حدود اللياقة في التشجيع هو الغيرة من مستوي الفريق المنافس أو من مساندة جماهيره له فيضطر بعض المشجعين لاستخدام ألفاظ نابية ضد المنافسين وهو ما وصفه الصحفي الإنجليزي بالجهل، والجهل من وجهة نظر ليستر أفضل حل له هو التعليم. علاج الأزمة بالبحث عن حلول لتلك الأزمة، وجدنا أن هناك محاضر في مادة القانون بجامعة ليفربول يدعي جيف بيرسون قدم رؤيته لكيفية القضاء علي تلك الظاهرة غير الرياضية، فالرجل يري أن الأندية يجب أن تتفق في مواجهتها لجهل جماهيرها وضرب المثال بالغريمين مانشستر يونايتد وسيتي، فإدارة اليونايتد وجهت رسائل لمشجعيه يطلب منهم عدم الاستهزاء بأرسين فينجر المدير الفني لأرسنال، ووضعت إدارة سيتي إكليلا من الزهور عند النصب التذكاري للاعبي مانشستر يونايتد من ضحايا طائرة ميونيخ أثناء لقاءهم بفريق بايرن ميونيخ في دوري الأبطال الثلاثاء. ولا يقتنع بريسون أن الحل يمكن أن يأتي من طرف أخر غير الأندية والجماهير، فلن تقتنع الجماهير بحلول تقدم من خارج الأندية التي تشجعها، ولن تضحي أطراف أخري بوقتها لصالح أناس لا يعنونهم في شئ، وهو يقصد الإعلام والشرطة. ولا يعتقد بريسون أن القضاء علي هذه الظاهرة سيتم في يوم وليلة، فهو يري أن العملية ستستغرق وقتا طويلا ويجب أن يكون لدي الأندية صبرا علي تلك الحلول.