هتافات عنصرية، ومعايرة بضحايا الكوارث والوفيات، وسخرية من الأصول الدينية أو العرقية هكذا وصل الحال في مدرجات كرة القدم الإنجليزية. "زادت ظاهرة السباب والهتاف العدائي في مدرجاتنا في السنوات الأخيرة، ويجب على الشرطة إلقاء القبض على المشجعين الذين يتفوهون بألفاظ نابية إذا رأت حاجة لذلك". لم تكن هذه الجملة منشورة في جريدة قومية ضمن مقال لصحفي مصري ينتقد فيه ظواهر أصبحت معتادة في أي مباراة مصرية جماهيرية، ولم ننقلها عن تصريح لإعلامي مصري في إحدى القنوات الرياضية التي أصبح عددها يفوق عدد فرق الدوري المصري ال(19). فالجملة مقتبسة من مقال للصحفي الإنجليزي "جون ليستر" الكاتب في وكالة الأسوشيتد برس ويدعو فيه للقضاء على ظاهرة انتشار السباب في الملاعب الإنجليزية، وهي الظاهرة التي يرى أنها زادت عن حدها في الملاعب الإنجليزية. وخصص ليستر مقاله عقب أحداث مباراة مانشستر يونايتد وليدز يونايتد الدور الثالث في كأس الرابطة المحترفة (كارلينج كاب). فخلال المباراة تبادلت جماهير الناديين الهتافات المسيئة بعدما سخرت جماهير مانشستر من ضحايا جماهير ليدز يونايتد الذين فقدوا حياتهم في العاصمة التركية إسطنبول بعد أحداث شغب صاحبت لقاء ليدز وجلطة سراى بدورى أبطال أوروبا عام 2000.
وردت جماهير ليدز بتوجيه السباب لضحايا طائرة ميونيخ عام 1958، والتي راح ضحيتها ثمانية من لاعبي الشياطين الحمر، من ضمنهم قائد الفريق آنذاك روجر بايرن. وأكد ليستر أن أحداث مانشستر وليدز تتكرر في أغلب ملاعب إنجلترا خاصة في مباريات الدربي بين توتنام وأرسنال أو ليفربول وإيفرتون. التعليم هو الحل ويرى ليستر أن السبب الرئيسي وراء الخروج عن حدود اللياقة في التشجيع هو الغيرة من مستوى الفريق المنافس أو من مساندة جماهيره له فيضطر بعض المشجعين لاستخدام ألفاظ نابية ضد المنافسين وهو ما وصفه الصحفي الإنجليزي بال"جهل". والجهل من وجهة نظر ليستر أفضل حل له هو التعليم ولخص الكاتب رؤيته في حلول قدمها محاضر في مادة القانون بجامعة ليفربول يدعى جيف بيرسون ويعتقد الرجل أن الأندية يجب أن تتفق في مواجهتها لجهل جماهيرها وضرب المثال بالغريمين مانشستر يونايتد وسيتي فمانشستر يونايتد وجه رسائل لمشجعيه يطلب منهم عدم الاستهزاء بأرسين فينجر المدير الفني لأرسنال، ووضعت إدارة سيتي إكليلا من الزهور عند النصب التذكاري للاعبي مانشستر يونايتد من ضحايا طائرة ميونيخ أثناء لقاءهم بفريق بايرن ميونيخ في دوري الأبطال الثلاثاء. ولا يقتنع بريسون أن الحل يمكن أن يأتي من طرف أخر غير الأندية والجماهير، فلن تقتنع الجماهير بحلول تقدم من خارج الأندية التي تشجعها، ولن تضحي أطراف أخرى بوقتها لصالح أناس لا يعنونهم في شئ (الإعلام أو الشرطة).
رسائل تثقيف ولا يعتقد بريسون أن القضاء على هذه الظاهرة سيتم في يوم وليلة، فهو يرى أن العملية ستستغرق وقتا طويلا ويجب أن يكون لدى الأندية صبرا على تلك الحلول. النموذج المصري المدرجات المصرية تعاني نفس الأمر وإن كان أخف كثيرا وهي نعمة نحمد الله عليها، ولكن بالتأكيد تحتاج المدرجات المصرية إلى روشتة للقضاء على أبرز ظواهرها؛ السباب وإقتحام الملاعب خاصة أن قضية "أولتراس أهلاوي" الأخيرة كشفت أن استخدام العنف غير مجدي وغير مستحب في الأساس. ومع تكرار حوادث السباب العنصري والهتافات المسيئة بل اقتحام الملاعب في دول أوروبية لم تحدث بها ثورات أو إنفلات أمني أصبحت الجملة المعتادة "عمرنا ما نشوف الحاجات دي في أوروبا" غير مقنعة خاصة إنها لا تقدم حلولا لأزمات تعاني منها المدرجات المصرية. فالمدرجات المصرية أصبحت تحتاج حلا مصريا 100% يتماشى مع أسلوب إدارة اللعبة في مصر ومع عقلية المشجعين المصريين الذين يرون أي قرار يصدر في غير صالحهم يصب في مصلحة أي منافس مهما كان لون قميصه. شارك برأيك .. ما هي الحلول التي تراها مناسبة لعلاج ظواهر المدرجات المصرية؟