استفزني جدا هذا الاستهلال الذي قاله السيد عبدالمنعم البشبيشي رئيس اتحاد الكاراتيه في دبي وهو يقدم مقر الاتحاد العربي للعبة علي طبق من ذهب وفضة وبنكنوت إلي الشقيقة الامارات.. ويعلن بكل فخر أن المقر انتقل من حجرة إلي حجرة أخري في البيت العربي. وسبب الاستفزاز أنني لم أجد أي مبرر لهذا النقل من حجرة لحجرة.. اللهم إذا كان البشبيشي يحتاج إلي أن يخلي الحجرة التي لديه ليؤجرها مفروشة!! ما هذه المجاملة الفجة ورئيس الاتحاد يقتلع كيانا من بيته ليقدمه لآخرين؟.. ولماذا؟.. وكيف صمت المجلس القومي للرياضة علي هذا النقل.. هل كان لا يعلم بالأمر.. أم أنه كان يعلم وصمت كما يقول البعض حتي يتخلص من أعباء دعم الاتحاد.. وهنا ستكون مصيبة كبري.. لو كان المجلس يفكر بهذه العقلية!! لقد رحلت الاتحادات العربية من مصر واحدا تلو الآخر في حقبة سابقة منذ عدة سنوات عن طريق مهندس النقل السيد عثمان السعد.. ثم عادت النغمة مجددا لنقل البقية الباقية.. رغم أن الواقع يقول أن جميع الاتحادات التي خرجت من مصر ماتت في مقراتها الجديدة وتحولت إلي مجرد كيانات فارغة من المضمون وأنها حتي لم تعد تنظم بطولات أو نشاطات لها دور في رفع مستوي الرياضة العربية.. لأن السادة الملوك الجدد للاتحادات يهمهم الألقاب والمناصب ولا ينظرون للعمل الحقيقي المفيد.. فهي اتحادات باردة بلا أنشطة. أما القضية الأهم والأخطر فهي هذه الحالة من التعامل ببرود أشد وعدم مبالاة من الجهات المسئولة وهي تري الاتحاد تخرج من مصر وليس فقط العربية.. بل بدأت أيضا الافريقية كما حدث مؤخرا مع اتحاد الكونغ فو.. وكأننا نجامل أشقاءنا في الوطن العربي والقارة السمراء باهداء كل دولة اتحادا مقابل »شيء ما« مجهول.. ولنفترض حسن النوايا ونقول انه هدية من شقيق لشقيقه.. أو كما قال السيد البشبيشي بأنه مجرد نقل من حجرة إلي حجرة أخري في البيت.. مادام البيت مفتوح الحجرات. مازلت أؤكد أن وجود هذه الكيانات يمثل ثقلا مهما لمصر سواء في المقر أو في المناصب ليس علي سبيل المنظرة التي يهواها الأشقاء العرب خاصة من أصحاب الألقاب الفخيمة.. ولكن لأن خبرات مصر ودورها الحقيقي هو الذي يجعل هذه الاتحادات كيانات فعالة ولها نشاط مثمر يفيد الرياضة العربية. أتمني لو أن الاتحاد العربي للألعاب الرياضية يتخلص تماما من الصراعات الخليجية التي تحاصرها ويتفرغ لدعم ودفع الحركة الرياضية العربية للأمام.. لأن التراجع العربي أصبح واضحا في أكثر من لعبة تركت حجرتها في مصر وانتقلت إلي حجرة أخري في البيت العربي.