واصل الطيران الحربي السوري الخميس شن غارات مناطق في مدينة حلب شمال سوريا لليوم الخامس على التوالي، موسعا قصفه الجوي اليوم ليطال مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وقالت وكالة فرنس برس ان الغارات اليوم ادت الى مقتل 11 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال واربع سيدات في بلدات بريف حلب. وافاد "مركز حلب الاعلامي" على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي "بعد أربعة أيام من قصف الطيران المروحي مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، حول النظام مسار ضرباته الجوية ليستهدف منذ الصباح قرية تل علم بالبراميل في ريف السفيرة (جنوب شرق)". وافادت شبكة "شهبا برس" التي تضم مجموعة من الناشطين، ان القصف الجوي طال ايضا بلدات دارة عزة ومارع ومنبج وعندان شمال حلب، والتي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد لاكثر من عام ونصف عام. وقال المرصد في بريد الكتروني بعد الظهر "استشهد ستة مواطنين هم اربع سيدات احداهن حامل وطفلان اثنان جراء قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة دارة عزة"، يضاف اليهم "خمسة اشخاص بينهم طفلان" قضوا في قصف مماثل على مدينة منبج. وأضافت الوكالة تعرضت مناطق المعارضة في مدينة حلب منذ الاحد لقصف دام من الطيران السوري، غالبيته باستخدام "البراميل المتفجرة" التي تلقى من الطائرات بدون نظام توجيه وتسبب دمارا واسعا. وكان مصدر امني سوري نفى لوكالة فرانس برس قبل ايام استخدام "البراميل المتفجرة"، مشيرا الى ان الطائرات الحربية تستخدم "قنابل"، وان النظام السوري سيقصف "الارهابيين بالقذائف اينما كانوا"، في اشارة الى مقاتلي المعارضة. واليوم، قال المرصد السوري ان حي الشيخ نجار في شمال حلب تعرض لقصف من الطيران باستخدام براميل مماثلة. وبحسب حصيلة المرصد، ادى القصف الجوي منذ الاحد وحتى الاربعاء لمناطق المعارضة في مدينة حلب، الى مقتل 161 شخصا. وقالت منظمة "اطباء بلا حدود" ان حصيلة القصف الدامي المتواصل ارتفعت الى 189 قتيلا خلال اربعة ايام. ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان من الصعب على النظام "ان لم يكن مستحيلا" التقدم في المناطق التي يسيطر عليه المعارضون في حلب، كبرى مدن الشمال السوري. واضاف "لكن اعتقد ان النظام يحاول تأليب سكان هذه الاحياء ضد الكتائب المقاتلة" المعارضة. وتشهد مدينة حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها. في الاثناء تواصلت اعمال العنف في مناطق سورية عدة. ففي محافظة درعا (جنوب)، قصفت مروحيات النظام مناطق في مدينة جاسم "ببرميلين متفجرين"، ما ادى الى مقتل "رجلين وخمسة اشخاص من عائلة واحدة بينهم امرأة وطفلة"، اضافة الى 13 جريحا على الاقل، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، قتلت ثلاثة فتيات في قصف من الطيران الحربي على مدينة الضمير شمال شرق دمشق، بحسب المرصد. وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 126 الف شخص، بحسب المرصد.