أكد الناطق باسم "حماس"، الأسير المحرر حسام بدران، أن الزيارة التي يقوم بها وفد الحركة حاليًا إلى القاهرة تنفي كل الاتهامات السابقة لها بالتدخل في الشؤون المصرية، مشددًا على الدور التاريخي والضرورة الجغرافية التي تحتم وجود علاقة طبيعية وإيجابية مع الجانب المصري. وقال "بدران" -في حوار مع شبكة "رصد"- إن موقف حماس واضح ومعلن أنها لا تتدخل في الشأن المصري بأي صورة من الصور سواءً في سيناء أو غير سيناء، مضيفًا أن الاتهامات بالتدخل كلها دون دليل أو برهان وثبت أن لا أساس لها من الصحة. وجدد التأكيد أن حماس معنية بالفعل بوجود علاقة طبيعية وإيجابية مع مصر للتخفيف عن المحاصرين في غزة على وجه الخصوص. واستهجن "بدران" موقف حركة فتح من تسويقها للاتهامات المصرية لحماس، والتي آخرها اتهام وزير الداخلية لها باغتيال النائب العام، مؤكدًا أن حماس حركة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال. ورفض الحديث في تفاصيل الزيارة قائلًا: الزيارة الحالية لمصر أساسها مصلحة شعبنا الفلسطيني والعلاقة المشتركة بين مصر وفلسطين. انتفاضة القدس وجدد الناطق باسم "حماس" دعم حركته لانتفاض القدس التي "لا تزال على حالها وكل مبررات اندلاعها لا تزال قائمة"، وتوقع تصاعدها "أفقيًا وعموديًا"، معتبرًا تهديدات الاحتلال لن تثني شعبنا عن مواصلة هذه الانتفاضة حتى نيل حقوقه وحريته. وقال إن "محاولات الالتفاف عليها من خلال الاتصالات السياسية والأمنية وطرح المبادرات والدعوة لعقد مؤتمرات، لم تعد تنطلي على شعبنا الذي ثار وانتفض من أجل هدف وحيد هو الخلاص من الاحتلال مرة واحدة وإلى الأبد". وعن المساعي الإسرائيلية لسن قانون إبعاد عوائل منفذي العمليات، ذكر "بدران" أن هذا التهديد ليس جديدًا، وكل شيء وارد.. وهو عقاب جماعي مخالف لكل القوانين الدولية، مشددًا على أنه "لن يردع أبناء شعبنا ولن يمنع المقاومة كما لم تمنعه سياسة الإبعاد وهدم البيوت". المبادرة الفرنسية وفيما يتعلق بالمبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات بين السلطة والاحتلال، قال "بدران" إنها ليست واضحة في بنودها ولا يبدو عليها الجدية في آليات طرحها ولا تخدم شعبنا الفلسطيني وتطلعاته للحرية والتحرر، لافتًا إلى أن توقيت طرحها -كما جرت العادة- من أجل إنقاذ الاحتلال الذي فشل في إخماد انتفاضة القدس المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر. وبين أن المبادرة لا تتضمن الحد الأدنى من تطلعات شعبنا الفلسطيني وطموحاته وحاجاته ولن يكتب لها النجاح، مؤكدًا أن هذا ليس موقف حماس وحدها بل الموقف الشعبي والوطني الفلسطيني الذي لم يعد يؤمن بهذه المبادرات بل يريد حلًا عمليًا على الأرض للخلاص من الاحتلال. خلافة عباس ونوه "بدران" -في حديثه ل"رصد"- إلى أن الحديث عن خلافة عباس في حركة فتح هو شأن داخلي فتحاوي لا نتدخل فيه، أما عن خلافته في السلطة ومنظمة التحرير فهذا "شأن عام يمس الشعب الفلسطيني وكل قواه". وأكد أن ما يعني حماس "أن تكون القيادة السياسية متناغمة مع طموحات وإرادة شعبنا وأن تتحرك على رؤى أن هذا الاحتلال عدو يجب محاربته ومقاومته بكل الأساليب"، وقال: "لا يهمنا الأشخاص بل مهم عندنا أن تكون قيادة السلطة والمنظمة في خندق الشعب ومواجهة الاحتلال باعتباره الخطر الحقيقي على شعبنا". ميناء غزة وفيما يتعلق برفض حركة فتح إنشاء ميناء في غزة، استهجن "بدران" هذا الموقف الذي قال إنه ينطلق "من منطلق حزبي ضيق للغاية، ويتجاوز كل حاجات وضرورات الشعب الفلسطيني، وهو موقف غير مبرر وغير مستوعب وبعيد عن أي منطلقات وطنية وأخلاقية". وقال: "نحن نتحدث عن شعب في غزة محاصر، كل وسيلة لتخفيف هذا الحصار أو إلغائه يجب أن تكون موضع ترحيب من الجميع من كل إنسان وطني"، مضيفًا "شعبنا بكل قواه مصمم على مواجهة هذا الحصار بكل الإمكانيات وفتح الخطوط مع الجميع.. وتبقى هذه الأصوات غير مؤثرة عمليًا، وهي تسيء إلى أصحابها لا لشيء آخر". ضحايا الأنفاق وعن ضحايا الأنفاق، أكد "بدران" أنها أصبحت ظاهرة طبيعية في غزة في ظل قيام القسام بالعمل ليل نهار تحسبًا لأي عدوان إسرائيلي جديد، لافتًا إلى أن الأنفاق أثبتت فعاليتها في ردع الاحتلال الإسرائيلي كما في العدوان الأخير. وأضاف "نحن نحزن عن كل قطرة دم من أبنائنا وشبابنا. هؤلاء مقاتلون ودورهم مركزي ومهم جدًا في المعركة القادمة؛ بغض النظر عن الأسباب لأنها تبدو طبيعية في ظل الاستعداد للمواجهة القادمة". وختم: "حماس لا تسعى لحرب، لكننا نستعد لمواجهة أي عدوان وهذا حق شعبنا، وعلى العالم أن يدرك أن الاحتلال هو من يبدأ هذه الحرب ويسعى لتفجير المنطقة باستمرار".