وزير الرياضة يشارك في اجتماع مجلس إدارة الاتحاد الرياضي المصري للجامعات    الوفد يطالب بضرورة الترويج لمسار العائلة المقدسة عالميًا    وزير الري: تراجع نصيب الفرد من المياه إلى 500 متر مكعب (تفاصيل)    مد موعد التقديم في المسابقة الوطنية لشباب المبتكرين لزيادة الإقبال على التسجيل    مدبولي: الدولة المصرية حريصة على تعزيز علاقات التعاون المشترك مع دول القارة الأفريقية    الزراعة: علاج وفحص 4.6 ألف رأس ماشية    البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 100 مليار جنيه    7 اختصاصات لمجلس إدارة صندوق الوقف الخيري بالقانون الجديد.. تعرف عليها    «التخطيط»: ارتفاع حجم التجارة بين مصر و«بريكس+» إلى 25 مليار دولار    الجمهوريون بالنواب الأمريكى يوصون باتهام نجل بايدن وشقيقه بالكذب والشهادة الزور    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    انطلاق التصويت بانتخابات البرلمان الأوروبي.. هولندا الأولى    أبو الغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    أون تايم سبورتس تعلن إذاعة مباراة مصر وبوركينا فاسو.."المتحدة" تحصل على حقوق بث مباريات الفراعنة فى تصفيات كأس العالم 2026.. ملخص المواجهات الأخرى فى أفريقيا ضمن الحقوق.. وفيفا يوافق بعد 3 أشهر من المفاوضات    نجم الإسماعيلي: الأهلي هياخد الدوري وشجعته في نهائي أفريقيا    «التعليم»: انتهاء امتحانات الدبلومات الفنية التحريرية دون أي عوائق أو مشكلات    ضبط 135 طن أسمدة ومخصبات زراعية مجهولة المصدر في الجيزة    رفضت الرجوع لعصمته فألقى عليها مادة كاوية.. القبض على متهم تسبب في حرق طليقته بمنشأة القناطر    في احتفالات اليوم العالمي للبيئة.. لقاءات متنوعة لقصور الثقافة بالسويس    «الرعاية الصحية»: بروتوكول تعاون لزيادة الوعي حول قضايا الصحة النفسية    توقيع الكشف الطبي على 889 مريضا خلال قافلة طبية بمركز بني مزار في المنيا    لحجاج بيت الله.. نصائح مهمة للحصول على وجبة غذائية صحية    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجيولوجيا للثانوية العامة الجزء الثاني    بيان رسمي من الكهرباء بشأن انقطاع التيار عن أكتوبر والشيخ زايد    رئيسة الأوبرا تكرم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب    ننشر أسماء الفائزين بمسابقة "وقف الفنجري" جامعة القاهرة 2024    أمين الفتوى: لابد من أداء هذه الصلاة مرة واحدة كل شهر    بالصور.. نائب رئيس جامعة أسيوط يتفقد لجان امتحانات كلية الآداب    "تخيلت نفسي على دكة الزمالك".. البدري يكشف لأول مرة ما فعله مع أمير مرتضى ورد صادم    سهلة بالعين اليوم.. الجمعية الفلكية بجدة تعلن تفاصيل رؤية هلال ذي الحجة    أبو مسلم: مصطفى شوبير الأفضل لحراسة مرمى المنتخب أمام بوركينا فاسو    مخرج أم الدنيا: الحلقة 2 تشهد حكم الرومان ووصول العائلة المقدسة الي مصر    هيئة الأرصاد: درجات الحرارة تتخطى 40 درجة فى الظل بالقاهرة الكبرى    حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    تكبيرات عيد الاضحي المبارك 2024 كاملة ( فيديو)    محافظ القاهرة يوجه بشن حملات على الأسواق استعدادا للعيد    عاجل.. كولر يحسم مصيره مع الأهلي وموقفه من عرضي بولندا واليونان    محمد عبد الجليل: محمد صلاح يجب أن يكون له معاملة خاصة    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    بوسترات فردية لأبطال فيلم عصابة الماكس قبل عرضه بموسم عيد الأضحى.. صور    ياسمين رئيس تتعاقد على بطولة مسلسل خارج السباق الرمضاني    تنفيذ المستوي الثاني من برنامج المعد النفسي الرياضي بسيناء    تخصيص 14 مجزرا لذبح الأضاحي بالمجان طوال أبام العيد بالفيوم (بالأسماء)    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    لو هتضحى.. اعرف آخر يوم تحلق فيه إمتى والحكم الشرعى    محافظ الفيوم يتابع إجراءات تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    إصابات في قصف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية بجنوب لبنان    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    رئيس جامعة سوهاج يتسلم جائزة مؤسسة الأمير محمد بن فهد لأفضل إنتاج علمي    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل الأمة.. وعي وجهاد

إن المتابع للأحداث المتسارعة في المنطقة والعالم لا يحتاج إلى كثير جهد ليتعرف على واقع الأمة، ويستشرف مستقبلها.
ولهذا المستقبل ملامح أسوق بعضها اليوم استشرافاً وليس افتئاتاً.. واستقراءً وليس افتراءً، فهي رؤية خاصة، وليست حتمية علمية.
إن الدولة القُطرية التي رسمت معاهدة "سايكس بيكو" ملامحها، وأرست قواعدها، وصنعت حدودها وأنظمتها عقب إسقاط الخلافة، أضحت اليوم في الرمق الأخير، وستلفظ أنفاسها بين عشية وضحاها.
فقد تهاوت مقومات تلك الدول، وتآكلت أركانها، وذهبت أيامها، ولم يعد يجدي معها الإصلاح.
لا يجدي إصلاح لمرتكزها العسكري فقد اتضح للجميع فساد معتقده، وأنه لم يكن يوماً لحماية الشعوب أو الحدود أو القيم.
لا جدوى من إصلاح مرتكزها القضائي، فقد انهارت أركانه، وبان للجميع عفنه وفساده.
ولا جدوى كذلك من إصلاح منظومتها السياسية، فقد أضحت أُلعوبة مفضوحة، وخدعة كبرى تم تسويقها عصوراً، واتضح للجميع أنها بالتعبير المصري (فنكوش)، وصارت الديمقراطية أكذوبة بلهاء يتلهى الأطفال بالضحك على سذاجة من عاشوا يناضلون من أجلها، وقضوا أعمارهم يحلمون بها!!
لا يجدي الإصلاح للمنظومة القيمية المتمثلة في المؤسسات الدينية والتعليمية، فقد اتسع خرقها على الراقع، وصارت تحت نعال الناس بعد أن كانت فوق رؤوسهم!!
نعم سقطت مقومات دولة "سايكس بيكو" في مصر، وليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، وتونس، والسودان.. وغيرها، بل دعني أقول: إن دول الخليج وللأسف الشديد ربما تكون أسرع انهياراً وتحللاً من غيرها.
وأعتقد أن الحالم بعودة تلك الدول إلى قواعدها سالمة مرة أخرى كمن يعتقد أن لاعباً بلغ التسعين يمكن أن يعود للملاعب ليحرز البطولات!!
نعم ذهبت أركانها، وتهاوى بنيانها، وتفتت شعوبها، وغُيبت رموزها، فلا أمل في عودتها كما كانت، فقد ولى زمانها.
ذهبت الدولة القُطرية.. فأين تذهب الأمة؟ وماذا يفعل الغرب في لعبته التي انكسرت؟
بالنسبة للأمة التي عانت من طغيان أنظمتها ما لم تعانه ربما من عدوها الأصلي، والتي استيقظت لتفاجأ بأنها أمام أكبر كذبة في التاريخ، وأنها كانت في جوف الاحتلال يوم أن كانت تحتفل بأعياد الجلاء والاستقلال!!
أمامها اليوم فرصة بهذا الوعي أن تتوحد تحت رايتها الحقيقية، فقد ذهبت أيام من كانوا يحرصون على تفريقها، ويصطنعون الحروب لتفتيتها.. وفرصة لأن تعود لهويتها الحقيقية بعد أن سقطت أكاذيب القومية والعلمانية وغيرهما.. وفرصة لأن تعود لمعسكرها الأصيل بعد أن عاشت قروناً خادمة في معسكرات الشرق حيناً، ومعسكرات الغرب أحيانا.. وفرصة لأن تعود كأمة متكاملة، وليست مجرد حزب أو جماعة أو تيار.. وفرصة لأن يتصدر المشهد أهله ويختفي الأدعياء والبلهاء.
وقد أدركت قوى الشر في العالم حجم الخطر القادم، وأن المارد قد استيقظ في نفوس الجيل الجديد يوم أن رأى ألسنة النار تأكل أجساد الأطهار، وزخات المدافع تخترق عيون الأبرار، وتأكدت أن القوة الصلبة من شباب الأمة المجاهد، وشيوخ الأمة المخلصين هم العقبة الكئود أمام تنقيذ مخطط جديد، فكان لابد من التخلص منهم بكل الوسائل، فسلطوا عليهم من تبقى من كلاب حراستهم لينهشوا لحمهم، ويحرقوا أثرهم، وكان لابد كذلك من صنع مقصلة لاستنزاف طاقة الأمة المجاهدة في سوريا وغيرها، لتكون شرياناً ينزف الدم ليل نهار، ليقضوا على البنية التحتية لقواعد الجهاد في الأمة، حتى لا تصمد تحت راية بعدها.
وهنا وبعد أن تخلت قيادات في الحركة الإسلامية عن واجبها، وانشغلت تيارات بقضايا لا أولوية لها في الواقع الدامي، كان واجب العلماء أن يقرروا بوضوح ما هو الميدان الذي يجب أن يبدأ منه الجهاد الحقيقي، وأن يسارعوا بالتواجد فيه.. وما هي الراية التي يجب أن يُحشد الناس تحتها، وأن يسارعوا برفعها ليراها الجميع دون مواربة، وأن يجيبوا بوضوح: هل سوريا نقطة انطلاق أم منصة استنزاف؟
وإذا كانت ميدان الانطلاق، فهل يليق التعامل معها بهذه العبثية؟! فأين حشد الأمة للجهاد فيها؟ وأين الإعداد؟ وأين دور العلماء في توحيد الفصائل وإعلان الجهاد الوجوبي على الأمة بوضوح وجلاء؟ وأين تصدرهم لهذا المشهد؟ أم مازالت النظرة لسوريا إقليمية، وأنها شأن داخلي، رغم أن كل دول العالم تلعب في المونديال السوري على أنقاض وأشلاء المسلمين؟!!
وإذا لم تكن سوريا هي الميدان والراية فلما لا يبذل العلماء جهدهم لوقف النزيف، واستثمار تلك الطاقات في الميدان الحقيقي، وإعدادها ليوم الفصل، وليحددوا أين ذلك الميدان، ويعدوا الأمة لهذا اليوم القريب.
فهل ميدان الجهاد الآن هو سوريا، أم فلسطين، أم مصر، أم اليمن، أم العراق، أم كل هؤلاء معاً؟ خاصة أن العدو في كل تلك المناطق واحد، وإن اختلف اسمه أو دينه أو لغته.
وهل لتحديد ميدان الجهاد ونقطة الانطلاق علاقة بأحاديث نهاية العالم، أم أن تلك الأحداث منفصلة عنها؟
نجيب على هذه الأسئلة في المقال القادم بإذن الله تعالى.
هذا المقال لا يعبر الا عن رأي كاتبه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.