سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
3750 مرض عالمي يحتاجون لاكتشاف أدوية لهم بأسرع طرق متي يصل العلماء إلى علاجات فعالة لهذه الامراض؟وماهي العراقيل والمشاكل التي تؤخر اكتشاف هذه العلاجات؟
أحمد نبيل حسن - مدون علمي أربعة آلاف هو عدد الأمراض التي اكتشفها الأطباء حتى الآن وتعرفوا على أسبابها، ولكن ولسوء الحظ فإنه لم يتم اكتشاف علاج سوي ل 250 مرض منهم، ما السبب في تأخر اكتشاف العلاجات المناسبة لباقي الأدوية ؟، ومتي سيصل العلماء الي علاجات فعالة لهذه الامراض؟، ماهي العراقيل والمشاكل التي تؤخر اكتشاف العلاجات ؟، وماهي دورة انتاج علاج فعال لمرض ما ؟ حسنا لنحلق سويا في رحلة سريعة في عالم الادوية . الصورة على اليمين للطفل داني بيسيت المريض بالتليف الكيسي التقطت هذه الصورة عام 1989 م وهو العام الذي اكتشف العلماء الجزيئات المسببة للمرض، الصورة على اليسار لنفس الشخص داني بيسيت بعد 23 سنة هذه هي السنة التم تزوج فيها داني وحصل العلماء – ولأول مرة – على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على الدواء الذي يستهدف بدقة مرض التليف الكيسي بعدما وصل الي عمر وهو العام الذي تزوج فيه، فقط في هذا العام تم اكتشاف علاج المرض، هذا هو الخبر السار الخبر السيء هو أن هذا الدواء لا يعالج كل حالات مرض التليف الكيسي وهو لا ينفع لحالة داني، وما زلنا ننتظر للجيل القادم من الدواء ليقوم بمساعدته، لعلك تتساءل الان لماذا أخذ اكتشاف الدواء كل هذه الفترة وكيف يمكن اختصار هذا الوقت الطويل . تبدأ رحلة انتاج الدواء من تركيب عدد معين من المركبات الكيميائية المعروفة والثابتة سويا، ولكن شكل هذا التركيب هو ما يجعل هذا الدواء فعالا لعلاج مرض معين، أو علاج مرض اخر، أو يجعله غير فعالا على الاطلاق، حسنا مئات والالاف التجارب تجري لتركيب المركبات الكيمائية معا، ينتج عن هذه التجارب عشرات الألاف من المركبات التي تتقلص سريعا عبر مراحل الفلترة المختلفة، يتقلص العدد عند التجربة السريرية الي أربعة أو خمسة مركبات فقط، واذا سارت العملية بشكل جيد فقد يحصل العلماء علي تصريح لدواء واحد بعد 14 سنة من بداية التجارب وبتكلفة مليار دولار تقريبا لهذا النجاح الوحيد . هناك حلان لهذه المشكلة يطرحهم الدكتور فرانسيس كولينز المتخصص في علم الوراثة، الحل الأول هو استخدام الهندسة الجينية للمساعدة في اكتشاف العلاجات المناسبة، معروف أن الجينات الموجودة على الحمض النووي هي المكان الذي يسجل فيه كل الخصائص والصفات البشرية التي تترجم لاحقا الي واقع ملموس، ولفترة طويلة كان فك شفرة الحمض النووي معضلة صعبة، ولكن من حسن الحظ أن العلماء استطاعوا فك لغز وشفرة الحمض النووي مؤخرا، بل أصبح بإمكان أي شخص في الولاياتالمتحدة أن يحصل على تسلسل الجينات الخاص به مقابل مبلغ أقل من عشرة الاف دولار ومن المتوقع أن يصبح مقابل ألف دولار فقط قريبا . استخدام الهندسة الوراثية في العلاج له مستقبل واعد فقد تم اكتشاف طريقة فعالة لعلاج بعض الأمراض المستعصية، هذه الطريقة تعتمد فقط على حقن جزء من الجينات السليمة داخل خلايا الانسان المريضة لتتحول بطريقة مبهرة الي خلايا سليمة تماما . هناك مشكلة يجب التوقف عندها وهي التجارب الأولية للأدوية المكتشفة حديثا، حيث أن هذه التجارب تتم أولا علي الحيوانات كالفئران والقرود ولكن هذه الطريقة لا يمكن الاعتماد عليها ، وهي مكلفة أيضا وتستغرق وقتا طويلا، ثم بعد ذلك يتم الانتقال الي التجربة علي المرضي المتطوعين وهذه مرحلة خطيرة حيث أننا في البداية لا نعلم ما التأثير السلبي الذي قد يسببه هذا العلاج، ثمة حل فعال يطرحه الدكتور كولينز وهو استخدام طريقة زرع عينات من الخلايا البشرية في المعمل التي ثبت أنها من الممكن ان تنقسم وتتكاثر خارج جسم الانسان واجراء تجارب الادوية علي هذه الخلايا والانسجة المزروعة في المعامل الطبية بدلا من التجارب علي المرضي مباشرة، هذه طريقة فعالة وأمنة كما يقول الدكتور كولينز الذي يدعو الي اعتمادها كطريقة أساسية بدلا من مرحلتي تجارب الحيوانات والمرضي . الحل الثاني الذي يطرحه الدكتور كولينز للإسراع من عملية انتاج الدواء هو إعادة تجربة الادوية التي تم اختراعها ولكنها اثبتت عدم فعاليتها في علاج المرض الذي كان يرغب العلماء في علاجه بهذا الدواء، إعادة تجربة هذه الادوية في علاج الامراض العديدة الأخرى ربما ينجح أحد هذه الادوية المكدسة في المعامل في علاج مرض غير الذي كان يسعي العلماء لعلاجه، يخبرنا الدكتور كولينز أن هذه هو ما حدث بالفعل في اكتشاف أول دواء لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز الذي يكن مطورا لفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. كان يتم تطويره لعلاج السرطان. وهو دواء " ايه زد تي " ولكنه لم يكن فعالا بشكل جيد لمرض السرطان، لكنه أصبح أول عقار ناجح كمضاد للفيروسات . نداء أخير يطرحه الدكتور كولينز وهو العمل على انتاج شراكة بين المؤسسات الأكاديمية والحكومة والقطاع الخاص بحيث تتكون شبكة كبيرة لإنتاج الدواء وإذا كانوا لا يرغبون في ذلك فعلينا توقع الاف القصص مثل قصة داني بيسيت .