يصادف يوم 5 أكتوبر، مرور 5 أعوام على تأسيس شركة "إنستجرام" التي وصلت إلى 400 مليون مستخدم شهريًا مع 80 مليون صورة وفيديو تتم مشاركتها بشكل يومي في جميع أنحاء العالم. المحطّة الأولى.. مليون مُستخدم خلال 3 أشهر تفاجأ مُطورو إنستجرام Kevin Systrom وMike Krieger من عدد المُستخدمين خلال ال24 ساعة الأولى، على الرغم من أن Mike أصاب هذا الرقم بتوقعاته. لاحظ Mike وKevin أن مُعدّل النمو بدأ بالتسارع بشكل كبير وهو شيء فوق طاقتهم من ناحية هندسة الخوادم، ففي البداية تم رفع إنستجرام على خادم واحد بقوة معالجة لا تتجاوز قوّة حاسب ماك بوك برو! ومن ثم كان لا بد من توسيع قوّة المعالجة لأن التطبيق سينهار ويتوقف عن العمل في أي وقت، وهو ما حصل في اليوم الأول؛ حيث بدأ الخادم بإرسال رسائل بوجود فشل في المعالجة. الحل كان بسيطًا من الناحية النظرية، نقل التطبيق إلى خادم بقوة معالجة أكبر، لكن بعد الاتصال بإحدى شركات الاستضافة تبيّن أن هذه العملية تحتاج إلى 4 أيام أو يومين إذا تم العمل دون توقف! المحطّة الثانية.. إطلاق التطبيق على أندرويد بعد عامين من إطلاق إنستجرام لأجهزة آي فون فقط، كان من الضروري جدًا توفيره لنظام أندرويد الذي بدأت حصّته تتجاوز نظام آي أو إس في ذلك الوقت، وهو السؤال الذي كان يُطرح على Mike وKevin في كل مؤتمر أو مُقابلة تُجرى معهم؛ حيث كان السؤال الأول دائمًا "متى سيتم توفير إنستجرام على أندرويد". نجح إنستجرام على أندرويد في الوصول إلى مليون مُستخدم خلال 12 ساعة فقط بعد إطلاقه، لكن هذه المرّة كانت الشركة مُستعدة تقنيًا لهذا التحدي الذي لم يُسبب أية مشاكل تُذكر. دعم تطبيق انستجرام على أجهزة آي فون في البداية كان للتركيز على الوظائف الأساسية والتأكد من عملها بشكل صحيح دون وجود الحاجة لكتابتها برمجيًا مرتين -مرّة لنظام آي أو إس، ومرّة لنظام أندرويد- ومن ثم سمحت لهم هذه السياسة بالتركيز بشكل كامل، مُتبعين شعار القيام بأشياء أقل لكن بجودة أعلى. المحطّة الثالثة.. عواصف في الولايات المُتحدة عام 2012 تعرّض تطبيق إنستجرام لأسوأ انقطاع عن الخدمة في عام 2012 نتيجة لعاصفة ضربت الولايات المُتحدة الأميركية أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن خوادم شركة أمازون المُستضيفة للتطبيق في ذلك الوقت. التوقف لم يطل إنستجرام فقط، بل عانت منه خدمات مثل Netflix، وكان التحدي خلال ال36 ساعة التي تلت العاصفة هو استعادة البرمجيات التي تعمل على الخوادم وضمان عملها من جديد دون مشاكل أو فقدان للبيانات. في ذلك الوقت كان فريق هندسة البنية التحتية الخاص بإنستجرام مُكوّنًا من ثلاثة أشخاص فقط، وكانت مهمتهم استعادة البيانات، بالإضافة إلى إعادة البرمجيات للعمل من جديد. ما تعلمه فريق عمل إنستجرام من هذه العواصف هو ضرورة توزيع المعالجة دائمًا، بالإضافة إلى عدم الخوف من أي شيء أو الوقوف عنده. ففريق المُهندسين كان يتألف من ثلاثة أشخاص فقط أحدهم انضم للشركة قبل شهر واحد، وكل ما قاموا به هو الجلوس معًا ودراسة المُشكلة وتعلم حلها وتطبيقها بشكل فوري لإعادة التطبيق للعمل من جديد. المحطّة الرابعة.. الاندماج بشكل كامل مع "فيس بوك" مع الوصول إلى عام 2013، بلغ عدد مُستخدمي إنستجرام 200 مليون مع أكثر من 20 مليار صورة مُخزّنة، ومن ثم كانت مهمة فريق العمل هي الحفاظ على مستوى الخدمة ورفعها لاستيعاب النمو العالي والصور التي تتم مُشاركتها بشكل يومي. خطوة الاندماج مع "فيس بوك" أُطلق عليها اسم Instagration، وتحدث Mike عنها وشبّهها بتغيير قطع السيارة أثناء سيرها بسرعة 100 ميل في الساعة دون أي تأثير على العملية. هدّف إنستجرام الأساسي كان العمل ضمن فريق عمل صغير، وحتى بعد الاندماج مع فيس بوك حافظوا على هذا الهدف من خلال فهم البنية التحتية لمراكز البيانات في فيس بوك ومن ثم نقل التطبيق إليها دون جلب الكثير من الخبرات إلى فريق العمل. المحطّة الخامسة.. إطلاق نظام الاتجاهات Trends منذ إطلاق تطبيق انستجرام لأول مرّة، توفرت خاصية المُشاركات المُميّزة popular التي كانت تعتمد على خوارزمية بسيطة تقوم على فكرة عرض الصور التي حصلت على أعلى مُعدّل إعجابات خلال ال4 ساعات الأخيرة. لكن بعد مرور 4 أو5 سنوات على إطلاق التطبيق كان لا بد من تغيير هذه الخوارزمية واستبدالها بشيء أكثر فعالية خصوصًا مع النمو الكبير للتطبيق. قام مُهندسو ومُبرمجو إنستجرام بتطوير خوارزمية جديدة لعرض قائمة غير مُنتهية من الصور ومقاطع الفيديو المُميّزة حول العالم وهي ميّزة تُعرف باسم Explore ويُمكن إيجادها في التبويب الثاني للتطبيق. لم يقم فريق العمل بتطوير الخوارزمية فقط، بل لزم الأمر تحديث البنية التحتية بشكل كامل للوصول إلى هذه المُشاركات التي تُرفع من قبل أكثر من 400 مليون مُستخدم شهريًا.