جامعة بنها الأهلية تشارك في مؤتمر "الجامعات الرقمية في العالم العربي 2025" بمسقط    إسبانيا تمول 9 مشروعات في مصر ب867 مليون دولار خلال 4 سنوات    الوادي الجديد تحذر: لا تتعاملوا مع وسطاء لتخصيص الأراضي    "مياه وتعليم الفيوم"ينفذان جداريات توعوية ضمن مشروع صحتهم مستقبلهم.. صور    عبد العاطي يلتقي وزير الصناعة السعودي    وزير الخارجية يبحث تعزيز التعاون الصناعي والاستثماري بين مصر والسعودية    بالفيديو.. تصعيد إسرائيلي مستمر على غزة واستهداف مكثف للمدنيين    بأغلبية ساحقة.. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا لتعزيز الدعم الفني لفلسطين وخاصة غزة    وزير الدفاع الصيني يجدد تهديداته بالاستيلاء على تايوان لدى افتتاحه منتدى أمنيا    "يستمر في التأهيل 4 أشهر".. يوسف الجوهري يخضع لجراحة ناجحة    الداخلية تكشف ملابسات فيديو لترويج المخدرات بالقليوبية    38 عامًا بين الصحافة والإعلام.. لميس الحديدي تعود ببرنامج "الصورة" على شاشة النهار    "ملكة جمال".. سيرين عبدالنور تخطف الأنظار في جلسة تصوير جديدة    مشتريات أجنبية تقود صعود مؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات الخميس    "الطفولة والأمومة" يطلق حملة "واعي وغالي" لحماية الأطفال من العنف    تحالف الأحزاب المصرية يدشن الاتحاد الاقتصادي لدعم التنمية والاستقرار    رابط نتيجة تنسيق جامعة الأزهر 2025.. خطوات الاستعلام    نائبة وزيرة التضامن تشهد احتفالية ختام أعمال المرحلة الأولى من «أنا موهوب» بالغربية    ديستيني كوسيسو خليفة ميسي ويامال يتألق فى أكاديمية لا ماسيا    مفتى كازاخستان يستقبل وزير الأوقاف على هامش قمة زعماء الأديان    ألم الركبة وراء استبعاد رمضان صبحى من مواجهة بيراميدز وزد    "فيريرا ثابت على موقفه".. التشكيل المتوقع للزمالك أمام الإسماعيلي    رئيس المقاولون ل في الجول: محرم سيقود الفريق لحين التعاقد مع مدرب جديد    النقل تناشد المواطنين الالتزام بعدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه    النقل تناشد المواطنين الالتزام بقواعد عبور المزلقانات حفاظًا على الأرواح    آثار تحت قصر ثقافة ومستوصف.. سر اللقية المستخبية فى الأقصر وقنا -فيديو وصور    فيديو متداول يكشف مشاجرة دامية بين جارين في الشرقية    ارتفاع أسعار 6 عملات عربية مقابل الجنيه خلال تعاملات اليوم    الجريدة الرسمية تنشر 3 قرارات جديدة للرئيس السيسي    بعد صراع مع المرض.. وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري    أفلاج عمان وعالم السحر والحسد فى «تغريبة القافر»    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    جولة مفاجئة لنائب الوزير.. استبعاد مدير مناوب بمستشفى قطور المركزي    التأمين الصحي الشامل: 495 جهة حاصلة على الاعتماد متعاقدة مع المنظومة حتى أغسطس 2025    الصحة تشارك في مؤتمر إيجي هيلث لدعم الخطط الاستراتيجية لتطوير القطاع الصحي    "الألفي": الزيادة السكانية تمثل تحديًا رئيسيًا يؤثر على جودة الخدمات    مورينيو يرحب بالعودة لتدريب بنفيكا بعد رحيل لاجي    مفاجأة، إمام عاشور يستعد للرحيل عن الأهلي في يناير    جبران: تحرير 3676 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 5 أيام فقط    ضبط المتهم بإنهاء حياة زوجته بمساكن الأمل في بورسعيد    10 ورش تدريبية وماستر كلاس في الدورة العاشرة لمهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب    مصر وروسيا تبحثان سبل التعاون بمجالات التعليم الطبي والسياحة العلاجية    ترامب يهاجم الأمير هاري.. ويؤكد: أمريكا وبريطانيا نغمتين للحن واحد    ملك إسبانيا: المتحف الكبير أيقونة مصر السياحية والثقافية الجديدة    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين عبر قافلة «زاد العزة» ال 40    التحفظ على أكثر من 1400 كتاب دراسى خارجى مقلد داخل مكتبتين    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين فى حادث تصادم أتوبيس مع سيارة نقل بطريق مرسى علم    رئيس اتحاد الصناعات: العمالة المصرية المعتمدة تجذب الشركات الأجنبية    حكم تعديل صور المتوفين باستخدام الذكاء الاصطناعي.. دار الإفتاء توضح    خواكين فينيكس وخافير بارديم وإيليش يدعمون الحفل الخيرى لدعم فلسطين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18سبتمبر2025 في المنيا    شديد الحرارة.. حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    بيان ناري من غزل المحلة ضد حكم مباراة المصري    الشرع: أمريكا لم تمارس الضغط على سوريا.. والمحادثات مع إسرائيل قد تؤدي لنتائج الأيام المقبلة    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    "معندهمش دم".. هجوم حاد من هاني رمزي ضد لاعبي الأهلي    احتفظ بانجازاتك لنفسك.. حظ برج الدلو اليوم 18 سبتمبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرلمان الألماني يرفض لقاء هتلر!

في حوار مطول في الأسبوع الأول للانقلاب، صرح نبيل فهمي لصحيفة دير شبيجل الألمانية، أن مرسي كان يعتزم إقامة نظام إسلامي، فلجؤوا للجيش للقيام بانقلاب عسكري.
اختيار هذه الصحيفة تحديدًا كانت له أسبابه التاريخية، إلا أن ممارسات السيسي جعلت الألمان يوقنون أن السيسي هو الشبيه بهتلر وليس مرسي، مما جعل الموقف الألماني من الانقلاب يتغير قليلا، وإن ظل الموقف الرسمي لهم معترفا بالسيسي ببراجماتية واضحة!
***
1- نبيل فهمي: الانقلاب حدث لأن مرسي أراد إقامة نظام إسلامي
في صيف 2013، وفي الوقت الذي كان يسوق فيه الانقلاب في مصر للمصريين أسبابا اقتصادية وسياسية وأمنية للإطاحة بالرئيس المدني المنتخب الوحيد في تاريخ مصر، كان وزير خارجية الانقلاب يتحدث إلى صحيفة دير شبيجل موضحا أسباب أخرى للانقلاب على هذا الرئيس!
ففي حوار مطول في الأسبوع الأول للانقلاب، قال فهمي للصحيفة الألمانية الأولى موضحا أن مرسي كان يعتزم إقامة نظام إسلامي، وهذا ما لم يكن يمكنهم أن يتحملوه أو يصبروا عليه، فلجئوا للجيش للقيام بانقلاب عسكري!
هكذا ببساطة، فليس السبب في الانقلاب الثورة الشعبية العظيمة في 30 يونيو أو الاستجابة لإرادة الجماهير، أو الشعب "الغلبان" الذي لم يجد من يحنو عليه، ولا الأزمات الحياتية الطاحنة التي تسببت في انقطاع الكهرباء بالساعات، والوقوف لكيلومترات في طوابير البنزين، ولا التخوف من انزلاق البلاد في حرب أهلية! فهذه أسباب لا ترضي أحدا عاقلا، ويمكن الضحك بها فقط على السفهاء الذين يجلسون يوميا أمام إعلام أسر قائد الأسطول السادس الأميركي!
السبب كما يراه ممثل العلاقات الخارجية للانقلاب هو أن الرئيس مرسي صاحب التوجه الإسلامي أراد إقامة نظام إسلامي! وهذا ما لم يمكنهم أن يتحملوه! والضمير هنا يعود عليهم، على "هؤلاء" الذين زرعهم الغرب وإسرائيل في مفاصل الدولة طيلة قرنين من الزمان، والرافضين لأي مظهر إسلامي والمعادين لأي توجه إسلامي، والمناوئين لكل صاحب مشروع إسلامي وعلى رأسهم الإخوان المسلمين!
***
2- لماذا دير شبيجل؟
ويبدو السؤال هنا، لما أراد الانقلاب مبكرا التوجه نحو الغرب لتسويق دعايته عبر بوابة دير شبيجل، وليس أي صحيفة عالمية أخرى في أي دولة أخرى؟
والسبب يرجع فيما يبدو أن الألمان لا يزالون يحتفظون بتجربة قاسية لقائد ديكتاتور أدخل ألمانيا ثم أوربا ثم العالم كله في حرب عالمية. فعقب وصول هتلر للحكم بطريقة ديمقراطية في 1933، لم يحتاج أكثر من ست سنوات لنشر الديكتاتورية والاستبداد، والقضاء على كل صوت ينادي بالديمقراطية، وشن الحرب العالمية الثانية.
وكأن الرسالة التي أراد فهمي أن يبعث بها للغرب: لا تتركوا مرسي في الحكم، حتى وإن جاء بطريقة ديمقراطية، فهم يحمل أفكارا أصولية، تماما مثل هتلر، ولمثل هؤلاء لم تخلق الديمقراطية! وبالتالي فالإطاحة به هي الخيار الأمثل، لنا ولكم، فلو أطحتم بهتلر مبكرا لوفرتم على العالم ملايين الضحايا والمصابين والموارد والمدن، وهذا ما كان سيفعله مرسي لو تركناه في الحكم أكثر.
نفس الرسالة قالها السيسي أكثر من في أكثر من مناسبة، وإن بطريقة ضحلة تنم عن ضعف ثقافته وقلة إمكانياته! فتارة صرح أن مرسي أخذ سلم (الديمقراطية) معه فوق، وهو تصريح يثير السخرية، إلا أنه هنا يحاول تشبيه السيسي بهتلر الذي قام بذات الشيء حسبما يرى الألمان، من الاستعانة بالديمقراطية مرة واحد والتنكر لها مستقبلا. وتارة صرح أن الإخوان استخدموا الديمقراطية للوصول للحكم، وهو هنا يشبه مرسي بهتلر مرة ثانية، الذي كان لا يؤمن بالديمقراطية ومع ذلك اتخذها وسيلة للوصول للحكم، وبعد ذلك قضى عليها!
***
3- السيسي أشبه بهتلر، وليس مرسي!
وبدون الخوض في سجالات للرد على مهاترات السيسي وفهمي وإعلام الانقلاب، أو للدفاع عن الرئيس مرسي، وهو دفاع في الحقيقة الرئيس في غنى عنه، أتساءل: وهل السيسي يؤمن بالديمقراطية؟؟
هل وصل السيسي للحكم أصلا بطريقة ديمقراطية، وبانتخابات شهد لها العالم أجمع كتلك التي وصل بها مرسي للحكم؟؟ وهل من المتخيل - مجرد تخيل Imagination - أن السيسي لو استمر في الحكم - لا قدر الله - سيسمح لأحد غيره باستخدام ذات السم "الانتخابات" للوصول للحكم؟؟
هل لو استمر مرسي في الحكم كنا رأينا تهجيرًا قسريًا لأهالي سيناء بالجملة، وحدوث أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر، وملء المعتقلات بالسجون، حيث تراوح عدد المعتقلين في بعض الإحصائيات من 40 ألفا إلى 250 ألفا، وإغلاق القنوات وقتل الصحفيين ومحاكمات عسكرية لمدنيين أبرياء؟؟
الحقيقة أن السيسي هو الأقرب لهتلر وليس مرسي. وما يؤكد هذا الطرح أن السيسي في تصريح رسمي له أعلن أن المصريين يحتاجون ربع قرن (25 عاما) حتى يصلوا للديمقراطية، ومن المتوقع طبعا أن تستمر السلطة في يده طيلة هذه المدة.
كما نراه في تصريح آخر في أحد تسريباته العديدة مع ياسر رزق، حين سُئل عن مثله الأعلى فأجابه عباس مدير مكتبه "أشهر مسرب في مصر" أن مثل السيسي الأعلى هو هتلر!
***
4- أزمة أخلاقية في الغرب!
وقد أدرك الغرب منذ فترة مبكرة أن السيسي لم يقم بانقلابه إلا للوصول للسلطة، وأنه لا يؤمن بالديمقراطية البتة، وقد كانوا مع ذلك على استعداد للتساهل مع جرائمه والتعامل معه لأنه في هذا التوقيت كان يحمي مصالحهم، من قيام دولة إقليمية قوية في المنطقة، تحمل مشاعر العداء لإسرائيل وللهيمنة الأميركية، وعلى استعداد لتقديم كافة أشكال الدعم لحركات المقاومة في فلسطين وعلى رأسها حركة حماس.
ظن الغرب أن سياسة الصدمة التي ينتهجها السيسي ضد جماعة الإخوان "السلمية" - وهم يعلمون أنها سلمية - ستدفعهم للرضوخ والقبول بالأمر الواقع، لذا فقد غضوا الطرف لفترة من الوقت عن جرائمه وانتظروا من الإخوان أن يرفعوا راية الاستسلام والانخراط في نظام سياسي عقب الانقلاب ليعطونه الشرعية اللازمة لوجوده، ما يبرر اعترافهم به بعد ذلك!
لكن مع إصرار الجماعة - قواعد وقيادات - على المقاومة ورفض الانقلاب، وعدم قدرة السيسي على الحسم، وارتكابه جرائم لا يمكن السكوت عنها، فقد كان اعتراف الغرب به يمثل أزمة أخلاقية عنيفة، وهم أكبر المتحدثين عن حقوق الإنسان، وهي تنتهك يوميا في مصر!
***
5- توزيع أدوار في ألمانيا!
وقد فرح كثيرون بخبر إلغاء رئيس البرلمان الفيدرالي الألماني لقاء له مع السيسي في زيارته المرتقبة لألمانيا الشهر المقبل، ويراه البعض نصرا للشرعية التي حاولت حصار السيسي في الخارج. هو إنجاز بلا شك، ولكن؛ لماذا دعته ألمانيا لزيارتها أصلا؟
إذا كان رئيس البرلمان ألغى لقاءه بالسيسي، فإن أنجيلا ميركل ستقابله، وهي المستشارة الألمانية التي بيدها السلطة التنفيذية. وهكذا تكون الرسالة التي تبعثها ألمانيا واضحة: البرلمان الألماني "بيت الشرعية الألمانية" يرفض لقاء السيسي لأنه بلا شرعية، بينما ميركل الممثلة للحكومة ستقابله لأن البرجماتية تتطلب ذلك!
لا يجب أن نحفل كثيرا بالموقف الألماني غير الرسمي، أو أن يغير ذلك لنظرتنا إلى ألمانيا، بنفس الدرجة التي لا يجب أن نحفل كثيرا بتصريحات أو تسريبات عن الملك سلمان في السعودية، فبدون شيء رسمي من هذه الدول تجاه الانقلاب ستظل في أعيننا معترفة به وداعمة له بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، حتى زوال الانقلاب!
لا شيء يخيف هذه الدول إلا تغير ميزان القوة في مصر لصالح الثوار، وهذا ما يجب أن نركز فيه ونهتم به، فهذا ما سيجلب الحقوق، ويهدم السجون، ويحقق القصاص للشهداء، ويمكن للثورة التي بلا نصير، ويبني الدولة التي نبتغيها بين الأمم! وسيجبر الآخرين على التنصل من الانقلاب، لا حرصا على حقوق الإنسان التي تنتهك على مرأى ومسمع منهم - وأحيانا بترحيب - وإنما حفاظا على مصالحهم فقط. ببساطة!
هذا المقال لا يعبر الا عن رأي كاتبه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.