لا يوجد اتصالات بيني وبين نظام السيسي السيسي مراهق لا يليق بحكم مصر في هذه الحالة سأخوض الانتخابات الرئاسية جهود المصالحة بين قوى الثورة ستترجم قريبا على الأرض الانتخابات البرلمانية إن حدثت انتظروا صراعا من نوع آخر قال الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، إن كل الاحتمالات واردة تجاه الوضع السياسي الراهن في مصر، بما فيها الانقلاب العسكري على السيسي، وبناء عليه ينبغي أن يكون لدينا رؤية مستقبلية لكافة السناريوهات وكل الاحتمالات. وأثارت تصريحات "نور" مؤخرا حول شرعية عبدالفتاح السيسي، حالة من الجدل في الوسط السياسي والإعلامي، وأكد "نور في حوار لشبكة "رصد" الإخبارية أن تصريحاته جرى اختزالها بطريقة مخلة، مؤكدًا ثبات موقفه من عدم شرعية نظام عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، ورفضه وصف المطارد. وأضاف "نور" أن عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب بلا ماض، ولا مستقبل له، مشيرا إلى أن أفعاله المراهقة أحرجت حلفائه الإقليمين، كما أن السعودية في عهد الملك سلمان غير السعودية في عهد الملك عبدالله. وتطرق الحوار إلى موقفه من الانتخابات الرئاسية، ومتى سيعود إلى مصر، وكذلك جهود المصالحة بين قوى الثورة الفاعلة، وسيناريو الانقلاب العسكري على السيسي. وجاء نص الحوار: كيف ترى الوضع السياسي الراهن؟ مصر تشهد حالة من حالات موت السياسة، حيث اختزلت ألوان الطيف السياسي المصري، في لون، وصوت واحد!! يرى أنه هو الوطن، والوطن هو!! وغيره إما خونة، أو مارقين، أو إرهابيين!! فعادت مصر سياسياً نصف قرن ولم نعد فقط لما قبل ثورة يناير، بل أسوأ بكثير. وما مستقبل النظام الحالي في البلاد؟ هذا نظام بلا ماضي محترم، ولا مستقبل له، فالاستبداد لا يدوم طويلاً، مهما أمتلك من عناصر القوة والبقاء فما بالنا بنظام تتلوث يداه بالدماء ويتعرى من الشرعية، وتغوص أقدامه في طين لزج، ورمال ناعمة، داخلياً وإقليميا. لماذا عرضت فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة على السيسي؟ لم أعرض هذه الفكرة، لا على السيسي ولا على غيره، هذا محض إفتراء على الحقيقة.. وكل ما حدث إني أجبت في حوار صحفي على سؤال يتصل بما هو دائر ومطروح عن هذا الموضوع فكنت مستقبلاً لا مرسلاً.. فضلاً أنه لا توجد أي اتصالات بيني وبين السيسي. ألا تعتبر ذلك اعترافا ضمنياً بشرعيته؟ قلت في إجابتي على السؤال التاسع في حواري - سابق الإشارة إليه- مع جريدة " العرب " أني لا أعترف بشرعية السيسي، ولا أقبل أن أعطيه هذه الشرعية، كما صرحت بهذا المعنى لموقع رصد فضلاً أن هذا ثابت من كل مواقفي من 3/7 وإلى الان. هل سيخوض نور انتخابات رئاسية مقبلة؟ عندما تتوافر البيئة الصحيحة، لانتخابات رئاسية حقيقية، وديمقراطية، سيكون لكل حدث حديث هناك أقاويل بأن نور هو الجانب الأمريكاني للثورة المصرية.. ماردك؟ هذا هزل في موضوع الجد.. وكانت هذه الشائعة من اختراعات وأكاذيب نظام مبارك، التي سعي لترويجها ضدي في صراعي معه، ومع نجله.. مستغلاَ هو تعاطف الرأي العام العالمي معي، ومن بينه الأمريكي تعاطف مع رجل نافس ديكتاتور، فسجنه، ولم يكن أمام مبارك لتبرير هذا التعاطف الدولي معي غير ترويج هذه الأكاذيب، وللأسف أن بعض النخب السياسية، ابتلعت هذا الطعم، وأستعذبته!! بالمناسبة أنا لم أقم بزيارة أمريكا من قبل. وحول هذا الأمر قامت أحدى المنظمات الدولية بأختياري للحصول علي جائزة كأفضل ديمقراطي في العالم الأسلامي 2015، وكان موعد استلام هذه الجائزة هو الخميس 15 مايو 2015 بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، وعلي بعد أمتار من البيت الأبيض، وكان مفترض أن تكون لي الكلمة الأولي في الأجتماع، في جلسة يشارك فيها كل من سوزان رايس، ونائب وزير الخارجية، وعبد الفتاح مورو نائب رئيس البرلمان التونسي، ومادلين أولبرايت، ووزير الخارجية السابقة، وأخرين.. لكني أعتذرت عن الحضور لأسباب شخصية، مع توجيه الشكر والأمتنان لمركز دراسات الأسلام والديمقراطية، الذي رشحني لهذه الجائزة. لماذا توقفت الجهود المصالحة بين قوي الثورة الفاعلة.. ولم نعد نسمع عنها؟ هذه الجهود لم تتوقف، لكنها ترشدت بأن أصبحت تتم خارج دائرة الأعلام والإعلان.. أملين أن يتم ترجمة هذا الجهد التراكمي قريباَ علي الأرض. وأين المجلس الثوري الجامع الذي قلت بأنك تسعى لتشكيله؟ لست عنصر في المجلس الثوري ولا غيره لكني دائماً أقول:- أني أشرف بأن أكون تحت مظلة أي كيان جامع لكافة شركاء ثورة يناير، ونعمل دائماً على بناء هذا الكيان، ولو في صورة علاقات شبكية، وليست علاقات اندماجية. أين دور المجلس العربي للدفاع عن الثورات العربية؟ المجلس هو أول بيت خبرة للثورات العربية رئيسه هو رئيس الضمير للثورات العربية الدكتور المنصف المرزوقي ولجنة التأسيسية هي توكل كرمان (اليمن) الدكتور أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة (سوريا) وشخصي المتواضع من مصر وكذللك النائب عماد الدائمي (تونس) وسيشهد المجلس بعد شهور التأسيس انطلاقة كبيرة بعد أن انشغلت اللجنة التأسيسية لفترة طويلة بالانتخابات التونسية ثم الأحداث باليمن، وسيتم اختيار مجلس أمناء موسع. هل هناك عزلة سياسية على السيسي؟ السيسي كسر هذه العزلة الدولية بدعم إقليمي كبير له، في بداية حكمه، لكن استمراره على ذات النهج يستدعي حاله من الرفض المتزايد لأساليبه في الحكم التي تحرج الحلفاء الدوليين أمام الرأي العام الداخلي في بلادهم. وما تقييمك لحكم السيسي وهو يقترب الآن من عام كامل؟ السيسي كان بإمكانه أن يقدم في عامه الأول شهادة ميلاد لنظام يستمر، لكنه تصور أنه يملك الإستمرار بالقوة، وتجاهل الواقع، بدلاً من مواجهته بالعقل والحكمة، فالنظام يمارس رغبة عارمة في الانتحار وقد تجرد من أسباب قوته داخلياً بالخصومة- حتى مع أنصاره - وإقليمياً لسياسات مراهقة يمارسها، و لا تليق بقيمة مصر وحجمها. ما توقعاتك للسياسة السعودية الجديدة في المنطقة؟ من المبكر الآن الحديث عن الموقف والسياسة السعودية في المنطقة، لكن قولاً واحداً إننا أمام ملك جديد، وسياسة جديدة وعلينا أن نستبشر بها إلى حد ما. وكيف ترى دور الرياض المستقبلي تجاه مصر؟ لايمكن تجاهل أن الأزمة المصرية كان الطرف الإقليمي حاضراً فيها منذ البداية.. وللأن.. وبالتالي الحضور في حلحلة الأزمة وارداً، بل ومهما.. وأحسب أن الرياض تلعب دوراً مركزياً الأن في كافة الصراعات الإقليمية، والملك سلمان رجل لديه مواقف أكثر اعتدالا في الشأن المصري وبالتالي هذه مقومات تؤهل الرياض لدور هام، ربما ليس الأن، لأسباب كثيرة.. لكن في تقديري في المستقبل القريب. هل أثرت تسريبات السيسي على علاقاته الخارجية؟ رغم الأنكار المستمر للتسريبات لكن الجميع يعلم أنها صحيحة وبالتالي فهي بالغة التأثير وكاشفة لطبيعة النظام الحاكم الأن في مصر خاصة في مواجهة شركاء له في الخارج. هل تتوقع جحوداً سعودياً على السيسي مستقبلاً؟ لا أظن أن السعودية ستتحول من حليف لنظام السيسي إلى خصماً له، لكن المطلوب أن تبقى السعودية على موقعاً محايداً في الصراع السياسي المصري الداخلي، وتكون لها مسافة مقبولة مع كل الأطراف مما يساعدها على دور الوسيط النزيه، فالمطلوب أن تبقى السعودية حليفاً قوياً لمصر وليس لطرف واحد في الصراع السياسي في مصر. كيف ترى الوضع داخل أجنحة النظام الحالي؟ جبهة 3/7 تنشق والسيسي لا يحترم لا قواعد الخصومة، ولا حتى قواعد الشراكة، وكشأن كافة الأنظمة الاستبدادية تأكل خصومها، ثم تستدير لأنصارها، وانتظروا المشهد بعد الانتخابات البرلمانية سيكون مريعاً وما يحدث الأن في الوفد ليس خارج هذا الصراع، وسأوجه نداء لزملاء الماضي الوفد، خلال الساعات القادمة، وقبل انعقاد الجمعية العمومية للحزب يوم الجمعة، بهدف وحدة الصف. هل هناك صراع بالفعل؟ إنه صراع اقتسام" التورتة " التي ابتلعها طرف، ولا يريد أن يلقى للأخرين حتى بالقتات وانتظروا بعد الانتخابات البرلمانية إذا تمت في عام 2015. هل تتوقع انقلابا عسكرياً على السيسي؟ لا أتمنى مساراً إنقلابياً جديداً، ولا أحلم إلا بدولة مدنية ديموقراطية. لكن لكل الاحتمالات واردة، ولابد أن يكون لدينا رؤية مستقبلية، وسيناريوهات لكل الأحتمالات. متى يمكن حدوث ذلك؟ الدولة المدنية الديموقراطية استحقاق واجب منذ ثورة يناير، وأظن أن الصراع بين المؤسسات وداخلها لا يمكن تجاهله ولا يكفي التعويل عليه.. نحن في حاجة لوثيقة وطنية جامعة تحدد تطورات واضحة للمستقبل وللشراكة الوطنية ولشكل الدولة المدنية. هل من الممكن أن يكون السيسي طرفاً في مصالحة مستقبلية؟ كل من كان هو الأزمة، لا ينبغي أن يكون هو الحل، وكل من كان بعضاً من الأزمة، إذا ما توافرت لديه الإرادة في الحل فليقدم ما يثبت موقفه ونواياه.. وكذلك موقفه الواضح من قيم ومطالب الثورة وإقرار قواعد لعدالة انتقالية حقيقية. كيف ترى أداء الليبراليين في مصر؟ هناك من مكونات التيار الإسلامي السياسي، من خان المبادئ، وغلب المصالح، في صراع ما قبل، وأثناء، وما بعد 3/7 ، وهناك من القوى الليبرالية من ارتكب ذات الخطأ، بل الخطيئة، وأنا أتصور أن الليبرالي الحقيقي، لا يمكن أن يقبل بالأقصاء وعدم القبول بالأخر، ولا بانتهاك الحريات، وأبسط القيم الديموقراطية من يقبل هذا هو يمارس ليبرالية مغشوشة أما الليبرالي الحقيقي فهو نصير للحرية، ويحترم الحقوق، ويعترف بالأخر وحقوقه، ويدرك أنه لا تعارض بين الدين، والقيم الليبرالية، وهذه هي الليبرالية المصرية التي نشأت في حضن الأزهر الشريف وبقيم مصرية وإنسانية. لكن كما أن تيار الإسلام السياسي ليس مكوناً واحداً فكذلك القوى الليبرالية ليست مكوناً واحداً ولا يجوز التعميم بشأن مواقفها. لماذا رفضت أي دور حكومي قبل الانقلاب؟ لم يكن رفضاً، بقدر ما كان تحفظاً على التوقيت، الذي جاء متأخراً جداً وقبل أيام من 30/6 ورغم هذا أنا لم يتغير موقفي أبداً في أي وقت من الأوقات، وهو أني ساندت وكنت سأساند أي رئيس بأني بعد الثورة طالما حافظ على هذه الثورة، وسعى لتحقيق مطالبها ومبادئ هذه الثورة. ولماذا رفضت الإمارات دعم حكومة يدعمهاالإخوان؟ الإمارات كان لها موقف واضح من الثورة، وأكثر وضوحاً من الإخوان- تحديداً - وكان وما زال لها دور كبير في الأحداث التي وقعت في مصر والتي ما زالت تحدث أشرت في حوارات سابقة أن حمدين صباحي كان عرابا لانتخابات السيسي الرئاسية.. ما رأيك في صباحي؟ الزميل حمدين صباحي، صديق قديم، ونائب زميل في البرلمان، جمعتنا صداقة طويلة، ونضال مشترك قبل الثورة، واختلفت بنا السبل بعدها، لأسباب عديدة، وتضاعف هذا الخلاف بعد 3/7 وبعد مشاركة صباحي في تمثيلية انتخابات 2014. وهي خطوة لم أوافقه عليها لكني لا أخونه ولا أخون أي زميل أو شريك في ثورة يناير. وما حقيقة تمويله من قبل أيران ودول أخرى ؟ لا أعرف معلومات، ولا أحب أن أتحدث عن شائعات، وأن كانت رائجة. ما ظروف خروجك من مصر .. وهل أنت مطارد؟ خرجت لأسباب طبية في - البداية معلومة للكافة - وأستمر بقائي في الخارج، قرابة عامين، لأني رفضت تماماً أن أكون شريكاً في دم أو عنف ولو بالصمت، ولست هارباً من شيء، ولا هارباً لشيء.. فلا يوجد أي إتهام قانوني موجه لي لكن مناخ الاستقطاب، والعداء، والعنف، بات بذاته مانعاً وطارداً للعقلاء والمعتدين. أما أني مطارد، فهو وصف غير دقيق، لكن من الواضح أن نظام السيسي لا يرغب في عودتي لمصر الأن، ودليلي على ذلك، رفضهم لحقي القانوني في تجديد جواز سفري في محاولة لمنعي من العودة ومنعي من حقي الدستوري والقانوني في التنقل والسفر وهي سابقة خطيرة لم تحدث حتى في زمن عبد الناصر. متى يعود نور إلى القاهرة؟ سأعود إن شاء الله لمصر قريباً وستعود مصر بلداً لكل المصريين إن شاء الله.