من المنوفية إلى نيويورك، مرورًا بتركيا وباكستان ولندن ووصولا إلى أستراليا، حظي فيديو الزفاف "الداعشي" الذي انتشر مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي على اهتمام كبريات الصحف العالمية مثل الجارديان وميرور والإندبندنت البريطانية وهافينجتون بوست وفوكس نيوز ونيويورك ديلي نيوز الأمريكية وديلي صباح التركية ونيوز الأسترالية، وغيرها. أبرز التغطيات أعدها مراسل صحيفة الجارديان البريطانية باتريك كينجسلي، الذي أشار إلى أن الفيديو أسفر عن ردود فعل متباينة، حيث اعتبره بعض المصريين قلة ذوق، وتجاهلا لضحايا المذبحة الأخيرة التي أسفرت عن مقتل 21 مصريًا في ليبيا، بيدَ أن الزوجة دافعت عن الواقعة، قائلة: إنه يظهر تحديًا للجهاديين. وتعليقًا على الفيديو قال كينجسلي: "بينما كان الخوف هو شعور الكثيرين، في استجابة لعمليات تنظيم "الدولة"، أراد أحد المصريين السخرية في مواجهة الشدائد؛ فقرر أن حفل زفافه هو أفضل مكان يمكنه أن يقوم فيه بذلك. وفي محاولة لمفاجأة عروسه وضيوفهما، رتَّب أحمد شحاته، 25 عامًا، مع أقاربه ليرتدوا زي متشددي "داعش" ويتظاهروا باختطاف زوجته الجديدة؛ التي قالت في وقت لاحق للجارديان: "كنتُ أعرف أنه سيكون هناك مفاجأة. لكني لم أتصور أن تكون المفاجأة من هذا القبيل". وفي ختام التقرير أشار كينجسلي إلى انتشار فيديوهات أخرى تسخر من أنشودة "صليل الصوارم" على مواقع التواصل، وهي الظاهرة التي خصص لها موقع هافينجتون بوست تقريرًا خاصًا، وأشارت إليها صحيفة ديلي كولر في تقريرٍ لمراسلها إيفان بليس. فيما أشارت فوكس نيوز أن أحدًا لم يكن يعرف بهذه التمثيلية قبل الزفاف سوى العريس وضيوفه المشاركين والمصور. واستهلت ميل أون لاين البريطانية تغطيتها التي أعدها جون هول بالإشارة إلى أن بعض الضيوف ظنوا لأول وهلة أن الهجوم حقيقي. تغطية أخرى في الإندبندنت البريطانية أعدها هيذر شاول، أشارت إلى استخدام الأسلحة البيضاء في المشهد، وإبراز العريس سلاحًا ناريًا، لم يتسنى التأكد مما إذا كان حقيقيًا أم لا. من جانبها نقلت ديلي صباح التركية عن أحد مستخدمي تويتر قوله: "أنا سعيد حقًا بهذا الفيديو للزفاف الداعشيّ. إنها رسالة قوية إلى الخنازير الذين يسمون أنفسهم "داعش". في المقابل قالت فتاة أخرى على الفيسبوك: "الرقص في قفص مثل ذلك الذي استخدم لحرق (الرهينة) حتى الموت يعكس الحالة المثيرة للاشمئزاز واللامبالاة التي وصل إليها مجتمعنا تجاه الأفعال غير الإنسانية وغير الأخلاقية". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الفيديو هو أحدث مثال على ظاهرة السخرية من تنظيم الدولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحول دلالته، نقلت عن خبير علم النفس في وزارة الصحة المصرية، محمد فهمي، قوله: "بالنسبة للمصريين، تعتبر السخرية آلية لمواجهة اليأس والاكتئاب". صحيفة نيويورك ديلي نيوز نشرت الفيديو كاملا، كما صدرت تغطيتها بصورة لبداية المحاولة التمثيلية لاختطاف العروس. وأشارت إلى فيديو ساخر آخر يظهر فتاتين يرتديان زيًا يشبه مسلحي التنظيم ممسكتان بسكين بالقرب من نحر صديقتهما، بينما تدلي الأخيرة باعتراف، قبل أن يبدأ ثلاثتهم في الرقص على نشيد "داعش". ديفيد رافين أيضًا علق على الفيديو في صحيفة ميرور البريطانية اليومية، وأبرز ما قاله العريس لفيديو اليوم السابع: "جاءتني الفكرة قبل أسبوعين من الحفل؛ لأنني أردتُ أن أفعل شيئًا مختلفًا ليلة الزفاف، يتجاوز الأفكار التقليدية. إنها ليلة لن ينساها الجميع". معربًا عن إدانته للتنظيم، حسبما أشار موقع "ثينك بروجرس" الأمريكي. فيما ختم موقع "نيوز" الأسترالي تغطيته بصورة الطيار الأردني معاذ الكساسبة لحظة احتراقه في قفص كالذي حاول الزوجان تقليده ليلة زفافهما، مثما فعلت صحف أخرى الشيء ذاته. واستهلت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية تغطيتها التي أعدها كريس بيريز، بتغريدة لشخص يُدعى تامر عبده أمين، قال فيها: "قابل يا عم.. دة فرح في محافظة المنوفية.. الفرقة + العريس والعروسة عملوا فيه فقرة عن داعش :)).. المصريين لما بيبدعوا. الشعب بتاعنا ده بكل تناقضاته محتاج دراسة.. إيه الشعب دة!.. إيه الشعب اللي أنا قابلته دة :)))". مجموعة تغريدات أخرى بالإنجليزية لمستخدمين أجانب نشرتها صحيفة إكسبرس تريبيون الباكستانية، معربين عن استغرابهم من الحادث، حيث قال أحدهم: "ما الذي أصاب بعض الناس؟"، بينما اعتبرها أحدهم، ويدعى جابريل كيندر، "أول رقصة لداعش في حفل زفاف مصري".