على نفس النغمة التي كان يرددها جيش النكسة ويعزفها معه مؤيدو ناصر الملهم يستمر عدد من الناصريين في تأييد معركة السيسي في ليبيا ويمارسون التجييش والتطبيل والتحريض والمبالغات التي لا تصنع نصرا. "إن قواتنا الباسلة قد فاجأت القتلة ودمرت معسكراتهم وقتلت كلابهم، وقامت بعملية جريئة علي الأرض لتقتص من جديد لشرف مصر وكرامة شعبها"... تلك بعض من فيض التصريحات التي يطلقها مصطفى بكري عضو مجلس الشعب السابق، عبر صفحته الرسمية على موقع"تويتر" تعليقًا على الهجمات المصرية العسكرية ضد ليبيا. إذ تشهد الساحة السياسية حالة من التحريض من قبل عدد من السياسيين الناصريين والإعلاميين ضد ليبيا، وكأن جيش مصر يحارب "إسرائيل"، في حين أن الخسائر التي خلفتها هجمات الجيش جميعها تتركز في مدن وأحياء المدنيين مما تسبب في إصابة الكثير منهم. كما قال "بكري" خلال تغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر": "قواتنا الباسلة كفيلة بهم ،مصر تعلم امريكا والناتو كيف تكون الحرب وكيف يكون الرجال". فيما أيد حزب الكرامة الناصري الحرب ضد ليبيا، فيما قال حمدين صباحي المرشح الرئاسي الخاسر، أن قصف ليبيا هو القصاص العادل، إذ كتب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قصف طائراتنا لقتلة أخوتنا فى ليبيا قصاص عادل لدمهم الزكى ودفاع واجب عن أمننا القومى ، تحية لأرواح شهدائنا ، ولقواتنا الجوية ، وسيكتمل القصاص". وعلى صعيد الإعلاميين، هاجمت الإعلامية فاطمة النجدي مذيعة قناة ون تي في، الشعب الليبي ووجهت له السباب قائلةً في برنامجها "صباح أون تي في" اليوم الأربعاء: "انتو كلكوا على بعض كام مليون 6 على 87 مليون عيب لما نتطاول على مصر الأقزام دول". وقد مارس الإعلامي أحمد موسى حملة من التحريض تجاه ليبيا بشكل علني وصريح عبر برنامجه "على مسئوليتي" ، وليس هذا فحسب بل دعا إلى مهاجمة وقصف حماس أيضًا، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن تقوم الطائرات المصرية العائدة من ليبيا بالتوجه الى غزة ، ودك معسكرات حركة المقاومة الاسلامية حماس". من جانبه، علق الكاتب فهمي هويدي على التناول الإعلامي للهجمات العسكرية على ليبيا بأنها كانت تتسم بالهرج والمرج وأن كل من هدب ودب شارك بالتحليل والتحريض، على حد قوله. وقال هويدي في مقالة له أمس الأربعاء بصحيفة الشروق بعنوان: "غارتان عسكرية وإعلامية": "هذا الهرج لم يتح للمشاركين فى التعبئة الإعلامية فرصة الفرز بين التيارات المختلفة فى ليبيا، فوضعوا الجميع فى سلة واحدة، فاستعدوهم على مصر وعبأوا المصريين ضدهم بغير مبرر. إزاء ذلك فلعلى أزعم بأن الغارة العسكرية إذا كانت بحاجة إلى بعض التأنى لإحسان التدبير وإحكامه، فإن الغارة الإعلامية ظلت بحاجة إلى قدر أكبر من الرصانة والمسئولية، لأن الأمر أكبر من أن يعالج بالخفة التى لمسناها فيما قرآناه وشاهدناه. وأرجو الا تكون المبالغات والمزايدات الإعلامية مقصودة لإشغال الناس عن مراجعة ما جرى، والتفكير فى الثغرات التى تخللته، بحيث أوصلت الأمور إلى النهاية المأساوية التى انتهت إليها".