دعا أكاديميون صينيون وأساتذة اللغة العربية في الجامعات الصينية، القائمين على التعليم والثقافة فى مصر، إلى أهمية العمل على دفع مجالات التعاون التعليمى بين مصر والصين بصفة عامة، ومجالات تدريس وتعلم اللغة العربية للطلبة والأساتذة الصينيين بصفة خاصة. وشددوا على أهمية وضع أطر وحلول جديدة غير تقليدية للوصول إلى أفضل السبل لنشر وتعلم اللغة العربية فى الصين، وإعادة صياغة برامج التعليم وآلية المنح التى تقدم للطلبة والأساتذة الصينيين فى مصر، واضعين أمام المسئولين المصريين تساؤلات كثيرة تتضمن العديد من المصاعب والتحديات والعراقيل التى تعوق طموحاتهم، للعمل على إزالتها والوصول إلى الشكل الأمثل للتعاون التعليمي والثقافي بين مصر والصين . جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التى عقدت ببكين ونظمها المكتب الثقافى المصري لدى الصين برئاسة الدكتور محمد جابر أبو على، وحضرها السفير المصري أحمد رزق، والمستشار الإعلامي أحمد سلام، والدكتور شاكر عبد العظيم رئيس الإدارة المركزية للطلاب الوافدين بوزارة التعليم العالي، ومن الجانب الصيني عمداء وأساتذة أقسام اللغة العربية بالجامعات الصينية والمستشار التعليمي الصيني السابق بالسفارة الصينية بالقاهرة . وفى بداية الحلقة النقاشية، قال الأديب والكاتب الصينى الشهير تشونغ جي كون، ويلقب بالعربية باسم "صاعد"، وهو رئيس الجمعية الصينية للأدب العربي والأستاذ السابق بكلية اللغة العربية بجامعة بكين، إن مصر هي مهد تدريس اللغة العربية فى العالم أجمع وليس الصين فقط، وأن رواد تدريس اللغة العربية من الأساتذة الصينيين كانوا يتلقون دراستهم منذ ثلاثينيات القرن الماضي فى الأزهر الشريف وكلية دار العلوم بجامعة القاهرة . ودعا العالم العربي والقائمين على تدريس اللغة العربية أن يقتدوا بما حدث مع اللغة الإنجليزية، التى انتشرت فى العالم أجمع وأصبحت اللغة الثانية فى غالبية الدول، والعمل على كيفية دراسة طرق انتشارها واقتباس هذه التجارب لتطبيقها ونشر اللغة العربية فى العالم بنفس القوة، ومن بين هذه الطرق الأفلام والوسائط التكنولوجية الحديثة والتعاون المباشر فى كافة المجالات. ويضيف أستاذ اللغة العربية بجامعة اللغات الأجنبية فو تشي مينغ "أمين" أن هناك مشكلة تواجه الطلبة الصينيين عند تعلم العربية فى مصر أو الصين وهي اللغة العامية المصرية، وعلى ذلك فهناك حاجة لتعلم اللغة العامية أيضا التى يتم التحدث بها فى الشارع وتقدم بها الأفلام والمسلسلات لكن لا يستطيع أن يستوعبها الطالب الصينى الذى تعلم اللغة العربية الفصحى ولم يتدرب على اللغة العامية المصرية. ومن جانبه، قال الدكتور شوي تشينغ قوه "بسام" عميد كلية اللغات بجامعة بكين إن أساتذة اللغة العربية فى الصين مدينون لمصر وشعبها بكل ما تم تحقيقه من نشر اللغة العربية فى الجامعات الصينية، مشيرا إلى أنه شرب من ماء النيل وتنفس هواء مصر العليل وتعلم من أساتذتها قبل عشرين عاما أثناء دراسته بالقاهرة . وأضاف شوي أن مصر يمكن أن تلعب دورا أكبر لنشر اللغة العربية فى الصين بأن تقبل الجامعات المصرية والأزهر المزيد من الطلبة الصينيين، لأن مصر وبدون منافس أهم مركز للثقافة العربية فى العالم، لكنه قال فى نفس الوقت إن تعليم اللغة العربية للطلبة الصينيين فى مصر لا زال "عشوائيا" . وأوضح أن أساتذة اللغة العربية الأجانب فى مصر، ليس لديهم برامج أو مقررات دراسية ثابتة، وبعضهم يتحدث فى المحاضرات وقاعات الدراسة باللغة العامية التى لا يستطيع فهمها الطالب الصيني الذى درس باللغة الفصحى، إضافة للظروف المعيشية والسكنية التى يعيشها الطالب الصيني فى مصر والتى وصفها "بغير المرضية" . ودعا الأكاديمي الصيني القائمين على التعليم فى مصر إلى إتاحة الفرصة لإرسال أساتذة صينيين من الشباب إلى جانب الطلبة من الصين لاستكمال دراساتهم فى الجامعات المصرية أو إقامة البحوث العلمية على اللغة العربية حتى يتسنى لهم تأليف مناهج وكتب دراسية للطلبة الصينيين باللغة العامية المصرية. كما دعا إلى تطوير المناهج المصرية لتعليم اللغة العربية للأجانب والتى تحتاجها أقسام اللغة العربية فى الجامعات الصينية، على أن تراعى عملية الجمع بين اللغة العربية الفصحى واللغة العامية، كما أن الدروس تشتمل ليس فقط على تعلم اللغة بل أيضا دروس فى الثقافة والتراث والتاريخ وفنون الحياة باللغة العربية تقدم للطلبة الصينيين . وبدوره، دعا الدكتور ليو تشي "على" عضو مجلس إدارة الجمعية الإسلامية فى الصين، مصر إلى إعادة تقديم المنح الدراسية لتعلم الدعاة والأئمة الشباب من الصين فى جامعة الأزهر الشريف وزيادة عددها من 30 منحة فى السابق إلى مضاعفة هذا الرقم .. مشيرا إلى أن هذه المنح توقفت مصر عن منحها منذ فترة، ونأمل أن تعود مرة أخرى . وأشار إلى أن هناك 40 إمام مسجد فى كافة أنحاء الصين يخطبون ويقومون بتقديم الدروس فى أكثر من 35 مسجدا فى كافة أنحاء الصين، وعلى ذلك تحتاج الصين لتعليم وتدريب المزيد من الائمة والدعاة فى الأزهر عبر المنح التى تقدم لهم من مصر ..موضحا أن الجمعية بصدد الانتهاء من مشروع توسعة معهد العلوم الإسلامية فى الصين . وأضاف أن معهد العلوم الإسلامية الصيني سيقبل بعد التجديدات والتوسعة المزيد من الطلاب الصينيين لنيل شهادات الدراسات العليا والدكتوراة، ولذلك يحتاج المعهد إلى تبادل وفود الطلاب والأساتذة مع جامعة الأزهر الشريف لكى يتحقق الهدف من تقديم أفضل الخدمات للطلاب والباحثين المسلمين فى الصين .