أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، نجيب ميقاتي، إعتذاره عن أي تكليف لتشكيل الحكومة الجديدة لا يحظى بإجماع كافة القوى السياسية. وقال ميقاتي، في بيان صحفي اليوم بحسب ما جاء بالأناضول: “أعتذر سلفاً، وأشكر صادقا كل من يسميني للتكليف، ولا يسعني قبول هذا الشرف إلا إذا توافرت لي النسبة الأكبر والأوفر من إجماع كافة الأطراف، ومن كافة الشركاء في الوطن”. كما أوضح ميقاتي أنه قدم إستقالته في 22 مارس الماضي “إيمانا مني بضرورة كسر الجمود في الحركة السياسية”، وأشار إلى أنه “لا مجال للنجاح إلا بتعاضد الإرادة الوطنية بأكثرية مكوناتها”. كما ذكّر أنه وطيلة فترة ترأسه للحكومة حرص “على عدم الانجرار إلى أي إصطفاف يؤدي إلى زيادة الشرخ بين اللبنانيين، وقد كان لي شرف التعاون مع كل مكونات الحكومة، ومَن هم خارجها بروحية المسؤول”. ودعا رئيس الحكومة المستقيل أن تكون الحكومة المقبلة “حكومة إنقاذ وطني تتمثل فيها كل المكونات السياسية للنسيج اللبناني”. وقدم ميقاتي استقالته بعد اتساع مطالب المعارضة في قوى “14 آذار”، والتي تتهم الحكومة ب”العجز” عن حفظ الأمن وسط تزايد عمليات ومحاولات الاغتيال والتفجيرات، وبالولاء للنظام السوري، وبعدم القدرة على حل المشاكل الاقتصادية. وبرر ميقاتي استقالته بعدم رضاه عن “الفراغ” في الأجهزة الأمنية، والتأخر في تحديد مواعيد الانتخابات. وكانت مصادر مقربة من المعارضة أشارت إلى أن قوى “14 آذار” ستطرح اسم النائب البرلماني، تمام سلام، لرئاسة الحكومة. ويبدأ الرئيس، ميشال سليمان، مشاورات نيابية غدا الجمعة، ولمدة يومين، لتسمية اسم رئيس الحكومة الجديدة. من ناحية أخرى، دعا السفير السعودي في بيروت، علي عواض عسيري، إلى أن تكون الحكومة اللبنانية المقبلة “معبرة عن تطلعات الجميع”. وأكد عسيري، في الوقت نفسه، خلال زيارته اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على أن بلاده “لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي”.