أعرب مراد مدلسي وزير الشئون الخارجية الجزائرية عن ثقته الكبيرة في قدرة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطرعلى انجاح القمة العربية الرابعة والعشرين المقرر عقدها في الدوحة هذا الشهر رغم ما تمر به المنطقة من ظروف عصيبة . وقال وزير الشؤون الخارجية الجزائرية – في حديث لوكالة الأنباء القطرية ” قنا “- إن القمة ستنعقد في ظل ظروف تشهد الكثير من القضايا والهموم العربية التي أصبحت تؤثر سلبًا على واقعنا العربي. وبشأن أهم الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال ، قال مدلسي إن هناك العديد من الموضوعات التي ستعرض على القمة لبحثها من قبل القادة العرب تتعلق بتطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتطورات الأزمة السورية ، إضافة إلى موضوعات تخص العمل العربي المشترك وتطوير الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة بما فيها موضوع إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان. وحول الحراك السياسي الذي تشهده الجزائر في ظل ثورات الربيع العربي، أوضح مدلسي أن الجزائر تسير بشكل عادي وحثيث نحو التطور والرقي ولم تتأثر بما جرى ويجري هنا وهناك ، حيث لا ينبغي أن ننسى أنه سبق للجزائر أن عاشت ربيعها العربي في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وقامت على إثره بإصلاحات سياسية واقتصادية متتالية وعميقة وتقوم من حين لآخر بتقييم تجربتها وفقا لتطورات وظروف كل مرحلة بما يحصن البلاد من الهزات ويعمق الديمقراطية وينمي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، لذلك نجد اليوم الشعب الجزائري منشغل بالتنمية ويتفاعل مع الديمقراطية ونعتقد أن لكل بلد ظروفه وخصوصيته . وردا على سؤال حول الأوضاع المقلقة على حدود الجزائر مع الدول المجاورة في ظل أنباء عن تسرب عناصر متطرفة إلى الأراضي الجزائرية وكيف تتعامل الحكومة مع هذا الأمر، قال إن قوات الجيش والأمن الجزائرية متواجدة على طول الحدود الوطنية للدولة مع كل دول الجوار وهي تقوم بمهامها الدستورية في حماية الوطن من أي اعتداء أو اختراق بشكل فاعل وحاسم. وحول ما حدث في عين أميناس والذي كان اختبارا حقيقيا للحكومة الجزائرية في التعامل مع الإرهاب وهل أثر ذلك على علاقات الجزائر بالدول الأخري وخاصة الدول التي كان لها رعايا في عين أميناس، أشار مدلسي إلى أن ما حدث في عين أميناس كان مؤامرة إرهابية أريد بها النيل من أمن واستقرار الجزائر، وقد تصدت الجزائر لها وعالجتها بكل صرامة وحكمة وبأقل خسائر ممكنة بفضل كفاءة الجيش الوطني الشعبي وعناصر الأمن المختلفة. وبشأن الأزمة السورية وتقييمه لها حاليا، قال إنه من المنتظر أن تشكل هذه الأزمة أهم البنود السياسية على جدول الأعمال في القمة العربية ، حيث يتطلب الوضع العربي الراهن تكثيف الجهود وتوحيدها بإيجاد أرضية للتفاهم والحوار بين أطراف الأزمة السورية تسهم في إيجاد الحل المنشود الذي يأخذ في الاعتبار تطلعات الشعب السوري الشقيق في الحرية والديمقراطية والتغيير السلمي ، وبما بحفظ سيادة سوريا واستقرارها ووحدتها.