قال عصام الحداد مساعد الرئيس المصري محمد مرسي للشؤون الخارجية أن مصر لن تتسامح مع تدفق الأسلحة المهربة من قطاع غزة وإليه حيث يؤدي ذلك إلى زعزعة الإستقرار في سيناء موضحاً سبب إغراق القوات المصرية لأنفاق تحت الحدود الإسبوع الماضي. وتمثل شبكة الانفاق شريان حياة لنحو 1.7 مليون فلسطيني في غزة حيث يدخل من خلالها نحو 30 في المئة من جميع السلع التي تصل الى القطاع وتتفادى حصارا تفرضه إسرائيل منذ اكثر من سبع سنوات. لكن الحداد قال في مقابلة أجرتها معه رويترز “نحن لا نريد ان نرى هذه الانفاق تستخدم كسبل غير مشروعة للتهريب سواء الاشخاص أو الأسلحة التي يمكن أن تلحق ضرراً فعلياً بالأمن المصري.” وأضاف أن قبضة إسرائيل على قطاع غزة تراخت بصورة كبيرة بعد الاتفاق الذي توسطت فيه مصر وانهى القتال بين اسرائيل وحركة حماس في نوفمبر الماضي، وخففت مصر القيود الحدودية للسماح بدخول مواد البناء خاصة من قطر. وقال الحداد “الان يمكننا القول ان الحدود مفتوحة الى حد جيد-ولا يزال من الممكن تحسين ذلك- وانه يسمح بدخول احتياجات شعب غزة. سمح بدخول مواد البناء للمرة الاولى. “وعلى الجانب الاخر لا نود ان نرى تهريب اسلحة عبر هذه الانفاق سواء الى مصر او منها بسبب ما نراه الان في سيناء ولقد ضبطنا بالفعل في انحاء مصر اسلحة ثقيلة يمكن استخدامها بطريقة خطيرة جدا.” وقتل 16 من قوات حرس الحدود المصرية في اغسطس آب في هجوم لمتشددين في سيناء قرب الحدود مع غزة وهو حادث أصاب المصريين بصدمة وسلط الضوء على الفوضى في سيناء. وقالت القاهرة أن بعض هؤلاء المسلحين عبروا إلى مصر عن طريق أنفاق غزة وهو إتهام نفاه الفلسطينيون. وجرى تدمير عشرات الانفاق منذ ذلك الحادث. وقالت مصر يوم الجمعة الماضي انها ضبطت طنين من المتفجرات مخبأة في شاحنة تقل شحنة فاكهة وخضر متجهة الى سيناء. وكانت مصر قد ضبطت في يناير كانون الثاني ستة صواريخ مضادة للطائرات والدبابات في سيناء ربما كان المهربون يريدون ارسالها الى غزة. وبرغم إغراق الانفاق الذي أثار شكاوى مريرة من جانب الفلسطينيين قال الحداد ان العلاقات مع حماس القريبة من جماعة الاخوان المسلمين جيدة. وتحاول مصر حمل حماس وحركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية على الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات لكنها لم تنجح في ذلك حتى الان. لكن الحداد اوضح ان مرسي سيحترم بدقة معاهدة السلام مع اسرائيل وان التعاون اليومي مع اسرائيل مستمر كالمعتاد برغم عدم وجود اتصالات على المستوى الرئاسي. وزار وفد أمني إسرائيلي القاهرة لإجراء محادثات الإسبوع الماضي ومرت سفينتان حربيتان اسرائيليتان من قناة السويس ترفع احداهما العلم الاسرائيلي وذلك للمرة الاولى في عدة سنوات. وسأل عما اذا كان يرى ان هناك تهديدا لامن مصر من متشددي القاعدة فقال الحداد انه لا وجود بمصر للقاعدة ولا لجماعات متصلة بها ولا لعملياتها. لكنه قال ان أفكارها المتطرفة لا تعرف حدودا. وقال “الجميع يلاحظ ان كمية الاسلحة المهربة في انحاء المنطقة زادت بالفعل بصورة كبيرة منذ انهيار جيش الزعيم الليبي الراحل معمرالقذافي. “هذا شيء مزعج حقا لانك لا تعرف من سيحصل على هذه الاسلحة. وعندما ترى ان هناك صواريخ مضادة للطائرات داخل مصر واسلحة مضادة للدبابات داخل مصر ..فستسأل من يفعل ذلك ولماذا.” وتابع “هذا هو السبب في اننا نريد تعزيز حدودنا الغربية” مضيفا ان هذه هي الاولوية الامنية الاولى للحكومة الان. ولا تزال السلطات الامنية المصرية تحقق فيما اذا كانت خلية متشددة اعتقلت في القاهرة هذا الشهر لها صلات بتنظيم القاعدة.